معرض فني يقام في عمان: «الإرث الفني» إيطالي أردني يجمع الدرة وبالادينو

الجسرة الثقافية الالكترونية
اية الخوالدة #
»: يقيم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في العاصمة الأردنية عمان معرض «الإرث الفني»، وهو معرض فني مشترك بين الأردن وإيطاليا، ويشارك فيه الإيطالي ميمو بالادينو والأردني مهنا الدرة.
سمي المعرض «الإرث الفني» كونه يجمع ما بين الإيطالي بالادينو وتلاميذه الذين تأثروا به، وهم باسكوالي بالمييري ولوشيو بيروني وبيبه بيروني إلى جانب تلامذة الدرة وهم توفيق السيد ونبيل شحادة وعمر حمدان.
المعرض الذي يقام برعاية الأميرة وجدان الهاشمي، ويأتي ثمرة تعاون بين الجمعية الملكية للفنون الجميلة والسفارة الإيطالية في عمان ومعهد غاروزو للفنون في إيطاليا (IGAV) ويستمر حتى التاسع عشر من شهر كانون الثاني المقبل.
تقول مديرة معهد غاروزو للفنون روسيا البا، في المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحف للإعلان عن المعرض: «جاءت فكرة هذا المعرض للمقارنة بين فنانين معروفين ببلديهما وتلاميذ كل واحد منهما. فالدرة من رواد الفن التشكيلي الأردني وبالادينو من الفنانين المعروفين في إيطاليا، وكلاهما تشاركا في بداية المشهد الفني منذ مطلع السبعينات.
ويهدف المعرض إلى إعطاء نبذة عن جانب من الفن الأردني والإيطالي المعاصرين، وإلى تقارب وجهات النظر المختلفة بين الفنانين المشاركين في المعرض، من خلال هذا التجمع الذي ضمهم وتواصلهم مع الجيل الناشئ الجديد الذي واكب التطور الذي طرأ على مختلف أنواع الفنون الجميلة.
من جهته قال خالد خريس مدير عام المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في تقديمه لهذا المعرض: «يجتمع في هذا الحدث الفني فنانون يمثلون بأعمالهم الفنية الشاهد المرئي على اثر وإرث الفنانين بالادينو والدرة، حيث الحوار القديم المتجدد، القديم في اصالة جذوره وبيئتـــه وزمـانــه، والمتجــدد في تعـــدد رؤاه وتقنياتــه وحداثته، فهو يعطينـــا فكرة عن إرث جميع الفنانين المشاركـــين وإبداعاتهم المستمــــرة المتنوعة عبر السنــــــين.
ويضيف: «عندما نتحدث عن الفن التشكيلي الأردني المعاصر، فلا بد لنا من ذكر الفنان الرائد مهنا الدرة، الذي عاد إلى الأردن من دراسته للفن في إيطاليا، حيث بدأ بممارسة الرسم والتدريس، وقام بإنشاء أول معهد للفنون في الأردن. ومهنا الفنان انطلق من بيئته وواقعه، حيث ركز على رسم الوجوه والطبيعة ورسم لوحات تجريدية ضمن مساحات لونية، وإيقاعات خطية وملمسية أخاذة، ميزته خلال مسيرته الفنية الحافلة بالمعارض».
وفي مشاركة منسقة الجناح الإيطالي تبين اجيلا تيسه:» رغبنا بالجمع بين الفنانين كونهما يشكلان رابطا مشتركا بين البلدين وفرصة للاطلاع على كل من الحضارتين، ففي إيطاليا ذلك واضح من خلال التماثيل والاعمال الفنية المعروضة، سواء في المتاحف او في الشوارع. كما ان الفنان الدرة حاول الربط بينها من خلال دراسته الفنون في إيطاليا. وهذا المعرض طريقة جديدة للبحث عن أساليب مبتكرة في الفن المعاصر».
بينما أشار الفنان الدرة إلى أهمية الانتباه إلى نقاط الاختلاف كما هي أيضا نقاط الالتقاء، واللوحات تحمل لغة عالمية ولا حاجة لترجمتها. وفي سؤال لـ«القدس العربي» حول التنسيق والتعاون بين المتحف والجامعة الأردنية بهدف الرفع من مستوى طلبة الفنون في الجامعة، اجاب خريس:» لقد كان التعاون موجودا حينما كانت الأميرة وجدان عميدة كلية الفنون، لكنه للأسف انقطع، فالمتحف لا يعرف البيروقراطية، ونحن منفتحون على كل شيء، لذلك ننصح جميع الجامعات وليس فقط الأردنية بالابتعاد عن البيروقراطية التي تعيق مثل هذه المشاريع والورش، إذ أن آخر سمبوزيوم تمت إقامته في الجامعة الأردنية وجد نجاحا كبيرا من قبل الفنانين والطلبة.
فيما أشارت تيسه إلى ان الهدف من هذه الزيارة ليس فقط إقامة المعرض، بل التنسيق مع الجهات الفنية الأردنية لإقامة مثل هذه الورشات ودعوة الفنانين الإيطاليين للقدوم إلى الأردن.
فيما اعتبر الدرة ضعف مستوى طلاب كلية الفنون في جميع الجامعات الأردنية ليس مختلفا عن باقي الطلاب في أنحاء العالم، كما أن وزارة الثقافة بالكاد تستطيع أن تدفع رواتب موظفيها، وتخرج طالب او طالبين مميزين أمر ممتاز من دفعة يصل عددها إلى خمسين طالبا.
وحول إقامة المعارض فقط في العاصمة عمان بعيدا عن المحافظات، يبين خريس انه من الصعوبة نقل بعض الأعمال كونها كبيرة الحجم، ولا توجد هنالك صالات ومعارض مهيأة لاستقبال مثل هذه الأعمال في المحافظات، لكن هنالك المتحف المتنقل ويصل إلى القرى والمحافظات.
وثيمة المعرض تركز على ان الفنانين يجتمعون بأعمالهم الفنية التي هي الشاهد المرئي على أثر وإرث الفنانين بالادينو ومهنا، حيث الحوار القديم المتجدد، المتجدد في تعدد رؤاه وتقنياته وحداثته، والقديم في أصالة جذوره وبيئته وزمانه. فمثلا نبيل شحادة وعمر حمدان، تتلمذا في المعهد الذي أنشأه الدرة، وانطلقا في ما بعد ليبحث كل واحد منهما عن خصوصيته، فبرع شحادة بتكويناته التجريدية اللونية والحركية الخطية. وحمدان برسم الطبيعة منطلقاً من الواقع نحو فضاءات تجريدية.
…..
القدس العربي