‘الحرب أو السلام’ .. من أشعار جي رنكور

ت: محمد محمد السنباطي
ولد جي رانكور في مدينة بوس بمقاطعة الكيبيك بكندا عام 1948 . درس الفلسفة في جامعة مونتريال. يكتب القصة والشعر والرواية. ترك الخدمة في مجال التعليم مبكرا عام 2005.
• الحرب أو السلام
يمسك العجوز بيسراه
فرعَ شجرة سنط غاصًّا بالأشواك
أما الطفل، فقريبًا منه،
كان يقبض بأصابعه
على غصن الغار
العجوز، ابن الوغى وغبار النقع،
مولود في رام الله،
حيث الوبال والدمار
أما الطفل، ابن الراعي والجبل،
فقادم من بشرّي، من شمال لبنان،
هناك حيث غابات الأرز والصنوبر
تملأ بأريجها رئتيه، وتحمي عائلته.
“وإذا ما تبادلنا أغصاننا؟
بأشواكك يكون لي إبرتان
أصنع بهما تريكو جواربي ومنديلي؟”
ذاك ما قاله الصبي للعجوز.
“وأنا يا بني؟، ماذا سأصنع بغصن الغار؟”
هتف الصبي ضاحكًا:
“إكليلا يطوق شعرك الأبيض”
• بين السماء والأرض
رأسي بين النجوم
وقدماي في الرمال
أما جسدي كله فممزق بين السماء والأرض
لماذا لم أولد على هيئة قبرة؟
أو نكات رمال؟
فأسبح في الزرقة
أو أعفر بين حصاتين
وهكذا يكون مصيري.
• الشجرة العجوز
الشجرة العجوز الميتة ترفض أن تسقط
شاهدة على الماضي
قريبة من النهر
حيث كان ميلادي.
ألم تحجب قُبلتنا الأولى تحت أوراقها؟
ألم تلحظ أناملي وأنا أفك
للمرة الأولى أزرار صداريتك؟
الشجرة العجوز الميتة باقية دائمًا
مزدرية لعواتي الرياح والعواصف
شاهدة على حبنا القديم
الذي يرفض مثلها
أن يتبدد
ويتعتم في العدم
النسيان
والموت.
• قلبك نجمة
أيمكن للحب أن ينبعث حيًّا من جديد
من بين الرماد
كالمدهش طائر الفينيق؟
أمازال في مقدور الحب أن يتنزل
أرضك أيتها الواحة الجميلة؟
أغرق في مياهك المضطربة
أو أسجن على سرير جمرك؟
ماذا يهم إذا كان جسدي بستان فاكهة لك
أو كانت شفاهي مثل حقل فراولة
روحي تنسج نجمة كبيرة
وأناملي تشبك على قلبك نجمة
صغيرة جدًّا وعبقة جدًّا
ياقوتة، نرجسة، قرنفلة، أم زنبقة أم سوسنة؟
لا، بل بالتحديد زهرة أذن فأر صغيرة.
• موالي الأول
ذات يوم رحلت
على درب كمبوستيل
مع رفيقين وحيدين
كلبي وقيثاري
صدقني أو لا تصدقني:
موالي الأول الذي تغنيت به
كان عن عصفور ميت
قريبًا من سان جون بييدي بور
أجل، لقد صدق تخمينك
كان ذلك عصفور شقائي
(ميدل ايست أونلاين)