الشعر السوري في «الهلال»

يضم عدد الشهر الجاري من مجلة «الهلال» القاهرية ملفاً عن أبرز ملامح المشهد الشعري السوري، بأجياله وتياراته وأصواته كافة. وذلك عبر نصوص لأكثر من ثلاثين شاعرة وشاعراً باتساع المسافة الزمنية بين شوقي بغداد (89 سنة)، وشاعرات وُلِدن في منتصف تسعينات القرن العشرين، ومعظمهم ينشر للمرة الأولى في منبر ثقافي مصري.
أعدت الملف الشاعرة والناقدة السورية رولا حسن، وكتبت له مقدمة بعنوان «الحرب حفَّزت الشعر فصعد إلى السطح بعد سنوات الهمود الثقافي». وكتب رئيس التحرير سعد القرش في افتتاحية العدد: «لولا هذا الملف ما أتيح لنا أن نكتشف كل هذا الثراء في المشهد الشعري في سورية»، مشيراً إلى أن رولا حسن حرصت على تمثيل الأجيال والتيارات كافة، «وإن لمس القارئ شيئاً من الانحياز إلى الشاعرات، ولكن الملاحظة الأكثر أهمية هي كثرة عدد الشاعرات والشعراء الذين ربما لم يغادروا بلادهم، ولكنهم يجيدون لغة أخرى ويترجمون منها، وتتسم نصوص الملف برهانها على ما يبقى بعد زوال غبار المعارك ودخانها السام». وتتكامل النصوص مع الفن التشكيلي السوري، إذ تصحب كل نص صورة لعمل لفنان سوري.
يضم العدد في باب «القضايا» مقالاً لبسمة عبدالعزيز عنوانه «العلاقة الملتبسة بين الأزهر والسلطة السياسية»، وكتب عمرو دوارة عن الذاكرة المسرحية وفوضى التوثيق، بينما تساءلت صفاء الليثي: «متى نتخلص من عقدة مهرجان «كان» والسجادة الحمراء؟ إضافة إلى مقالات عن السيرة الروائية لشريف حتاتة، وهموم الإنسان المعاصر في الشعر الإنكليزي، وبلاغة التحوّل في رواية «دمية النار» للجزائري بشير مفتي.
وفي سياق آخر، كتبت الشاعرة اليمنية ابتسام المتوكل عن بلادها «بين قصفين»، وكيف يراهن اليمنيون على نسيان الموت وتذكر حبهم للحياة. أما في الفن التشكيلي فكتبت شذى يحيى عن القصائد البصرية في نساء حلمي التوني، وتناول حسن أحمد جغام مسيرة الفنان عمار فرحات، من بائع متجول إلى رائد في الفن التشكيلي في تونس. وقرأ مجدي عثمان جانباً من السيرة الذاتية للرائد المصري راغب عياد. يحوي العدد أيضاً مقالات ونصوصاً لعدد من الكتاب، منهم أحمد الخميسي وجبار ياسين، إضافة إلى «ذكريات ناقصة» يسجل فيها رؤوف مسعد جذور رحلته من السودان إلى هولندا.
(الحياة)