أحلام الجيل الجديد

- حديث المجالس - 2025-02-11
- حركة النقد في قطر - 2025-02-06
- حكايات المجالس.. الشعر - 2025-01-05
منذ سنوات كانت هناك فكرة متداولة لدى بعض شبابنا في تكوين فرقة شبابية مسرحية، وذلك بعد خفوت الحركة التي قادها ذات يوم كل من الدكتور خالد الملا.. والفنان القدير سلمان الملا.. كان الفنان فهد الباكر يتزعم هذا الفريق.. ولكن مع الأسف هذا الحلم لم يتحقق.. تلى هذا الحلم حلم الصديق حمد الرميحي بخلق كيان آخر أشبه باستوديو الممثل ولكن جل أحلام المسرحيين ذهبت أدراج الرياح لاحقًا.. لأن من كان في يده القرار كان يرى أن المسرح لابد وأن يدغدغ فقط الجماهير، وأن لا يخرج عن إطار الدمى..!! وهكذا كتب علينا أن نؤمن برأيه وأن نستسلم لقدرنا.. ومن ثم شتت حتى جهود جيل بأكمله عبر إلغاء المركز الشبابي للمسرح.. ذلك النهر المتدفق عطاء عبر جيل كامل.
كان القرار سقطة حقيقية وطعنة في خاصرة المسرح، وتعددت الصرخات ولكن كل تلك الصرخات ذهبت ادراج الرياح وحتى الندوات في جريدة الشرق والمقالات لم تأتِ بأي أثر.. الآن هناك محاولات تبذل من أجل إحياء الحراك وهي مبادرة شبابية.. أتمنى أن تنجح عبر إيمان الشباب بذواتهم أولاً وإيمان الآخرين بقدراتهم. خاصةً في ظل غياب عدد من رموز مسرحنا وإلا ماذا نقول عن غياب فنان في حجم ممثل وكاتب ومخرج ومنتج مثل بو فيصل ومثقف مسرحي غانم السليطي، ولماذا هجر المسرح وهو المعجون بالمسرح؟ كيف استطاع الابتعاد عن المسرح؟ ألا يحنّ إلى الخشبة وإلى هتافات الجماهير؟!
ها هو علي حسن بعد سنوات من الابتعاد قد عاد ولكن متى يعود غانم السليطي إلى عشاقه ومتى يطرح المواضيع التي تلامس واقعنا المعاش ومن هو الأقدر في نبش الذاكرة الشعبية؟
أما النموذج الآخر والغائب فهو ولاشك بو حمود.. جاسم الأنصاري.. قد يكون محقًا بعض الشيء، ولكن لماذا نترك الحبل على الغارب.. لماذا أمثاله يستسلمون؟ أليس المسرح صراعا بين الخير والشر والقوي والضعيف؟! أعرف أن هناك العديد من الفجوات ولكن الأمر لن يستمر، وإذا كان انسحابي من الحركة احتجاجًا فقد كان مبررًا.. كان المفترض أن يكون لجنة تقرأ النصوص من أبناء الوطن وممن يملكون الخبرة والثقافة.. أين مثلاً غازي حسين بتاريخه وناصر عبد الرضا وجاسم الأنصاري؟ وأين نوره آل سعد، والدكتورة هدى النعيمي وعبد الرحمن المناعي ومرزوق بشير؟ ولماذا نسلم رقبة المسرح القطري لكل من هب ودب؟!
وأخيرًا أقول.. أتمنى من مركز شؤون المسرح إقامة دورات وورش حقيقية عبر أساتذة يملكون القدرة والعلم والمعرفة ويساهمون في خلق جيل مسرحي قطري كما فعل ذات يوم عوني كرومي وهاني صنوبر ويونس لوليدي.. أتمنى لأن أحد الزملاء أحضر لنا نموذجا كان في حاجة إلى من يعلمه ألف باء المسرح..
وسلامتكم..
**المصدر: جريدة”الشرق”