فاطمة الزهراء بناصر: المرأة المغربية «جنّية» في قدراتها الهائلة

الجسرة الثقافية الالكترونية
*فاطمة بوغنبور
المصدر / القدس العربي
تحمل فاطمة الزهراء بناصر الكثير من صفات الشخصية التاريخية «السيدة الحرة» المرأة القوية التي حكمت تطوان والنواحي في القرن 16 في عهد لم يكن فيه سهلا أومستساغا أن تحكم امرأة فصارت السـيدة الحرة استثناء ومادة خصبة للمؤرخين والباحثين مغاربة وإسبان.
السـيدة الحـرة هـي من آخر الأدوار التي أدتها فاطـمة الزهـراء بناصر في السلسلة التاريخية «تاريخنا فخرنا» التي أنتجتها قناة «ميدي 1سات» المغربية من إخراج أيوب اليوسفي والتي ترصد قصص شخصيات تاريخية مغربية وينتظر أن ثبـت في الايـام القليـلة المقـبلة.
تتنوع أدوارها بين القوة والهشاشة لكنها رسخت كثيرا في الأدهان بالمرأة ذات الموقف والهدف والعنفوان، تحلم بأداء دور «شيخة» سيفها كلمة الحق. وبين هذا وذاك فاجأت الجمهور بصوتها الجميل عقب إصدارها أغنية «قول ليا» التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بإعجاب، في دردشتها للقدس العربي فسرت سبب عشقها لفن الشيخات وقصة غنائها وأشياء أخرى.
■ لأننا عرفناك كممثلة، كثيرون تفاجأوا من إصدارك أغنية « قل ليا»؟
□ لقيت الأغنية نجاحا وعددا كبيرا من الزيارات على موقع يوتيوب، وهي من ألحان وكلمات وتوزيع المنتج الموسيقي حميد بن عمر وهي من جينيريك مسلسل «صدى الجدران» للمخرج سعيد ازر حيث أديت أغاني أخرى في نفس المسلسل. وأصدرت أيضا أغنية «حمام الخلا» من كلماتي وألحاني.
وأنا صغيرة لم يكن في بالي أن أكون ممثلة فموهبة الغناء سبقت ذلك حين اكتشفتها وأنا في سن الخامسة، لهذا كان الغناء هي الطريق الأول الذي أردت أن أسلكه، لكن التمثيل جاء صدفة ومن ثم أصبح هو الأساس والغناء أصبح ثانوي، والان أيضا يحصل الشيء نفسه مع الغناء أشعر وكأن الأشياء هي التي تنادينا وتبحث عنا كالأقدار.
■ ألهذا قلت إنك تحلمين بأداء دور شيخة «مغنية شعبية»؟
□ علاقتي بعالم الشيخات لا أفهمها هي علاقة عشق وإعجاب منذ الصغر، في الصغر كنت أسأل أمي عن معنى كلمات أغاني الفنانة الشعبية الراحلة «فاطنة بنت الحسين» فاكتشفت أن فن العيطة والشيخات من أعظم الفنون التي نحظى بها في المغرب وهنا لا أتحدث عن الشيخة المبتذلة ولكن عن تلك التي كانت قادرة بكلمات أغانيها أن تغير مصير أمة، عن المرأة القوية كالفأس، عن التي تشارك سياسيا وتناضل بكلمات لها مفعول السيف.
■ «الشيخة» في المخيال الشعبي المغربي هي مرادف لإيحاءات سلبية؟
□ للأسف صحيح، لكني لا أحب أن أفكر في هذا كي لا تتأثر الصور الجميلة التي لدي عن الشيخة الفنانة الاصيلة القوية ذات مبادئ ومواقف، والدتي من منطقة عبدة منشأ فن الشيخات نشأت في عائلة محافظة تقدر الفن الكلاسيكي الراقي من أم كلثوم وعبد الوهاب علمتني كيف أسمع وأتذوق الفن وكيف أقدر فن الشيخات الذي لايقل أصالة وأهمية عن الفنون الأمازيغية أو الطقطوقة الجبلية.
■ ماذا يطغى على داخلك أكثر المغنية أم الممثلة؟
□ حين أكون في موقع التصوير أكون ممثلة كلية، وأنا أغني أنسى أني ممثلة أتلبس صفة المغنية تماما، ونفس الشيء حين أكتب أو ألحن أو أرقص.أنا هم جميعا.
■ تعطي كثيرا الانطباع بأنك امرأة قوية صعبة مباشرة وصريحة، وجل أدوارك كذلك ألا تخافين التنميط؟
□ مع أني أديت أدوارا مختلفة عن ذلك لكن المرأة المغربية لأنها تريد وتشتهي أن ترى نفسها في تلك الصورة فهي تراني كذلك، هناك أشبه بصرخة نجدة بداخل كل امرأة وحين تراك في الصورة التي تطمح إليها ربما تقول ليتني كذلك، مع أني في الأصل انسانة عادية لدي قوة وهشاشة ونرفزة وطفولة كالجميع. قد أكون قوية قليلا عن الغير لأن حياتي لم تكن سهلة لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب كل ما حصلت عليه ناضلت من أجله، لم أتمم دراستي انقطعت بعد الشهادة الثانوية واشتغلت وكنت المعيلة الوحيدة لأسرتي بعد وفاة والدي.
■ كيف تألقت وسطع اسمك في فترة وجيزة؟
□ لا أراها فترة وجيزة لأني بدأت قبل 15 سنة وظهر للبعض أن نجمي صعد سريعا، واجهت صعوبات وتوقفت كثيرا وكنت أعاود الانطلاق في كل مرة الى أن التقيت بالمخرج ياسين فنان الذي كان له الفضل أن انتشر أكثر في فيلم ومسلسل «العقبى ليك» وثق في ولم أخيب ظنه. لهذا العقبى ليك كان ضربة حظي وانطلاقة جديدة لأشياء جميلة لاحقة، و»العقبى لك» لم تكن شخصية قوية بل مرحة، القوة جاءت بعد ذلك في «امرأة وكادة» التي نافست الرجل في مهن ومجالات هي حكر عليه. في أدوار «الميكانيكية» «الخبازة» «سمسارة العقارات» «سائقة» في حوالي 16 شخصية.
■ كيف ترين تعاطي الدراما المغربية لقضايا المرأة؟
□ دائما أقول ان المرأة المغربية هي «جن» لقدراتها الهائلة وشخصيتها القوية المتعددة المواهب، والدراما المغربية سائرة في هذه الطريق وتتطور بشكل سريع كما حصل مع السينما المغربية التي باتت تحظى باحترام في التظاهرات والاحتفاليات الفنية وقضية المرأة تفرض نفسها بقوة على الفن والدراما الان.
■ في ظل الانتشار الذي تحققه الأغنية المغربية الان هل تخططين أكثر للغناء؟
□ أنا لا أخطط كثيرا لأن أجمل الاشياء تأتي من دون أن أبحث عنها، الأفكار تختمر لدي لكن الأقدار تنسج كل شيء. لكني قد أقول إني الآن أختبر وقع صوتي وأسلوبي الخاص، أجس النبض وأراقب الانطباعات وإذا رسمت لي الظروف مسارا غنائي فلن أمانع أرجو أن أمس القلوب والأحاسيس لأن نجاح الفنان في أن تصل «سلعته» لأعماق القلوب سواء كرها أو محبة.
■ هذا موسم التحضير لرمضان ما جديدك؟
□ لدي مسلسل «مقطوع من شجرة» للمخرج عبد الحي العراقي في القناة الثانية، ومسلسل «دار الضمانة» للمخرج علي مجبود.
■ غالبا ما تثير الأعمال الرمضانية جدلا وانتقادات هل تختارين بينها؟
□ نعم استحضر رأي الجمهور في اختياراتي رغم قلة فرص الاختيار في المغرب، بحدسي وإحساسي أفهم إن كان العمل سينجح أم سيثير السخط من السيناريو وشكل الدور ورسائل العمل أفهم بحدسي الاتجاه الذي سيسلكه العمل فأقرر ان كان بإمكاني الوصول للناس وتحقيق الكيمياء البشرية من خلال العمل المعروض. وطبعا ليس هناك عمل لايستوجب النقد اي كان والنقد مهم لتصحيح الأخطاء وليس لتصحيح العاهات.