الأغنية الفلسطينية في 2016… ما بين الشعبي و «الراب»

بديعة زيدان

كان الحضور البارز للمواهب الفلسطينية في برنامج «محبوب العرب» (Arab Idol) دليلاً على أن المطرب الفلسطيني قادر على المنافسة عربياً إذا أتيحت له الفرصة، فثلاثة من بين اثني عشر يتنافسون على اللقب ممن تأهلوا إلى المرحلة النهائية فلسطينيون، هم يعقوب شاهين، وأمير دندن، ونادين خطيب، ما يتوج منجزات حققتها الأغنية الفلسطينية على مدار العام.
وواصل النجم الفلسطيني محمد عساف مراكمة نجاحاته، هو الذي فاز نهاية عام 2015 بجائزة عالمية في ألمانيا كأفضل مطرب شاب في الشرق الأوسط، واشتهرت حكاية نجاحه عبر فيلم «يا طير الطاير» (The Idol) للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والذي رشحته وزارة الثقافة ليمثل فلسطين في المنافسة على جائزة أوسكار العالمية.
وكان عساف من نجوم الأحداث الفنية والثقافية العربية، ومنها: حفلة تدشين أكبر مفتاح في العالم في أيار (مايو) بالحي الثقافي «كتارا» في العاصمة القطرية الدوحة، وفي نيسان (أبريل) أحيا حفلة الذكرى الرابعة لتأسيس «قصر الأنوار» في طنجة.
وأطلق في عام 2016 أكثر من أغنية حققت نجاحاً، آخرها «سيوف العز» التي أخذت الطابع الفلسطيني في الكلمة واللحن والتصوير، هو الذي قطع على نفسه عهداً بأن تكون فلسطين حاضرة على الدوام في أغانيه، منذ توّج بلقب «محبوب العرب» في عام 2013، حين اشتهر صغيراً بأغنية «علّي الكوفية». وفاز بجائزة نجم فلسطين المفضل لعام 2016، في الاستفتاء الذي أجرته مؤسسة «سيدة الأرض».

الراب الفلسطيني
واصل «الرابرز» (مغنو الراب) الفلسطينيون داخل فلسطين وخارجها تألقهم، وجُسّدت حكاية فرقة «دام راب»، وهي من اللد في الأراضي المحتلة عام 1948، بفيلم عالمي.
وحقق تامر نفار نجاحاً بإدخال موسيقى الراب إلى المجتمع الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، لكن تطرقه إلى الواقع السياسي للفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وسياسات حكومة الاحتلال العنصرية تجاه المتبقين في أرضهم في أغانيه، تسبب بحملة واسعة ضدّه يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي اعتبر ان بعض نصوصه تجد مبررات «للإرهاب».
وتلت ذلك حملات تحريضية مكثفة من نشطاء بارزين من اليمين طالبوا بمنعه من الغناء في مدينة حيفا، لكنه تمكن من إحياء حفلة فيها على رغم محاولات التشويش. وحاول متطرفون إنزاله عن المنصة لكنهم اخفقوا. ويتهم تامر نفار حكومة الاحتلال بالتحريض عليه، معتبراً ان وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف التي تهاجمه بقسوة «ما هي إلا بوق للحكومة لبث سموم العنصرية».
ودخل مغني الراب الفلسطيني الأميركي يوسف عريقات المعروف باسم «فيوسي تيوب» باب الشهرة من خلال فيديوات لمقالب عدة نشرها عبر قناته على موقع «يوتيوب»، لتفتح له هوليود أبواب الشهرة أخيراً بعد مشاركته في فيلم سينمائي بطله تيلور بيري، ويتوقع عرضه في دور السينما في الولايات المتحدة والعالم في 2017.
وفيما افتقدت الحركة الفنية الفلسطينية ملحن أغاني الثورة مهدي سردانة، الذي لحن أغنيات ثورية لا تزال حاضرة في الشارع مثل «طالعلك يا عدوي طالع»، و «طل سلاحي من جراحي»، و «ثوري يا جماهير الأرض المحتلة»، أطلق فنانون ألبومات وأغنيات جديدة، من بينهم عمار حسن الذي أطلق أغنيات عدة بينها «وانتظرها» من كلمات الشاعر الراحل محمود درويش، و «عايش» و «دربي طويلة»، وهيثم خلايلة بأغنيتي «يا فلسطيني» و «اتدللي»، فيما قدم قاسم النجار والفنان الشعبي شادي البوريني أغنيات كثيرة كان من أبرزها «الدحية» التي باتت من الأغنيات المرافقة لحفلات الزفاف الفلسطينية هذا العام. وأطلقت سناء موسى إسطوانتها الجديدة «هاجس» بعد ست سنوات على إسطوانتها السابقة «إشراق».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى