اشارات خفية ديوان اول للشاعرة السودانية ابتهال تريتر

الجسرة الالكترونية

عيسى أبو الراغب

عن دار المفردات اصدر الديوان الأول  (اشارات خفية ) للشاعرة السودانية ابتهال مصطفى تريتر، وتعتبر الشاعرة من القامات الشعرية الهامة على الساحة الشعرية السودانية في الوقت الحاضر ، حيث تمتاز الشاعرة بالأصالة في اللغة المحشوة بالإبداع والرقي والغارقة في التصوير الماتع ،وتنقلك عبر حروفها إلى الإلهام والإبداع الحقيقي ومتانة اللغة ، ولو تلمسنا قصائد الشاعرة لوجدنا فيها المسحة الصوفية وأحيان أخرى نجد الغرق في بوح مرارة الحزن فتأتي الشاعرة لتعبر عن ذالك كله بإنفجارات داخلية تمزجها بجدارة من خلال حروفها ، ويشار إلى أن الشاعرة الشابة لها العديد من المشاركات الدولية في المهرجانات والتي كانت بقدرة  على أن تبرهن على قدرة المرأة السودانية على أن تحتل مركز مميز في عالم الشعر والأدب.

 

على شفا الجرح
أما جئت يا واسعا
كان ضاقْ
خرابٌ تناديك
يا سابلَ الحزن والخوف سترا
ففي القلب والجوف بردُ احتراقْ
ووحلُ المسار
فما قدرتي كيف أوتيك عرشي
وما ارتد طرفُك بعد لطيفي
ولا بي خفايا سليمان
فاحبس هداهدك البيض عني
لأني سأكشف عن كل سر وساقْ
ويستغرب الطيرُ والغيرُ أني تسربتك العرق
دثرت خوفي ابتغاء الذي أمن الوحي منك
ومرضاةَ شعري وتأويلَ أمري
إلى حيث شاءت دواعي الفراقْ
تسورتُ محرابك اليوم لكن
تحاشيت رزقاً تجود به أنت
صبرا ودمعا ووصفا وسمعا
تكبدت بالدرب ما لا يطاق
وصليت ألا ألاقيك
حتى يصوم الهوى
لاتبين الخيوط فيزداد صومي وصالا
وأبني على الجرف ما قد شفا من هوانا
وهارٍ لعمري مجالُ التلاقْ
أيا صافنات الجياد االعتاقِ
امتشقن غيابي
وسافرن حتى أناجي اتقادي
وأملي نواصي النساء اعترافي
بأني انتفضتُ
كفرتُ بشيء يسمى الوفاقْ
وقطَّعت وصلك
جففت وارد كل الرسائل
أحكمت ذاكرة الطل جفت
وبللت قطنَ الوسائد
جاءت غراما
إدا
وأثقلت قلبي شدَدْتُ الوثاقْ
وغادرت مني بقايا ابتهالٍ
وأشتاتَ قهرٍ وبركانَ وردٍ يثورُ افتضاحا
تسابا وريحا وشيئا دهاقْ
شربت من الدهر حلو التعازي
بأكواب ضير أباريق حلم
تصب بكاء وتنزف شعرا
جميل التباريح مُر المذاقْ
خرابٌ دخولك باحاتِ عمري
قد اصفرَّ نخلي.. ووجهي.. دمائي
وبانت عظامي هشيما ..رميما
وأنكرت بعدك أبناء آدم
سجلت أعلى مناسيب حزني
وبررت حتى الرياء النفاقْ
أيا دافقا من عبابي كفاك
لقد كنت نبعي
وكلي روافدُ تختار أوقاتَها الموسمية
يا دجلة العمر أدعوك فارحل
وبلغ فراتك أني كرهت
جناحين شقا أراضي جورا
عبابين باتا بذات العراقْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى