‘الشيخ نويل’ فيلم ينتصر للتعايش الديني في العراق

يتحدث الفيلم الجديد للمخرج العراقي سعد العصامي المعنون بـ”الشيخ نويل” عن التعايش الديني الموجود في أصل النسيج الاجتماعي العراقي، بين مختلف مكوناته الدينية وحتى الطائفية.
وفي الفيلم حكاية شيقة عن طفل يسكن مع جده (الشيخ نويل)، ويعيشان في منطقة تعاني الحروب، فيتعرف الطفل من خلال مخيم قريب يعيش فيه لاجئون على أطفال مسيحيين، فتنشأ علاقة صداقة بينه وبينهم بتشجيع من الجد الذي يرمز لتاريخ العراق وحكمته.
ويُجسد دور البطولة في الفيل النجم العراقي صاحب شاكر والطفل عبدالله الغريب ابن الشاعر الشعبي الراحل محمّد الغريب، والفيلم يصنف في قسم الأفلام الروائية القصيرة.
وعن رهان المخرج سعد العصامي حول إنجازه فيلما يتحدث عن التعايش الديني والطائفي، في زمن بدا فيه هذا الموضوع في أشد حالات الاستقطاب نتيجة الظروف الحالية للمنطقة بأسرها، يقول “أنا مؤمن بضرورة أن تتوفر فرص متعددة في سبيل إنجاح عملية حوار الأديان من أجل الوصول إلى سلام عالمي بعيدا عن الحروب والصراعات الإقليمية، من هنا بدأت العمل وصديقي السيناريست ولاء المانع منذ أكثر من سنة على سيناريو الفيلم، وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي محمد رضا الذي قرأ النص وأرسل لنا ملاحظاته التي أخذنا بها، فطورنا النص لغاية الوصول إلى مرحلة شعرنا بعدها أنه أصبح جاهزا من أجل التصوير”.
ويتابع العصامي “فيلم ‘الشيخ نويل’ يحمل رسالة سلام جميلة إلى كل العالم، حيث يعكس صورة المسلم الحقيقي وكيف يتعامل مع أطفال المخيمات المسيحيين والذين أنهكتهم الحياة بسبب الحروب وداعش اللذين قتلا أبسط أحلامهم”.
وعن دور السينما ومدى مساهمتها في خلق توازنات اجتماعية في بلدان عربية تمتلك تنوعا دينيا وطائفيا، يضيف المخرج العراقي “ما تمر به المنطقة من صراعات ينعكس بصورة سلبية على حركة الإنتاج السينمائي، لذلك لم تحقق السينما دورها في صناعة توازنات اجتماعية، والمشكلة الأكبر هي انقسام الشعب الواحد إلى مجموعتين أو أكثر، فإذا أنتج المخرج فيلما ينتقد فيه واقع إحدى هذه المجموعات فستقوم القيامة ولن تقعد، ومن جهة أخرى إذا لم يتخذ المخرج في فيلمه موقفا من الوضع الجاري سيكون الفيلم فاشلا، وكل هذا يؤدي إلى ضياع الهوية الوطنية”.
ويوضح العصامي بقوله “اليوم أغلب بلدان العالم تنظر إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا على أنها بلدان مصدرة للإرهاب، متناسية أن شعوب هذه البلدان قد حل عليها البلاء بسبب التعصب الديني والطائفي، وهنا يأتي دور السينما في نقل الصورة الحقيقية عما يجري للعالم أجمع، وهذا ما عملت عليه في فيلمي الجديد “الشيخ نويل” من خلال أحداثه”.
وسعد العصامي مخرج عراقي شاب درس الإخراج السينمائي، ومن ثم الصحافة في بغداد، كما تدرب على إخراج الأفلام الوثائقية في أكثر من بلد عربي، وفي فيلمه الجديد “الشيخ نويل” ينجز التجربة السادسة له بعد أفلام: “وَهَم” (إنتاج 2009) و”ذكريات بائسة” (إنتاج 2012) و”من الذاكرة” (إنتاج 2014) و”الفرصة” (إنتاج 2015) و”بائعة البخور” (إنتاج 2016). ومن المنتظر أن يكون العرض العالمي الأول لفيلم “الشيخ نويل” في مهرجان النهج السينمائي الدولي في دورته الثالثة هذا العام، لينطلق بعدها في جولة إلى جميع المهرجانات العالمية.
(العرب)