الثقافة القطرية في تطور مستمر

الجسرة الثقافية الالكترونية
افتتح سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث مساء أمس أعمال الندوة الدولية حول ثقافة قطر وتراثها، في نسختها الأولى بعنوان “رؤية نقدية في السرد القطري..القصة القصيرة نموذجا”، والتي تنظمها إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة.
وتأتي هذه الندوة ضمن مشاريع استراتيجية التنمية الوطنية (2011 – 2016م) وتستمر يومين في قاعة جاسم زيني بمقر الوزارة.
وكرّم سعادته خلال حفل تدشين أعمال الندوة ثلاثة من رواد الإبداع القصصي والنقدي في قطر وهم: الدكتور محمد عبد الرحيم كافود وزير التعليم والثقافة الأسبق والناقد الأكاديمي، وتسلّم شهادة التكريم نيابة عنه الدكتور مرزوق بشير مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية، والكاتب يوسف النعمة وتسلّم نيابة عنه محمد ناصر العبيدان، والكاتبة الدكتورة كلثم جبر.
وأكد سعادة وزير الثقافة في كلمته الافتتاحية اهتمام دولة قطر بالثقافة والإبداع عمومًا، وقد تجلى ذلك في رؤية قطر 2030م، وأكد أن الثقافة القطرية في تطور مستمر سواء من حيث البنية التحية أو الأنشطة والفعاليات المستمرة في مختلف المجالات.
وأوضح أن وزارة الثقافة تهتم بالإبداع في كل المجالات الأدبية ومنها القصصي والروائي حيث أصدرت الوزارة العديد من المجموعات القصصية لكتاب قطريين وغير قطريين، لأن القصة تعد من جوانب الثقافة المهمة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من كون القصة القصيرة في قطر فن حديث نسبيًا إلا أنه فرض نفسه مقارنة مع فنون أخرى هي موضع اهتمام عالمي، ونجاح فن القصة ليس من حيث عدد كتابه وليس من حيث الجوائز المالية والتقدير الأدبي الذي يحظى به كتاب القصة على جميع المستويات ومن قبل المؤسسات المختلفة، إنما أيضًا نجد الاهتمام به حاضرًا من حيث عدد الدارسين والمهتمين والباحثين، وجمهوره الذي يرصد المتغيرات التي تشهدها المجتمعات الإنسانية وتسليط الضوء على واقعها واستشراف مستقبلها التي تستخلص من دراسة نصوصه.
وأضاف سعادته أن القصة القصيرة في قطر نمت وتجذرت الآن وأصبح لها اهتمام وجمهور خاص، كما أن لها دور في التوعية وتعميق المفاهيم وتكوين الشخصية الوطنية وهويتها ذات الانتماء العربي والإسلامي.
وأشار سعادة الوزير في كلمته إلى ضرورة الاهتمام بالأدب والإبداع الموجه للأطفال، لافتًا إلى أنه سيكون محل اهتمام في الحديث عن ثقافة قطر وتراثها مستقبلاً باعتبار أن الطفل هو الركيزة الرئيسية للمستقبل، كما أنه يعيش في مجتمع منفتح على ثقافات متعدّدة كما أنه يتعرّض للثقافة من خلال الأجهزة التكنولوجية الحديثة الأمر الذي يستدعي تحصين ثقافته وتعليمه.
ومن جانبه قال الدكتور مرزوق بشير مدير إدارة البحوث في تصريحات صحفية: إن ندوة ثقافة قطر وتراثها تأتي ضمن مشاريع إستراتيجية التنمية الوطنية 2011 – 2016م، وفي إطار مشاريع الاستراتيجية الثقافية لرؤية قطر 2030، التي تعمل على توضيح أبعاد الثقافة القطرية، لافتًا إلى أنه مشروع متكامل وسوف يتبع بسلسلة من الندوات التي تعمل على التعريف بالثقافة القطرية بما يعزّز مكانة قطر والتعريف بثقافتها وآفاق مستقبلها.
وقال: تتناول النسخة الأولى للندوة وموضوعها “رؤية نقدية في السرد القطري القصة القصيرة نموذجا” مجال القصة القصيرة في قطر على المستوى المحلي، ومقارباتها عربيًا وعالميًا، وسوف تناقش الندوة في النسخ المقبلة مواضيع أخرى في مجالات الشعر والمسرح والرواية والنقد والدراسات الأدبية والفكرية.
وتتضمّن النسخة الأولى من الندوة ثلاثة محاور رئيسية هي الأول: حول خصائص القصة القصيرة في قطر وتقدّمه الدكتورة نورة محمد فرج، في بحث بعنوان “لقصة القصيرة في قطر..عتبات الهمس والجهر”، والمحور الثاني حول العناصر المشتركة بين القصة القصيرة في قطر والقصة على المستوى الإقليمي والعربي ويقدمه الدكتور محمد مصطفى سليم، حيث يقدم بحثا تحت عنوان ” قضايا الذات وأبعاد التجريب السردي ..القصة القصيرة القطرية نموذجًا”، أما المحور الثالث فيدور حول القصة القصيرة القطرية في رحاب القصة القصيرة العالمية ويقدمه الدكتور عبد القادر فيدوح، متناولا مزايا استثمار الإبداع العالمي في القصة القطرية .
كما تشتمل الندوة على ثلاث ورش عمل وهي فن كتابة القصة، وتحليل النص الأدبي، وكيف تكتب القصة القصيرة.
وحول أسباب قلة الإبداع القصصي القطري الذي قامت بطبعه إدارة البحوث والمعروض في المعرض المصاحب للندوة قال: ما تم تقديمه في المعرض هو نماذج من القصة القصيرة سواء من مطبوعات الوزارة أوغيرها، مشيرًا إلى أن إدارة البحوث تخصص قسمًا يختص بجميع المؤلفات القطرية بما فيها القصة والرواية، وتوجد لجنة مشكلة من عدد من كبار المثقفين والمتخصصين تعمل على اختيار الأعمال التي تطبع في الإدارة سواء كانت الرواية أو القصة القصيرة، طبقًا لمعايير فنية حيث لا يتم اختيارها على الهوية ولكن بناء على قيمتها وما تحويه من مضامين فنية، والقصة القطرية ليست مستثناة من ذلك، وعندما نتسلّم أي عمل لكاتب قطري نهتم به وتعطيه اللجنة ملاحظاتها، كما تقوم الإدارة بعمل محاضرات وندوات وورش متخصّصة في فن كتابة القصة وهذا ما نقوم به في هذه الندوة حيث لدينا ثلاث ورش في القصة وسوف نتبعها بعد ذلك في المسرح والشعر ومجالات الإبداع الأخرى..
المصدر: الراية