الشعر في مواجهة النابالم .. صديق جوهر يحلل الشعر المناهض للحرب الفيتنامية الأميركية

محمد الحمامصي
أهدى الناقد د. صديق محمد جوهر رئيس قسم الأدب الإنجليزي جامعة الإمارات كتابه “أنشودة النابالم.. مقاربة في أشعار الحرب الأميركية على فيتنام” إلى ضحايا برابرة اليانكي وتجار الموت اللئام.. إلى الأبرياء في العراق.. بلاد المشانق والآلام، إلى شعراء الحرب الأميركية على فيتنام، إلى من ينشدون العدل بالكلمات والأقلام، وإلى من يحملون مشاعل الحق في دياجير الظلام”، مذكرا في مدخله العام للدراسة بقول الرئيس الأميركي “جون كينيدي” في خطاب ألقاه أمام طلاب كلية أميرست العسكرية في عام 1963 “إن ما تفسده السلطة والسياسيون يصلحه الشعر والشعراء”؛ الأمر الذي علق عليه الشاعر الأميركي دبليو دي إهرهارت في كتابه “في ظلال فيتنام” الذي يرصد تفاعل الشعراء الأميركيين مع الحرب أن “حرب فيتنام كانت برهانًا دامغًا على فساد السياسة والسياسيين الأميركيين”.

وأكد د. صديق أن ما كتبه الشعراء الأميركيون المناهضون للحرب على فيتنام، خلال الفترة من 1965 إلى 1975 شهادة دامغة تدين الفظائع التي ارتكبتها القوات الأميركية في فيتنام، ومحاولة أصيلة من هؤلاء الشعراء لإدانة الدور الإجرامي الذي مارسته الحكومة الأميركية إبان الحرب الفيتنامية، ومن جانب آخر فضح للمقاربات الأدبية التي سعت إلى إضفاء طابع رمزي وشاعرية كاذبة على تجربة الحرب الفيتنامية وافتعال براءة مزعومة لتلك الحرب القذرة.

وكشف في كتابه الصادر عن دار صفصافة أن الشعراء المجندين – الذين زج بهم في أتون الحرب الفيتنامية – تغلبوا على العوائق والعقبات الثقافية والإعلامية حيث قاموا بدحض وتفنيد الأساطير المهيمنة على وعى ووجدان الشعب الأميركي بخصوص الحرب؛ حيث عمدوا إلى تسجيل وتوثيق تجاربهم الكاشفة الفاضحة خاصة منها خبرات وتجارب مروا بها عشية أن وضعت الحرب أوزارها.

وكان الشعراء الذين سبقوهم في الاحتجاج على الحرب يتكئون على ملكاتهم التخيلية للتعويض عن التجربة المعاشة التي لم يحيوها، فجاءت قصائدهم برهانًا ناطقًا على ما جرى من فظائع وويلات الحرب بفيتنام علاوة على امتداد أفق هذا البرهان ليشمل حروب القرن العشرين كلها ومدى ما نجم عنها من آثار كارثية على البشرية بأسرها”.

وعبر فضاء نظري من الدراسات الأدبية والنقدية، تتمحور حول أدب الحرب، عمد د. صديق إلى سَبْر غَوْر طائفةٍ كبيرة من النصوص الشعرية التي دبجها ببراعة شعراء مقاتلون شاركوا في الحرب، وشعراء آخرون لم تسنح لهم فرصة الاشتراك في القتال، يمثلون كافة الاتجاهات إزاء الحرب الفيتنامية وما خلفته من أثر مدمر على صعيد الوعي الجمعي الأميركي تمثلَّ في ذاكرةٍ تفيض بالألم وتنوء تحت وطأة الشعور بالذنب والإثم.

وقال د. صديق إن أولئك الشعراء عمدوا في مسعاهم لدحض تلك الحرب وإماطة اللثام عن دوافعها غير الإنسانية، إلى وضع منظومة الأساطير السياسية الإمبريالية الأميركية التي عملت على إشعال أوار الحرب وراحت تسكب الزيت على نارها، موضع التفنيد والمحاكمة. وحتى يواجه الشعراء المناهضون للحرب عملية تزوير التاريخ الرامية للتعمية على الحرب وطمس معالم الفظائع التي اقترفها الجنود الأميركيون خلالها، ودفنها تحت ركام من التناسي الفكري والنسيان الثقافي، عمدوا إلى ابتداع صور وأحاسيس شعرية ذات طاقة هائلة على التنفيس عن المكبوت، وعلى كشف المستور وفضح المسكوت عنه والجهر به على الملأ، وهي صور وأحاسيس من شأنها الإبقاء على جذوة ذكريات الحرب المؤلمة متقدّةً في الوعي الجمعي الأميركي وشاهدةً على الفظائع الأميركية في حق فيتنام بشرًا وشعبًا وأرضًا وبيئة.

وأضاف أن هؤلاء الشعراء يعتقدون أن تعافي الولايات المتحدة الأميركية (أمة وأفرادًا) من جراح الحرب الفيتنامية لا يتأتى بانخراطها في المزيد من الحروب كما يؤمن الساسة الأميركيون، وإنما بمواجهة نتائج وحقائق الحرب ووضع كافة القيم والأساطير الأميركية الموروثة على محك المراجعة والنقد.

وكشف د. صديق عن حقيقة أن الشعر المناهض للحرب الفيتنامية الأميركية، كرافدٍ أدبي ذي نصوص ونتاج، لم يلقَ غير الإعراض الثقافي، والتجاهل النقدي كونه يمثل نوعًا من الشهادة التي تدين الحرب، وتستنقذ ما هو اجتماعي من براثن ما هو سياسي، وخلال ذلك فإنها تمنح الفرد القارئ الواعي حصانة ومناعة ضد كل صور وأشكال الإكراه والقهر غير المشروعة. وحيث إن هذه الأنماط الشعرية تعرضت للرقابة والتضييق إلى حد استبعادها من المقررات المدرسية والجامعية الأميركية – لفترة طويلة من الزمن – نظرًا لتحديها الخطاب الأميركي الرسمي التسلطيّ السائد عن الحرب الفيتنامية، فإنها تستحق دون شك وقفة نقدية أطول ومزيدًا من التمحيص والتحليل.

وفي هذا السياق رصد تجربة الحرب الأميركية الفيتنامية من مختلف الأبعاد متفحصًا تداعيات هذه الحرب المدمرة على المعتدِي والمعتدَى عليه من خلال تحليل دواوين ونصوص شعرية عديدة تجسد الأهوال والمآسي الناجمة عن حرب النابالم والقنابل الحارقة التي أتت على الأخضر واليابس، وأعادت فيتنام إلى عصور ما قبل التاريخ دون تحقيق أي أهداف إستراتيجية ذات معنى.

وأشار د. صديق محمد جوهر إلى الشاعرة “دينيز ليـﭬرتوﭪ” التي راقبت الموقف عن قرب وتنقلت عبر أرجاء فيتنام، وشاهدت عن قرب الخراب والدمار اللذين حلا بهذا البلد الزراعي الفقير جراء العدوان الأميركي المُسلح عليه. وبالرغم من انتقاد بعض النقاد لها مثل: “ساندرا غيلبرت، وكاري نيلسون” وغيرهما بدعوى فشلها “في فهم حقيقة الحرب الفيتنامية، فإن شعر “ليفرتوف” هو شهادة ناصعة ودامغة ومهمة على مدى فظاعة تلك الحرب. ففي قصيدتها “استراق السمع من فوق سماء جنوب شرقي آسيا”، تجسد “ليفرتوف” أهوال القصف بقنابل النابالم الحارقة عبر محادثة تخيلية تقصي فيها الرعب جانبًا، وتستخدم خلالها أسلوب الإزاحة والإحلال بغية عرض الطبيعة المشئومة للتورط الأميركي في الحرب:

“أيها الفوسفور الأبيض

أيها الفوسفور الأبيض اللعين،

أيها الثلج الآلي

أين تتساقط؟ ”

إنني أساقط دونما تمييز فوق الطرقات والأسطح

على أجمات الخيزران، وعلى رؤوس الناس

اسمي يثير في الأذهان صورة البحار الزاخرة في الليالي المطيرة

كل قطرة مني تضرب صفحة البحر تستثير

ردَّ فعلٍ وهَّاجٍ من ملايين الطحالب والأُشنات

اسمي هو همس النثار الوامض، واعجباه!

وكل نثرةٍ وامضةٍ منها هي قُرصٌ من النار الحارقة.

أنا الثلج الآلي الحارق

أسقط

حيثما وجهني البشر للسقوط

لكنني أُفَضِّل اللحم الحي، البالغ النعومة، الشديد الكثافة

وأظل أُفحِّمه وأفحمه حتى أبلغ

العظام.

وأضاف “في هذه السطور – من القصيدة الآتية من ديوان “آثار أقدام” – تعرض الشاعرة للقارئ صورة مرعبة للأثر المدمر الذي تحدثه قنابل النابالم الحارقة – السلاح الرئيسي للقوات الجوية الأميركية آنذاك- على الطبيعة والبشر في فيتنام.

وتستعين الشاعرة في تصويرها ذاك بصور من الطبيعة مثل صورة “البحار الزاخرة في الليالي المطيرة”، وصورة مثل: “رد الفعل الوهاج من ملايين الطحالب والأُشنات”، وهي بذلك تضع حدًّا فاصلاً بين ما تثيره في الخيال صور الجمال والتوالد الطبيعي في وحدتها الأصلية الطبيعية، وبين تحطم هذه الوحدة الأصلية الطبيعية على يد قوى الموت والإبادة الوحشية.

إن “الاستعارات التي تصف خصائص النابالم” طبقًا لرأي “سوبارنو تشاترجي” تسلط الضوء بقوة على ذلك التمايز والانفصال الكائن في الأجندة الأميركية تجاه فيتنام: على صعيد مجازي، يأتي النابالم من ناحية أولى “كعنصر محايد” يعكس التزام الولايات المتحدة الأميركية غير المنحاز بتشجيع وتنمية الديمقراطية في آسيا، وهو من ناحية أخرى يمثل القوى غير السوية ذات الخيالات المريضة “داخل الإدارة الأميركية” التي تتقاذفها الأهواء بما يعكس التناقضات الكامنة في التزام أميركا بالديمقراطية الحقيقية.

ولفت د. جوهر إلى إن تفشي صورة قنابل النابالم الحارقة في شعر الحرب الفيتنامية على ذلك النحو المرَضِي ليس مرده فقط سعي الشعراء إلى هتك ستر أسطورة الحرب الأميركية وفضح فظائع الحرب وأهوالها، ولكنه يرجع أيضًا إلى تأثير قنابل النابالم المروع حين استعملها الطيارون الأميركيون في إبادة الشعب الفيتنامي وحرق المزارع والغابات وتدمير الطبيعة.

مثال آخر يحلله د. جوهر في موضوع النابالم من خلال ديوان الشاعر الأميركي ذي الأصول الإفريقية يوسف كومونياكا والذي يحمل عنواناً فيتنامي المذاق “ديان كاي داو” وتعني بالفيتنامية “إنهم مجانين”.

وفي قصيدة بعنوان “أنا وأنتِ في طريقنا للاختفاء”، يجسد الشاعر تجربة الحرب التي خاضها بنفسه في فيتنام. تدور القصيدة حول الشاعر وهو الضمير المتكلم في النص، وفتاة فيتنامية نحيلة القوام إلى حد الهشاشة تحترق كأنما هي شعلة متقدة جراء إصابتها بقذيفة نابالم حارقة أطلقتها طائرة أميركية. إنها نفس الفتاة التي رأيناها في قصيدة ويغل “أنشودة النابالم”.

والفتاة والشاعر – في قصيدة كومونياكا – كلاهما ضحايا للوحشية والجور الأميركيين، فهي ضحية توحش الآلة الحربية الأميركية وهو ضحية من ضحايا التمييز العنصري الأميركي. وبدحضه وإِبْطاله أسطورة الحرب الأميركية في فيتنام باعتبارها حربًا يُراد من ورائها تحرير فيتنام من براثن الشيوعية المجرمة.

يشدد الشاعر على الآثار المدمرة لقصف الطائرات للأطفال الفيتناميين الأبرياء بقذائف النابالم الحارقة:

الصراخ الذي أحدثته قنبلتي

يتصاعد من التلال أسفل طائرتي

صراخ فتاة مازالت تحترق

بداخل رأسي.

عند انبلاج الصبح

راحت تحترق

كقصاصة من ورق

أكلتها النيران.

إن تركيز كومونياكا على فعل الصراخ والإشارة إلى “فتاة تحترق / بداخل رأسي”، يؤكد الآثارَ الوبيلة للجراح النفسية والجسمية التي سببتها الحرب الفيتنامية، والتي طالت بآثارها الغائرةِ الذاكرةَ الأميركية الجمعية. إن تكرار كلمة “تحترق” إضافة إلى تصوير الاستخدام المكثف للنيران يؤكد صورة الحرب على أساس أنها جحيم لا يطاق.

يصف الراوي الذي يجسد صوت الطيار الأميركي – الذي ألقى القنبلة الحارقة على الفتاة – المشهد المخيف قائلاً:

راحت تحترق كقصاصة ورق محترقة

تحترق كعمود فوسفوري متوهج يتطاير شررًا

في واد خصيب.

طوق من اللهب

يلتف حولها راقصًا عند الغسق

راحت تحترق

كأنها كيس من الثلج المجروش

كانت تحترق كزيت فوق صفحة ماء

راحت تحترق كحزمة من عشب البرك

نقعت بالجازولين برهة من الزمن

كانت تحترق وكأنها حقل خشاش يحترق

على حدود غابة مطيرة

وإلى منخاريّ تصاعد دخان احتراقها

كأنه دخان احتراق الزواحف والسحالي

كانت تحترق كدغل كثيف يحترق

يحرقه انتقامًا وثأرًا وغدٌ ذو نفس دنيئة.

ورأى د. صديق جوهر أن القصائد التي دبجها الشعراء المناهضون للحرب حول مذبحة “ماي لاي” الشهيرة يمكن أن تكون نموذجًا أصيلاً من نماذج شعر الشهادة / الإدانة الذي يتوخى دحض وتقويض أسطورة الحرب الأميركية بكشفها عن جرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الأميركيون في فيتنام.

إن قصيدة الشاعرة (كاي بويل) “الموصومون بالذبح” هي استرجاع استبطاني تاريخي للصمت الذي أحاط بمذبحة “ماي لاي”، وهي قرية تعرض أهلوها، ومعظمهم من النساء القرويات والأطفال الرضع الأبرياء، للقتل والتذبيح على يد القوات الأميركية في عام 1968.

وقال “تستهل الشاعرة قصيدتها باعتراف ساخر بجُرْم “القراءة” عن الانغماس في “مرض وبيل، ألا وهو تقصي كلمات الآخرين / وإهمال تقصي ما تقوله ألسنتنا نحن”. والشاعرة باستهلالها هذا إنما تؤكد على ما انتهى إليه الناقد هوارد زِنْ الذي رأى أن النظر إلى الحرب من منظور أميركي خالص يعد لبّ وأصل الداء الأميركي في فيتنام:

“إن ما أضفناه إلى كل ما قيل من شهادات حول فيتنام – هو منظورنا لما حدث – وهو منظور حاسم. فهذا المنظور هو ما حدد لنا ما يتعين علينا رؤيته وما يتعين علينا الإعراض عن رؤيته. وإنني لأعتقد أننا أقرب ما نكون إلى الصواب والحق، وأيضًا، إلى الديمقراطية عندما نمزج بين رؤية الشعوب الأخرى والأناس الآخرين وبين رؤيتنا ومنظورنا للأمور والقضايا”.

وأوضح أن العجز عن تخطي المنظور الذاتي الخاص أو الخوف من “كلمات ليست كلماتنا”، كلمات لا تنتمي إلى أيديولوجيتنا وثقافتنا، طبقًا لرأي “كاي بويل” كلمات تدعم حاجز التنصل الجماعي من الحرب الفيتنامية باعتبارها عملاً وحشيًّا دنيئًا.

كما أنها تدعم أسطورة المذبحة التي ارتكبت في قرية “ماي لاي” باعتبارها خطأ غير مقصود يدعو للأسف، جاء في سياق الفوضى التي لا مناص منها في ظروف الحرب الطاحنة.

إن مذبحة “ماي لاي” كما تصورها قصيدة “الموصومون بالذبح” ـ وهي القصيدة التي نشرت في ديوان “هذه ليست رسالة” ـ تتخطى بشاعريتها كل حُجُب التنصل الرسمي عندما تومئ بإيماءات موحية تمزج بين محتواها الخاص وبين ذكريات محارق أخرى وخاصة المحرقة النازية.

كما أن استحضار هذه المذبحة يدرجها ضمن تفاصيل مماثلة تختص بإبادة الغابات في فيتنام، وتبوير الأرض الزراعية، وتدمير الثروة النباتية والمحاصيل الغذائية بهذا البلد ملحقة جريمة حرق الغابات بخطيئة إبادة الشعب الفيتنامي المدني الأعزل؛ فثمة العمد إلى تجريف الغابات وحرق الأشجار والزراعات، وغير ذلك برش الملوثات الكيميائية، علاوة على التفاصيل المرعبة للمجازر البشرية التي لحقت بالشعب الفيتنامي الفقير. تقول كاي بويل:

طالعتني الكثير من الحقائق البديهية خلال قراءاتي ومنها:

أن المرشدين قد راعتهم مناظر قتل وذبح الحيوانات بالجملة

عند ارتقائهم ممرات جبال الألب الشاهقة

فالمرء عندما تصيبه لعنة القراءة والتمعن يعرف أن ثمة أماكن وبقاعًا

إحداها اسمها “ماي سونغ”، وأخرى اسمها “ماي لاي”

حيث وقعت هجمات عدوانية وتخريب عمدي

على أوراق الشجر، وعيدانه وجذوره الغضة

نباتات الأيك المعترشة

ببراعمها المتفتحة

وعلى نباتات في رقة أصوات الصبية الأغرار

سيقانها تنقصف وتنشرخ فجأة

كأنه انقصاف صوت وانشراخ حنجرة أو قصبة هوائية.

هنا تميل بويل نسبيًّا إلى الرؤية الفلسفية الفيتنامية ذات المرجعية البوذية، وهي نظرة تفترض الوحدة بين البشر وبين كل مظاهر الحياة الأخرى في الطبيعة، كما تفترض أن ثمة قرابة جينية بين سائر أفراد الجنس البشري مثلما تخرج “سيقان النبات” من ذات الجذع.

وعلى الرغم من أن القصيدة لا تتميز بلغة حادة مقارنة بقصائد النابالم التي أشرنا إليها أعلاه إلا أنها تجسد – بشكل عام – رؤية الشاعرة للدمار الشامل الذي حل بالطبيعة والبشر جراء الحرب الأميركية على فيتنام.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى