أبو الفنون والمدرسة والصحراء

تصدرت كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي ألقاها في حفل ختام مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، العدد الجديد من فصلية المسرح (مزدوج 22/23)، مؤكداً عبرها “أن المسرح مدرسة للفضيلة والأخلاق، ومن الأمانة المحافظة عليه، وأنه رسالة لا بد من الاهتمام بكيفية توصيلها، وإلى من نرسلها، وما هو محتواها إلى مجتمعاتنا”.

وتطرقت كلمة حاكم الشارقة إلى ضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسي ومسرح الطفل، كما استعرضت التحديات التي تواجه المسارح الخليجية في الكتابة والإخراج والنقد وفي صلتها بالجمهور.

ودعت افتتاحية العدد الجديد من الفصلية التي تصدرها إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة إلى إعادة التفكير في بعض المفاهيم والتصورات السائدة حول مصطلح “المسرح المدرسي”، متطرقة إلى مسار مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي الذي اختتمت دورته السابعة أخيراً، ونادت بضرورة تحديث وتطوير طرائق العمل في مجال المسرح المدرسي واستلهام المستجدات والتطورات التي عرفتها المدارس العربية في العقود الأخيرة، تأثراً بالثورة التكنولوجية والاتصالية.

وخصصت الفصلية ملف عددها الجديد لسؤال “المسرح والصحراء”. وعكست المواد في الملف وجهات نظر ثقافية ونقدية متنوعة مستوحاة من الدورة الأخيرة لـ “مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي” الذي ينظم منذ عامين في الشهر الأخير من كل سنة. وفي هذا السياق، تطرق عبدالرحمن بن زيدان إلى المصادر والينابيع العربية لهذا الشكل المسرحي الجديد قارئاً عرض مسرحية “داعش والغبراء” من تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وإخراج محمد العامري الذي قدم في افتتاح الدورة الأخيرة من المهرجان، فيما كتب عثمان جمال الدين سائلاً عما يمكن أن تكون عليه أسلوبية عروض المسرح الصحراوي، تحت عنوان “المسرح والصحراء: أي موضوع وأي شكل؟” فيما خصص جمال ياقوت دراسته لتلمس الإمكانات الدلالية والشكلية التي يمكن أن يتيحها العمل المسرحي في الصحراء تحت عنوان “المسرح والفضاء الصحراوي: جماليات وتحديات”.

وتحت عنوان “الفرجة الصحراوية والخطاب المسرحي الجديد” ساهم أحمد شنيقي في الملف الذي ضم أيضا مقاربة توثيقية لدورة مهرجان الصحراوي الثانية بقلم أحمد طروانة.

في باب “دراسات” كتبت أمينة بلحاج من مدخل سيميائي عن صورة “الأنا” العربية في مسرح “الآخر” مستندة إلى مسرحية “عرس الدم” للكاتب غارسيا لوركا وإخراج حسين نافع، وعن مسرحية “بيت برناردا ألبا” للكاتب ذاته، والتي تحولت إلى عرض مسرحي واسع الشعبية في المغرب وسم بـ “بنات للالة منانة”، كتب حسن أوعسري بمنهج سيميائي عن المنظور الأنثوي في المقاربة المغربية لنص الكاتب الاسباني.

وفي الباب أيضا دراسة تحت عنوان “أوضاع الدراما المعاصرة: الوحدة والتنوع” للكاتبة ماري ايزبيل وترجمها حسن المنيعي، إضافة إلى قراءة بقلم هشام بن الهاشمي لنص “بنات النوخذة” لباسمة يونس، كمنفذ لمقاربة سؤال “المسرح، النسوية، وما بعد الكولونيالية؟”.

باب “تجارب وشهادات” خُصص لاستذكار تجربتي: المخرج التونسي الراحل المنصف السويسي، والناقدة المصرية نهاد صليحة، وعن الأول كتب محمد المديوني مبيناً مسارات حياته المهنية والوجودية، فيما رصد عبدالكريم قادري محطات البداية ولحظات التوهج في سيرة السويسي.

وعن نهاد صليحة كتب حسن عطية قارئاً تحولات تجربتها في نقد المسرح من دراسة الشكل إلى الكشف عن البنية، فيما كتب حاتم حافظ “في معنى نهاد صليحة؟” وساهم محمد سمير الخطيب بمقالة عنوانها “نهاد صليحة الموقع النقدي والأثر التاريخي”.

في باب “متابعات” كتبت نورا أمين عن “مسرح الشهادات الشخصية: بين الدرامية والوثائقية”، وقرأت هبة محرز تجربة المسرحي الإلماني برتولد برخت ككاتب ودراماتورج، وتحت عنوان “المسرح السوري في لبنان اليوم: الحياد والانحياز” وقف عبيدو باشا على تأثير الحرب الدائرة في دمشق على خيارات واختيارات المسارح البيروتية من العروض الشامية بين المعارضة والقبول، فيما اتخذ يوسف الريحاني من ضياع الوثائق المصورة الخاصة بالمسرحي محمد تيميد(رحل 1993) مناسبة لمساءلة هشاشة الذاكرة الرسمية للمسرح المغربي.

اما الباحث والمؤرخ سيد علي إسماعيل فلقد استعاد وفحص التقرير الذي كتبه الرائد المسرحي المصري زكي طليمات حول تأسيس الفرقة القومية للتمثيل في القاهرة. من جانبها راجعت مرية المطيع جملة من المقابلات الصحفية بين ثلة من النقاد المسرحيين لتبرز خصائص ومزايا الحوارات حين تأتي شفاهةً أو عندما تستند إلى الكتابة.

وحفل الباب بتغطيات واسعة للنشاط المسرحي في الشارقة خلال النصف الأول من السنة الجارية، مثل “مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي”، و”مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي” إلى جانب فعاليات أخرى.

وفي باب “كتب” ثمة قراءات حول إصدارات مسرحية صدرت في مواقيت مختلفة في الشارقة والقاهرة وطنجة.

واختارت الفصلية في باب “نصوص” مسرحية” ظل الذكرى” للكاتب نعيم بن فتح بن مبروك، وهو النص الذي حاز عليه جائزة الشارقة للتأليف المسرحي الخليجي 2016.

أما صورة الغلاف فهي لجانب من مسرحية “بين الجد والهزل” تأليف جمال صقر وإخراج حسن رجب (الإمارات) لمناسبة تتويجها بالجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة من أيام الشارقة المسرحية.

(ميدل ايست أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى