لوحات فنية في غزة إحياءً لذكرى «يوم الأرض»

الجسرة الثقافية الالكترونية

هداية الصعيدي*

المصدر / الاناضول

تجلس هداية جلال» 15 عامًا»، فوق عشب أخضر، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، تلّون جذع شجرة يستظل بها رجل عجوز، وحوله أربعة من أحفاده، رُفع بجوارهم علم «فلسطين».
تقول جلال، التي ترتدي زيا أبيض اللون، وهي تشير إلى لوحتها، :»هذا الجدّ يخبر أحفاده عن جمال قريتهم التي هجّروا منها، إنه يقصّ عليهم، حكايات وطننا فلسطين المسلوب».
وتتابع:« فلسطين أرضنا ويجب أن ندافع عنها بأي وسيلة (..) عندنا مواهب في الرسم يجب أن نستغلها من أجل فلسطين».
وجلال، هي إحدى الأطفال المشاركين في المعرض الفني المفتوح، الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحرّ (خاصة)، اليوم الاثنين، تحت عنوان «إني اخترتك يا وطني»، إحياءً الذكرى الـ (39) لـ «يوم الأرض».
وعلى إيقاع الأغاني الوطنية، في ساحة السرايا، جلس العشرات من الأطفال طلاب المدارس، وطلبة الجامعات، بشكل صفوف متوازية، يرتدون زيًا أبيضًا موحدًا، أمام لوحاتهم البيضاء، يرسمون ما يدل على هذه المناسبة. وأحيا الفلسطينيون أمس الاثنين، الذكرى الـ «39» لـ»يوم الأرض»، الذي يصادف الـ 30 من آذار/مارس، من كل عام، بإقامة الفعاليات المختلفة والمعارض والمسيرات، للمطالبة بحقهم في استرجاع أراضيهم التي صادرتها إسرائيل عام 1976.
وتقول عائدة درويش «17» عامًا، «أشارك في هذا المعرض، من خلال لوحتي الفنية، لأقول للعالم، بأننا نؤكد على صمودنا، وتجّذرنا في أرضنا مهما مرّ من الزمن». وتريد درويش أن توصل رسالة، من خلال لوحتها الفنية، التي ظهرت فيها أم فلسطينية، تحمل طفلها الصغير الذي قتله إسرائيل، كما تقول، «بأن الأم الفلسطينية ستقدم فلذات أكبادها كي تعود أرض فلسطين لأهلها». وأضافت:» نحن متمسكون بأرضنا مهما حدث، ونطالب بالعودة لها، ولن ينسى صغارنا هذا». من جهتها تقول مريم زقوت، مديرة جمعية الثقافة والفكر الحرّ (خاصة)، إن «جمعيتها تنظم هذه الفعالية، إحياءً لذكرى يوم الأرض». وأكملت: «نريد أن نوصل للعالم رسالة من خلال لوحات الأطفال والشباب بأننا شعب لنا قضية وتراث وهوية، ومهما حاولت إسرائيل طمس تراثنا، فإنها لن تستطيع».
وتضيف:» إسرائيل تدمر وتقتل الكبار والصغار، وهجّرتنا عام 1948 خلال النكبة، ولكنها لن تستطيع قتل الذاكرة الفلسطينية، نحن شعب حضاري يحب الحياة، وسنقول ذلك من خلال لوحات المشاركين اليوم».
و«النكبة»، مصطلح يطلقه الفلسطينيون على استيلاء «المجموعات اليهودية المسلحة» على أراض فلسطينية وتهجير أهلها عام 1948، لإقامة دولة إسرائيل، وعلى إثر ذلك هُجّر الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم وفقدوا مساكنهم، وتوزعوا على بقاع مختلفة من أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى