«سارق الضوء» رسالة حب للفنان السوداني محمود عبد العزيز

الجسرة الثقافية الالكترونية
صلاح الدين مصطفى
يشهد المركز الثقافي الفرنسي في الرابع والعشرين من هذا الشهر احتفالية بعنوان «رسالة حب للفنان السوداني محمود عبد العزيز»، وهي تدشين لكتاب «سارق الضوء» وهو من تأليف الصحافي والإذاعي محمد فرح وهبي.
يقول المؤلف، إن «سارق الضوء» كتابة توثيقية تحليلية يستعرض عبرها السيرة الخلاقة للمغني الشاب محمود عبد العزيز، على ضوء التحولات الكبيرة التي مرت بالسودان طيلة ثلاثة عقود، حيث يتقاطع السياسي مع الاجتماعي والثقافي والفكري في تجربة الفنان حتى رحيله، وتتمظهر في هذه السيرة حياة شعب كامل في بلاد هائلة التنوع، ضاجة بالأحداث ومنسية. ويضيف وهبي: «هي محاولة جريئة لإضفاء معنى وجودي متفرد للذات الإنسانية في مواجهة الهزائم التي يعانيها الناس في العالم الثالث عبر عمل المغني والمدى الأقصى لتأثيره».
والكتاب صدر عن دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع في (330) صفحة من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه (13) فصلاً، تناولت بشيء من التحليل، ظاهرة محمود عبد العزيز متلمساً طريقه الطويل من ممثل في فرقة الأطفال في التلفزيون، إلى الفنان الذي أصبح بفضل محبته لجمهوره وفنه، ومحبة جمهوره له، رمزاً ومثالاً لجيل كامل.
ويقول وهبي إن محمود يمثل جيلا كاملا حاصره قبح المدينة من كل الجهات «التوقيف في الشوارع والدفع الفوري لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية، محاكم النظام العام الإيجازية، انهيار الجمال، في كل شيء، وإبداله بقبح كالح شاحب، جيل شهد حالة من الموات، حتى صرت المدينة أشبه بمدائن الزومبيز أو الموتى الأحياء التي نطالعها في الأفلام الأجنبية، ولم تجد إلا صوت المغني ترياقاً يخرجها من حالة مواتها إلى عمق الحياة وانبساطها، فكان المثال المفقود».
ولد محمود عبد العزيز محمد علي بن عون الشهير بـ(الحــوت) في يوم الاثنين الموافق 16-10-1967 في مستشفى الخرطوم نشأ وترعرع في حي المزاد العريق في الخرطوم بحري في أسرة بسيطة، بدأ مشواره الفني منذ طفولته، وبدأ محمود مشواره الفني رسميا» عام 1987 بعد أن التحق بمركز شباب بحري وبدأ رحلة فنية طويلة امتدت لأكثر من 25 عاما قدم فيها الكثير من الأعمال الفنية والألبومات، من أشهرها البوم «سكت الرباب، نور العيون، ماتشيلي هم، برتاح ليك، شايل جراح، ساب البلد، اكتبي لي، الحنين، خوف الوجع»، والعديد من الألبومات الأخرى.
توفي محمود عبد العزيز في يوم الخميس17 كانون الثاني/يناير 2013 عن عمر يناهز 45 عاما بعد صراع مع المرض، في رحلة علاجية إلى العاصمة الأردنية عمان، واستقبل الآلاف جثمان محمود من مطار الخرطوم وسارت جموع المشيعين في مشهد مهيب إلى مقابر الصبابي في بحري في ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ السودان ووصفت بأنها استفتاء على حب الناس لهذا الفنان.
وبعد وفاته أنشأ جمهوره العديد من منظمات المجتمع المدني وظلت هذه المنظمات تقوم بأدوار فعّالة في تنمية المجتمع اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.
المصدر: القدس العربي