الإستراتيجية الوطنية الثالثة: نحو مستقبل مستدام ومزدهر

أطلقت دولة قطر في وقت مبكر في هذا العام،الاستراتيجية الوطنية الثالثة 2024-2030 التي تعد خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية، حيث تركز على تحقيق سبع نتائج استراتيجية رئيسية تعزز التنمية المستدامة والشاملة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى بناء مجتمع متماسك ومزدهر من خلال خطوات مدروسة ومعايير واضحة وهي: أولاً: النمو الاقتصادي المستدام: حيث تشدد الاستراتيجية على ضرورة تبني نموذج للنمو المستدام يهدف إلى تحويل الاقتصاد القطري إلى اقتصاد تنافسي ومنتج ومتنوع. الابتكار هو محور هذا النمو، حيث يمكن للتفكير الإبداعي والتكنولوجيا أن يدفعا عجلة الاقتصاد نحو مستقبل مشرق، مع الحفاظ على القيم التقليدية والتوازن بين التطور والهوية الوطنية.

ثانياً: الاستدامة المالية الاستدامة المالية هي أساس أي اقتصاد قوي، وتدعم رؤية الاستراتيجية في تعزيز استقرار وسلامة ومرونة الموازنة العامة. هذا الهدف يتطلب إدارة حكيمة وفعالة للموارد المالية، لضمان الاستقرار المالي على المدى الطويل ومواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية بثقة.

ثالثاً: قوى عاملة جاهزة للمستقبل: من خلال تمكين المواطنين وتأهيلهم ليصبحوا أفراداً قادرين على المنافسة في سوق العمل هو هدف حيوي للاستراتيجية. التعليم والتدريب المستمر هما المفتاح لتحقيق هذا الهدف، حيث يمكن للشباب القطريين أن يكونوا شركاء فعالين في مسيرة التنمية من خلال اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.

رابعاً: مجتمع متماسك: من خلال الحفاظ على القيم الأصيلة والروابط الأسرية القوية هو جوهر بناء مجتمع متماسك. فتؤكد الاستراتيجية على تعزيز المواطنة المسؤولة وبناء مجتمع محلي متفاعل ومنسجم، مما يسهم في خلق بيئة اجتماعية داعمة تمكن الأفراد من الازدهار في عالم يتسم بالعولمة والتغير المستمر.

خامساً: حياة عالية الجودة: تسعى الاستراتيجية إلى تحقيق التميز في الرعاية الصحية والأمن والسلامة العامة، بالإضافة إلى الإبداع الثقافي، لجعل قطر من أفضل البلدان للحياة الأسرية. توفير بيئة صحية وآمنة هو حق للجميع ويسهم في تعزيز رفاهية المجتمع ككل. سادساً: الاستدامة البيئية: كونها من أهم الأولويات في الاستراتيجية الوطنية. حماية الموارد الطبيعية وجمال البيئة، وخفض انبعاثات الغازات الدفينة هي أهداف رئيسية. تسعى قطر من خلال هذه الاستراتيجية إلى بناء القدرة والمرونة لمواجهة التهديدات البيئية المستقبلية، لضمان مستقبل أخضر ومستدام للأجيال القادمة.سابعاً: مؤسسات حكومية متميزة تطمح الاستراتيجية إلى أن تصبح قطر نموذجاً عالمي المستوى في الخدمات الحكومية. فعالية وكفاءة وشفافية الحوكمة هي عناصر أساسية لتحقيق هذا الهدف. من خلال تحسين الخدمات الحكومية وتقديمها بشكل متميز.

بنظرة سريعة يمكن أن ندرك قرار دولة قطر في صنع بيئة إجتماعية واقتصادية مميزة، تقوم على أساس جعل دولة قطر من أفضل البلدان للحياة الأسرية، وهذا يعني ركائز قيمية وأخلاقية، مع الاعتماد على الابداع والابداع الثقافي والابتكار ويقوم على أسس الاستدامة، و الحفاظ على القيم الأصيلة والروابط الأسرية القوية هو جوهر بناء مجتمع متماسك و تعزيز المواطنة المسؤولة وبناء مجتمع محلي متفاعل ومنسجم، لخلق بيئة اجتماعية داعمة تمكن الأفراد من الازدهار في عالم يتسم بالعولمة والتغير المستمر. @maryamhamadi

**المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى