«الخيام والخيزران في بلاد الأندلس».. لعبة مخرج

عبد المحسن الشمري
سعى أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) إلى التنويع في تجاربها المسرحية، وتدعم ذلك عبر العديد من الورش الفنية التي تقام خلال الموسم المسرحي، والتي يقودها أساتذة ومخرجون بارزون على الساحة الفنية المحلية، أو مخرجون عرب مشهود لهم بالتميز والكفاءة، وهو أمر يميز «لابا» عن الفرق الأخرى، ويساهم في صقل مواهبها الشابة من الجنسين.
وفي ختام ورشة العمل التطبيقية للفنون المسرحية التي نظمتها الأكاديمية في شهر يوينو الماضي ودامت شهرين، قدمت مساء أمس الأول على مسرح المدرسة القبلية بحضور فتوح الدلالي عضو مجلس إدارة لوياك عرضا مسرحيا بعنوان «الخيام والخيزران في بلاد الأندلس»، من تأليف فارعة السقاف ومن إخراج جابر محمدي.
◗ رؤية مخرج
تعامل المخرج مع العرض بذكاء معتمدا على رؤية فنية تمزج العديد من المدارس المسرحية وتركز على الأسلوب الملحمي بالدرجة الأولى، وهي تجربة تقدمها الاكاديمية للمرة الأولى، واعتمد على عناصر واعدة لم يسبق لها أن صعدت الخشبة، وكان التحدي الحقيقي له تقديمها في عرض اعتمد بالدرجة الاولى على الاداء باللغة العربية الفصحى، وكانت العناصر الشابة على قدر المسؤولية، ونجح أكثر من عنصر في تأكيد موهبته خاصة الشاب جعفر الصادق الذي أدى دور عمر الخيام، كما كشف العرض عن موهبتين نسائيتين شابتين هما منى وشيخة سيكون لهما حضور واضح في اعمال «لوياك» المستقبلية إن وجدا المخرج الذي يجيد إظهار موهبتيهما.
وقدم المخرج عرضا بصريا استغل فيه المواهب الواعدة، وجعلها في حركة تلاحم مع الجمهور، فتارة تجد أحد الممثلين في مقاعد المتفرجين، واخرى يتعامل مع الحضور وكأنهم جزء أساسي من العرض، وثالثة تجد الممثلين يتبادلون الأدوار ويقومون يتغيير الديكور والأزياء أمام الجمهور.
◗ شهادات التكريم
بعد ختام العرض المسرحي قامت فتوح الدلالي برفقة المخرج جابر محمدي بتوزيع شهادات التخرج على الطلبة الذين اجتازوا الدورة بنجاح، وهم منى فهد العبدالهادي، شيخة مصطفى العصفور، جعفر الصادق محمد جوهر، سيد حسن ناجي، سالم عبدالرزاق عبدالجبار، عمر مصطفى الطحان، عثمان احمد عاشور، عبدالهادي صادق فهد، قاسم محمد علي المويل، محمد حمود العلي وناصر العجمي.
من جانب آخر، قال المخرج محمدي: إن المسرحية ركزت على ما يحدث خلف أسوار القصور والدسائس وخفايا النزاع على السلطة، مضيفاً أنها تسلط الضوء على الصراع بين التيارات الدينية المتشددة التي تحاول عرقلة مسيرة التنمية والتقدم من جهة، والعلماء والحكماء الذين يشكلون دائرة مستشاري الحاكم المستنير من جهة أخرى.
كما أكد أن التعاطي مع المسرح يعد علما وصناعة، بل هو أولى الخطوات لتقدّمه ويعتبر الإنسان غايته ووسيلته، فالمسرح ليس دار عرض حديثة مزودة بآخر مبتكرات التكنولوجيا وحسب إنما المسرح هو فعل الإنسان.
(القبس الالكتروني)