بعد توقفها لأكثر من ثلاثين عاماً… المجالس الثقافية البغدادية تعود بخطوات خجولة

الجسرة الثقافية الالكترونية
*صفاء ذياب
المصدر / القدس العربي
على الرغم من الظروف التي تمر بها بغداد وغيرها من المدن العراقية، من خلخلة في الوضع الأمني، فضلاً عن الحياة العامة التي أخذت مسارات أخرى غير التي كانت قبل عام 2003، إذ تحول أغلب المواطنين إلى ماكنة يعملون من أجل مواجهة ارتفاع أسعار السوق، فضلاً عن الحياة العراقية التي لم تعد طلبات ما قبل ذلك التاريخ تكفيها، غير أن هذه الظروف لم تمنع بعض المهتمين بالشأن الثقافي من إقامة صالونات ومجالس ثقافية جديدة، وعودة بعض المجالس القديمة إلى الظهور من جديد، مع جيل آخر غير الجيل الذي أسسها.
يشير بعض المتابعين، إلى أن بغداد؛ وحدها، كانت تضم أكثر من 200 صالون ثقافي خلال ثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، يدير أكثر من ربعها يهود كانوا المحرك الكبير للثقافة العراقية حينها. غير أن هذه الصالونات بدأت بالاختفاء واحداً تلو الآخر مع بداية الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، من ثمَّ حرب الخليج الثانية، لتنتهي تقريباً في تسعينيات القرن الماضي مع انتهاء الحريات في تلك الفترة.
بعض المتابعين يؤكدون أن هناك صالونات ثقافية كانت تعقد خلسة خوفاً من نظام البعث، لأن أغلب الذين ينظمونها والذين يحضرون إليها كانوا من معارضي النظام السابق، ومن ثمَّ كانوا يخافون من بطش النظام بهم، خصوصاً أن الموضوعات التي يتناولونها كانت في أغلبها تتحدث عن مظفر النواب وأحمد مطر وغيرهما من شعراء المعارضة العراقية.
عام 2003، كان عاماً فصلاً في حياة هذه الصالونات، فقد بدأ بعضها بالظهور للعلن، وأنشئت صالونات جديدة في محاولة من القائمين عليها لضم الأصوات الشابة من جهة، واستقطاب الشيوخ المهتمين بالشأن الثقافي، الذين لديهم حافظة كبيرة، لتبدأ كأماكن للاستذكار، وتنتهي بتقديم النماذج الجديدة من الكتاب العراقيين.
غير أن ما يلاحظ على أغلب هذه الصالونات أنها كانت وما زالت متمسكة بالأدب والفنون الكلاسيكية، فالشعر العمودي هو السائد، فضلاً عن الحكايات التي لا تريد أن تغادر البنيات القديمة، وهو ما يجعل الكتاب الباحثين عن الأساليب الجديدة في الأدب يبتعدون عنها، فضلاً عن ابتعاد اتحادات الأدباء والمنتديات الشبابية عنها.
أقدم المجالس البغدادية
يؤكد عادل المخزومي على أن مجلس المخزومي الثقافي هو أقدم مجلس في بغداد، فقد تأسس عام 1882، معتمداً على قصيدة ذكرها الشيخ جعفر محبوبة في كتابه «ماضي النجف وحاضرها» ج2/307، وهذا التاريخ؛ حسبما يقول المخزومي تاريخ ترميم، بمعنى أن المجلس كان قائماً قبل ذلك بكثير.
أما عن الفعاليات التي يقوم بها المجلس، وعودة افتتاحه من جديد، يقول عادل المخزومي إن أهم تلك الفعاليات هي استذكار الرموز العراقية والإسلامية ممن قدموا عطاءهم لبناء حضارة العراق والمسلمين، معتبراً ذلك جزءاً من الوفاء الذي يستحقون، لـ»أني أجد أن هؤلاء الرموز حرموا من اهتمام المسؤولين في رعايتهم، وما زال العلماء اليوم يعانون هذا الإهمال والتعسف في التعامل معهم».
أما المحور الثاني فيستضيف المجلس العلماء ليلقوا محاضراتهم ضمن اختصاصاتهم العلمية، فالطبيب يتحدث عن الطب، والكيماوي عن الكيمياء، والمؤرخ عن التاريخ و غير ذلك. وفي سؤالنا عن الهدف الرئيس لإقامة هذه الفعاليات، يجيب المخزومي بأنها محاولة لتقديم جزء من الوفاء لهذه الشخصيات، «وفي استضافتنا للعلماء الأحياء تكمن أهمية توصيل العلوم والمعارف التي يختزنها أصحاب الاختصاص، إلى الجمهور من الحاضرين في المجلس لتحفيزهم على العطاء والمساهمة في بناء صرح حضارة العراق الجديد».
وفي ما إذا كانت هناك مشاريع لتوسيع هذا المجلس، أو تحويله لمنظمة مجتمع مدني تهتم بالشأن الثقافي، يشير المخزومي إلى أن الأعضاء وضعوا برنامجاً خاصاً، يتحدد في المحورين السابقين (استذكارنا العلماء والرموز التي قدمت عطاءها، واستضافة العلماء ليقدوا علومهم ضمن اختصاصاتهم). «أما فكرة التحول إلى منظمات المجتمع المدني، فأنا لي رأي واضح حول انضمام المجالس الأدبية والثقافية إلى منظمات المجتمع المدني، في أني أرفض ذلك جملة وتفصيلاً، لأن الثقافة ليس لها ارتباط مع أي جهة، وإذا كانت هناك ضرورة لهذا الارتباط، فينبغي أن يكون ارتباطاً متيناً مع وزارة الثقافة، ليكون لها سمة ثقافية، وليس غير ذلك».
وحول الأفكار التي يتمنى المخزومي تفعيلها للنهوض بالمجالس والصالونات الثقافية، فتتلخص في ضرورة تواصل المسؤولين مع المجالس الثقافية، ليحصل عندهم الاهتمام للمشاركة في بناء حضارة العراق الجديد. أما في ابتعادهم فستكون الفرصة قد فاتتهم في المشاركة لبناء البلد وحضارته الجديدة.
رابطة المجالس
خلال السنوات الماضية تأسست رابطة المجالس الثقافية البغدادية، وقد ترأس هذه الرابطة صادق الربيعي، رئيس مجلس الربيعي الثقافي، الذي يبدأ حديثه معنا عن الصالونات الأدبية التي يعدها فكرة قديمة منذ بداية القرن الماضي، إذ كانت الجلسة تقام في صالون أحدهم، أي الديوان الخارجي للبيت، وهو ما يعرف بـ(البراني) وكان أحدهم يلقي قصيدة أو يطرح موضوعاً للنقاش، مبيناً أن هذه الشخصيات كانت في أغلبها معروفة، إما دينية أو وطنية أو سياسية أو جهادية. هذه الصالونات تقام في بيوتات وعوائل معروفة وعريقة أمثال، بيت ابو التمن، وبيت الجادرجي، وبيت الشبيبي، وبيت الحبوبي وقد كثرت في بغداد ومناطق الفرات الأوسط. مضيفاً أنه بعد منتصف الخمسينيات من القرن الماضي أصبحت هذه الصالونات على شكل مجالس وكذلك لشخصيات معروفة، إذ كانت أوائل المجالس حينها مجلس الشعرباف في الكرادة الشرقية وسط بغداد، ومجلس هبة الدين الشهرستاني في الحضرة الكاظمية، ومجلس الغبان في شارع فلسطين.
أما عن المهتمين بالحضور لهذه المجالس، فيقول الربيعي إن أغلبهم من الشعراء والباحثين والفنانين، غير أنها بدأت بالاتساع رويداً رويداً إلى أن أصبحت في تسعينيات القرن الماضي خمسة إلى سبعة مجالس في بغداد فقط منها، الشعرباف والخاقاني والمخزومي وآل محيي الدين والغبان ومجلس بغداد التابع لأمانة بغداد. وصولاً إلى عام 1997 إذ افتتح مجلس الربيعي رسمياً، بعد أن كانت جلساته عشوائية ومختصرة على الموضوعات الدينية والوطنية، إذ أصبح له موعد وهو يوم الثلاثاء من كل شهر، وأخذ بالاتساع والشهرة وتصدر في محاضراته ومحاضريه وكثر رواده.
الربيعي يكشف أنه بعد عام 2003، أغلقت أغلب المجالس الأدبية بسبب سوء الأوضاع الأمنية، وخوفاً على رواد المجالس من العلماء والباحثين لكي لا يصيبهم أذى، إلا أن منتدى الربيعي بقي في تلك الحقبة العصيبة يعمل ولم يغلق بابه، ليظل الوحيد في الشارع الثقافي العراقي حتى عام 2007، إذ بدأت من هذه السنة سلسلة افتتاح المجالس الثقافية، ليفتتح حينها مجلس الصفار ومجلس أور ومجلس الشيخ المنصور ومجلس وائل عبد اللطيف ومجلس صفية السهيل ومجلس العكيلي ومجلس حي تونس ومجلس آمال كاشف الغطاء ومجلس رواق المعرفة ومجلس جمعية مكافحة التدرن، حتى وصل عدد المجالس في شباط/فبراير 2010 إلى خمسة عشر مجلساً ثقافياً، لذا اجتمع عمداء ورواد المجالس في منتدى الربيعي وأسسوا رابطة تضم كل هذه المجالس وتعنى بها، وهي رابطة المجالس البغدادية الثقافية ومقرها الآن في الكرادة الشرقية، وتصدر لها مجلة موسمية باسم «المجالس الثقافية».
واجبات وممنوعات
في الظروف التي يمر بها بلد مثل العراق، لا بد أن تكون هناك قوانين يشتغل عليها الجانب الثقافي، ربما من أوائل هذه القوانين هي الابتعاد عن الخطاب الطائفي والدعوة للفتنة والاقتتال، وعدم المس بالرموز الدينية التي يجب أن تكون محترمة من قبل الجميع. وهذا ما يؤكد عليه الربيعي الذي يقول إنه لا يوجد فيتو إلا على ثلاثة موضوعات: أولاً الطائفية، وثانياً السياسة الكتلية والفئوية والشخصية، وثالثاً الإباحية. هذه أمور ثلاثة عليها خط أحمر في المجالس الثقافية، أما الموضوعات التي تطرح فهي منوعة ما بين علمية فيزيائية مثل، الزلازل وأنظمة الفلك. والتاريخية أي تاريخ الشعوب والأمم. والجغرافية وتنوع التضاريس والبحار والجبال. والتربوية بخصوص التعليم ومشاكله والشباب والقيادة المستقبلية ومشاكلهم والمحاضرات التراثية كتراث العراق وحضارات الشعوب، وكذلك المحاضرات الطبية عن الأمراض والوقاية منها وعلاجها. أما الوطنية فتكون بطرح الثورات الوطنية العراقية ورجالاتها ومناطقها ونتائجها، مثل ثورة العشرين، وتطرح أحياناً محاضرات توعية مثل الوعي الانتخابي والوعي الأمني والوعي البلدي والوعي الصحي.
ويوضح الربيعي الهدف الرئيس من إقامة هذه المجالس، بأنه لنشر الوعي الثقافي والثقافة العامة في أوساط الشارع البغدادي خصوصاً، والعراقي عموماً، وتطبيق حكمة (المجالس مدارس) وإيصال المعلومات الصعبة الوصول إلى متلقيها، والاهتمام بالشباب بالدرجة الأساس.
بعيداً عن التدخلات
من جانبه يرى الصحافي عادل حسوني العرداوي؛ وهو أحد منظمي النشاطات الأسبوعية لبعض المجالس الثقافية، أنه ليس غريباً على مدينة عريقة وبالغة الثراء مثل بغداد، التي كانت في يوم ما عاصمة للفكر والحضارة الإنسانية، أن تكون فيها مجالس ومنتديات أدبية وثقافية، بل الغريب جداً أن تخلو هذه الحاضرة من مجالس أو منتديات كهذه، تشع منها أنوار وإشراقات الفكر والمعرفة.. لذلك، فإن وجودها سواء في بغداد أو أمهات المدن العراقية الأخرى أمر طبيعي.
ويتحدث العرداوي عن تاريخ وجود المجالس الأدبية والمنتديات الثقافية الذي يمتد إلى فترة العصور الذهبية لازدهار الثقافة العربية يوم كانت بغداد قطب الرحى للعالمين العربي والإسلامي، ويوم كانت أيضاً محجَّاً للعلماء وطلاب العلم والمعرفة. و»كانت مجالس العلم والشعر والأدب والفنون، فضلاً عن مجالس الفلاسفة والفقهاء وأهل اللغة التي كانت تعقد فيها هي البداية الحقيقية لمجالس العلم والأدب والثقافة التي تعقد في بغداد أو في غيرها من المدن والحواضر العراقية الأخرى».
أما عن الموضوعات التي تتناولها هذه المجالس، فيبين العرداوي أنها تخوض في معظم فنون المعرفة وفضاءات الثقافة الواسعة، عدا موضوعين تتجنب الخوض فيهما، هما السياسة والطائفية، «لأننا نعدهما دعوة للفرقة والاختلاف اللذين نحن في غنى عنهما، ويكفينا ما يجري في المشهد السياسي العراقي من مآسٍ ومهازل ابتلينا بها، لذلك لا نريد لهذا السرطان أن ينقض على صفاء ونقاء مجالسنا الثقافية الذي تنعم به، من دون إملاءات أو تدخلات من هذا الطرف أو ذاك، والحمد لله ما زلنا صامدين في موقفنا هذا الذي نعتقد فيه الصواب».
ويضيف العرداوي في حديثه عن الآليات التي يتم فيها التحضير لهذا المجلس أو ذلك، وكيفية اختيار الضيوف، أنه ليس هناك آليات صارمة في دعوة المشاركين في أنشطة وفعاليات المجالس سوى الحضور والمواصلة معها، إذ ليس لدى القائمين عليها أي اشتراطات أخرى سوى توفر الرغبة عند المشارك في حب الثقافة والاستزادة من بحرها اللجب.
ويطمح العرداوي إلى أن تأخذ هذه المتنفسات الثقافية مدياتها الواسعة وتحظى بالرعاية والمتابعة من قبل ولاة الأمور في المشهد الثقافي العراقي لأنها تمثل رافداً ثقافياً مهماً لا يجوز إهماله أو إغفاله بأي صورة كانت. و»على الرغم من ذلك فإن العاصمة بغداد تضم اليوم بين جنباتها قرابة اثنين وعشرين مجلساً ومنتدى ثقافياً منتشرة في معظم مناطق بغداد، تعقد ندواتها الأسبوعية ونصف الشهرية والشهرية وتستقطب العديد من الأسماء اللامعة والمرموقة من الأكاديميين والمؤرخين والنقاد والباحثين والشعراء والفنانين الذين لا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم». أما عن المشرفين على هذه المجالس، فيشير العرداوي إلى أنها تشرف على نشاطات هذه المجالس منذ عام 2010 رابطة المجلس البغدادية الثقافية التي نسعى منذ فترة إلى تحويلها إلى الاتحاد العام للمجلس الثقافية العراقية ليشمل كافة المجالس والمنتديات الأخرى في محافظات ومدن البلاد، بدلاً من أن يكون الاهتمام منصباً على مجالس العاصمة بغداد. علماً «بأنني أتولى فيها مهمة نائب رئيس الرابطة، وكذلك أتولى فيه رئاسة تحرير مجلتها الفصلية «المجالس الثقافية».
ضيوف وآراء
الشاعرة سمرقند الجابري من المواظبات على الحضور لجلسات العديد من المجالس الثقافية، قائلة: لسنوات أحضر المجالس الأدبية التي أتلقى دعوات حضورها من قبل أصدقائي، ومن خلال تلك الزيارات، وإن كانت غير منتظمة، لاحظت أهمية أن تكون هناك جلسات أدبية تحتفي بالأدب شعراً وقصة ونقداً، بعيداً عن اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة، فهي تسلط الضوء على شخصيات أدبية عريقة ومهمة قد يغفل عنها البعض، وتؤسس لأجواء احتفائية جميلة أحب الوجود فيها وان ركزت بعض المجالس على منحى معين للضيف المحتفى به. أما ما يعجب الجابري في هذه المجالس فهو؛ حسب ما تقول، رصانتها واهتمامها بالأدب وكونها أكثر تنظمياً وهدوءاً، خصوصاً أن أوقات انعقادها تكون مسائية مما يوفر لها الوقت لحضورها، في ظل احتشاد الجلسات الأدبية في صباح يومي الجمعة والسبت «يضعني في حيرة الحضور بين جلسة دون أخرى، غير أن الجلسات المسائية للمجالس الأدبية التي لا تركز على أيام العطل، يوفر لي فرصة التمتع بتخصيص ذلك الوقت، وبعيداً حركة إعلاميي الفضائيات الذين يحدثون جلبة في الجلسات الاحتفائية، حيث يكون حضور الإعلام فيها محدوداً وكأنه متخصص فقط بتغطياته للجهات الرسمية دون غيرها، غير أنني أفتقد فيها الحضور النسوي كثيراً، لارتباط الأديبات باهتمامات عائلية تحول دون التواصل والحضور والمشاركة».
في حين يبين الكاتب محمد رضا التميمي أنه حضر مرتين أو ثلاث مرات لبعض المجالس الأدبية، غير أنه لم يتواصل ولم يكرر حضوره بسبب الفعاليات التي تقام فيها، ففي أغلبها احتفائية مدائحية لا تقدم نقدا ولا مفاهيم جديدة، بل الكلاسيكية هي السمة الغالبة على المدعوين، ومن ثمَّ فإن أغلب الحضور هم من أنصاف المثقفين الذي لا يتقبلهم الأدباء ذوو الباع الطويل والمتمرسون في الأدب، «لهذا لم أجد ما يضيف لي شيئاً من حضور مثل احتفائيات كهذه، بل شعرت بأن وقتي يضيع من دون أن استفيد منها أي شيء». وحول ما يمكن أن يغير من طبيعة هذه المجالس، أشار التميمي إلى أن هناك نقاطا عدة من الضروري الالتفات إليها في إعداد أمسياتهم الأسبوعية أو الشهرية، منها يجب التدقيق في اختيار الضيوف وما الذي سيقدمونه، بدلاً من تكرار كلام قيل قبل نصف قرن أو أكثر، ومن ثمَّ السعي لتناول المفاهيم الجديدة في الأدب والثقافة، وتناول ما يطرح على الساحة الآن بعين فاحصة. والأهم من هذا كله هو تشكيل لجنة لاختيار النصوص التي تلقى في هذه المجالس، فأغلب القصائد التي سمعتها هي من كتاب مبتدئين لا يعرفون آليات الفنون ولا جمالياتها.