إقبال كبير من الشباب للتسجيل في مسابقات مهرجان الصقور

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
استمر الإقبال لليوم الثاني على التوالي بشكل كبير على التسجيل في مهرجان قطر الدولي السادس للصقور والصيد 2015 ، والذي يُقام تحت رعاية سعادة الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني، حيث يستمر التسجيل حتى يوم الاثنين القادم الموافق التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وقال السيد محمد مبارك العلي المعاضيد رئيس لجنة الطلع، إن الإقبال على التسجيل في أول يومين يُعتبر جيدًا وسيزداد في آخر يومين كما هي العادة لأن الصقارين في نهاية الأسبوع يقومون بتدريب صقورهم، ولفت إلى أن اللجنة تعمل جاهدة في تطوير شروط المسابقة حتى يكون هنالك دقة في الحكم.
وأوضح أن مسابقة الطلع تُعتبر من المسابقات المهمة في المهرجان وهذه المسابقة تحدد قدرة الطير على مشاهدة الحبارى والطلوع لها بأقصر وقت ممكن، ومن الشروط الجديدة في هذه المسابقة منع المشارك من دفع طيره وحثه للخروج لكي يطلع بأقل زمن من “تكاية ” السيارة ما يترتب عليه استبعاد المشارك من المسابقة في حال رصد مثل هذه التجاوزات، لأن في ذلك تسريعًا للطلوع وإجبار الطير للخروج مشيرًا إلى أن اللجنة سبق أن رصدت في النسخ السابقة مثل هذا السلوك فالبعض يحث الطير على الخروج لكسب الوقت لأن عامل الوقت يعتبر مرجعًا ثانيًا لتحديد مراكز المتسابقين فالشرط الأول أن يوقع الطير في مكان الحبارى ضمن الدوائر المعتمدة والشرط الثاني هو أن يطلع الطير من على “تكاية” السيارة بحد أقصى ثلاث دقائق ليتجه إلى موقع الحبارى وفي حال أن وقع أكثر من طير في نفس الدائرة الأولى أي ( نفس المكان ) نرجع إلى زمن طلع الطير من السيارة ليكون هنالك حسم وعدالة في تحديد المركز الأول.
وأضاف المعاضيد أنه سيكون أكثر من حفرة تمويهية حول مكان اختباء الحبارى لتحديد الأفضلية للصقور ولحسم الدقة في الوصول لنفس مكان اختباء الحبارى، كذلك تحديد دقيق للمراكز الأولى الثلاثة.
وتوقع رئيس لجنة الطلع أن هذا الموسم سيشهد مشاركة أكبر ، مقارنة بالمواسم السابقة، نتيجة لزيادة الوعي لدى أصحاب هذه الهواية في تكثيف تدريباتهم لطيورهم، لتحقيق مراتب متقدمة، لافتًا أن المنافسة ستكون أقوى لوجود أصحاب طيور جدد برزوا على الساحة مؤخرًا، وسيكون لهم نصيب في هذا المهرجان.
منوهًا بأن “صقر الطلع ” يمتاز بحدة بصره القوي، وقدرته على تحديد مكان الفريسة، وله أهمية كبيرة لدى القانص، فهو بمثابة الدليل للقانص أو “الرادار” الذي يحدد مكان الفريسة، لأن حدة بصره تفوق أضعاف حدة بصر الإنسان، فردود أفعال الصقر الطلع تكون حسب ما دُرب لاصطياده، فالبعض يدرب صقره على صيد الحبارى، والأرانب والكراوين، لذلك فإن اللجنة المنظمة لهذا المهرجان اعتمدت الحبارى الإلكترونية التي تحاكي الحبارى الطبيعية من حيث الشكل والحجم واللون.
وفي أجواء احتفالية، يستمر توافد المشاركين من الصقارين، يحملون صقورهم على أيديهم فتقرأ في عيونهم حماس اللحظة ، ضمن مشهد كرنفالي سنوي خاص بهواية ليست كالهوايات ، فهي عُرفت “بهاوية الملوك والأمراء”، وقد شغف بهذه الهواية الكثير من أبناء قطر والخليج العربي خاصة، والوطن العربي، وكثير من الشعوب الأخرى.
ومن جانبه، قال السيد جاسم الهديفي، رئيس لجنة مسابقة الدعو (محلي – دولي) إن عملية التسجيل للمشاركة في المهرجان تشهد إقبالًا لافتًا من الشرائح الشبابية وهو ما يؤكد على واحد من أهم أهداف المهرجان في تأصيل تراث الأجداد لدى الأجيال الحاضرة، موضحًا أن مسابقة الدعو تشتمل ثلاثة أفرع حسب الطائر وهي: قرناس حر، وقرناس شاهين، وفرخ حر، وتتم معاينة الصقور أثناء عملية التسجيل وكذا الصقور المتأهلة للمرحلة النهائية.
وأشار الهديفي إلى أن مسابقة الدعو تقيس سرعة الصقور المشاركة، وتتبع لجنة مسابقة الدعو آلية متطورة وأجهزة قياس عالية الدقة عند نقطة بداية السباق وفي نهايته وتصل المسافة التي يقطعها الصقر إلى 400 متر ويتم تكريم المراكز الثلاثة الأولى لكل فرع من الفروع الثلاثة (قرناس حر، وقرناس شاهين، وفرخ حر).
وأكد أن المهرجان نجح في استقطاب الصقارين مشيرًا إلى أن المجتمع القطري متمسك بهذا التراث الفريد والمتميز.
وحول المشاركة الدولية في المسابقة، قال الهديفي إن إشراك المتسابقين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة تأكيد لدور قطر في صون التراث والتأكيد على دوره في حياة مجتمعاتنا وهويتها، لافتًا إلى حرص الصقارين من دول الخليج العربي على المشاركة بصورة دائمة ودورية في مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في دوراتها المتتالية.
وقال السيد سعود محمد أحمد الحرمي أحد الصقارين الذين قدموا للمشاركة في المهرجان إن مشاركته هذه تُعتبر الأولى حيث قام بالتسجيل وسيشارك في مسابقتي الدعو وهدد التحدي مؤكدًا تدريبه للصقور التي يقتنيها مشيدًا بالإجراءات الميسرة التي لقيها من لجنة التسجيل ولفت الحرمي أن مهرجان الصقور يعتبر حديث المجالس في قطر وأن هذا المهرجان يعتبر من أقوى المهرجانات التي تقدم الصقارة بشكل واضح مشيرًا للجهود الجبارة التي تبذلها اللجنة المنظمة للمهرجان كما أشاد بالجوائز المقدمة لمختلف المسابقات، وأكد الحرمي أن مشاركته هذه تعتبر محطة مهمة في حياته وأنه قام بتدريب صقوره وأنه متفائل أن يحقق مركزًا في المسابقة.
وبنفس الحماس وبهمة عالية، فإن أعضاء لجان التسجيل لمسابقات المهرجان يقومون باستقبال المشاركين أصحاب هذه الهواية، فيسهلون عليهم إجراءات التسجيل، مع ابتسامات التقدير والاحترام وفنجان من القهوة العربية الأصيلة، في قاعة البرقع التابعة لجمعية القناص القطرية، التي أصبحت من محطات الزائر القادم من دول عربية، وأوروبية، وأجنبية، يشاهد عن كثب أجواء تراثية عربية أصيلة ، فيوثق زيارته صورًا يلتقطها ضمن أجواء الدوحة الرائعة التي نشهدها هذه الأيام ليأخذ الضيف جرعة من ثقافة أهل قطر التراثية في أدبيات الثقافة العربية الأصيلة.
وقالت السيدة آنا من دولة اليونان، إن هذا المهرجان الخاص بالصقور يعتبر حدثًا مدهشًا وإنها سعيدة بمشاهدة الصقور مشيدة بطريقة أهل قطر في اهتمامهم بهذه الهواية النادرة التي يقدمونها بشكل عصري وحديث.
ومن جانبها قالت السيدة الكساندرا من اليونان إنها منبهرة وهي تشاهد الصقور عن قرب وقد تعودت أن تشاهدها في السماء ولفتت أنه يقام أنشطة للصقور في اليونان مؤكدة أن مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد يعطي صورة مميزة ولوحة فنية بديعة لهذا التراث الذي يضرب بجذوره في التاريخ، معربة عن سعادتها بحضور المهرجان والتعرف على الثقافة القطرية عن كثب.
كما جذب المهرجان أيضًا وهو مازال في مرحلة التسجيل للمشاركة مواطني دول الخليج حيث قدم محمد الصيفي وريان المهيد من المملكة العربية السعودية إلى قاعة البرقع بجمعية القناص للاستفسار عن المهرجان وفعالياته حيث أشادا بفكرة المهرجان وقالا إنها فكرة جيدة ومبتكرة تساعد على نشر هذه الثقافة والرياضة الأصيلة المتجذرة في عادات وتقاليد أهل الخليج، مشيرين إلى أن المهرجان يجذب مختلف الفئات من الناس حتى لو لم يكونوا من هواة الصيد بالصقور أو يقومون بممارسة هذه الرياضة.