الغضب يعصف بلوحات ‘عن الذاكرة’

يسجل الفنان التشكيلي العراقي سينا عطا ذكرياته الشخصية في معرض “عن الذاكرة” الذي افتتح مؤخرا في غاليري “نبض” في عمان ويستمر لنهاية الشهر الحالي.
تجسد الاعمال المعروضة للفنان سينا عطا تسجيلا لذكرياته الشخصية، الى جانب الذاكرة الجماعية للبلد التي شهدت مسقط رأسه، كما تشكّل ايضا تعبيرا عن الغضب من الاحداث الماضية والجارية حاليا التي واجهتها وتواجهها شعوب المنطقة نتيجة الحروب التي تعصف بها.
وقد وصف الناقد العراقي جبرا ابرهيم جبرا اعمال سينا عطا بعبارة “رسومات التناقض” وذلك نسبة الى التناقض الحاد بين سطح رسوماته الانيقة والمهذبة وبين عصف الذكريات التي لم تفارقه خلال حياته المهنية.
والذاكرة كما يصفها سينا في احدى قصائده “أسلاك متشابكة كالذاكرة، مساحات… أفواه، بعضها تصفح عن حدودها وبعضها تتردد، ثم تختفي لتفاجئك من حيث لا تدري… ثم تبصق عليك وعلى حدودها، وتتفجر… لتسكن ما بين رأسك وقلبك، وأنت الهارب الأزلي”.
يقول عطا في تصريح سابق لوسائل الإعلام الأردنية عن تجربته: “باعتقادي أكثر الصعوبات التي يواجهها الفنان بشكل عام بغض النظر عن هويته، هي الخروج عن نطاق المحلية الى العالمية، ويعتمد ذلك على عملك الإبداعي ولكن بشكل رئيسي وأكبر على العلاقات”.
ويتابع “كوننا في منطقة تعد العلاقات محدودة بها، يصبح هذا الأمر حجر عثرة بينك وبين التحرر من هذا التحديد الذي رسمه الوضع المحلي أو العربي، الموهبة كما أراها ليس هي كل شيء في طريق الفنان، يجب على الفنان أن يكون موهوباً ومبدعاً، ولكن يجب أيضاً أن يعتمد الفنان على العلاقات التي أصبح تأثيرها الآن أكبر من ذي قبل”.
ويضيف عطا أن كونه عراقيا فهذا يعني كما هائلا من الألم والوجع الذي يرافق الفنان العراقي فهو موجود أمامنا تستطيع أن تغمس يديك به وتختار ما تريد من الصعوبات.
جعل الفنان لوحاته متنفسا للتعبير عن حالات إنسانية حية ومشاهد عالقة في ذاكرته من خلال مواده وأدواته ومكونات سعى لتحقيقها وفق تقنياته الخاصة ومعالجاته الفنية المختلفة.
تضمن المعرض عددا من الاعمال ذات المقاسات المختلفة، تتمثل فيها اهتماماته ومن خلالها حقق لمسة فنية يستعيد من خلالها مشاهداته الطفولية وأثر المكان القديم والحنين إليه.
ونفذ الفنان الفنية بمواد مختلفة على الخشب منها: لوحة “جد”، “أخ”، “و”، “ذاكرة بعيدة 4″، “ذاكرة بعيدة 1،2″، “حياة”، “نساء من الموصل”.. وغيرها.
تحاكي هذه اللوحات المتلقي بمشاهد مختلفة من خلال الخامات المختلفة التي برع باستخدامها وتوظيفها للدلالة على الأثر الفني التراثي.
يذكر أن سينا عطا فنان عراقي وُلد في الولايات المتحدة، اقام 14 معرضا في عمان وبغداد والبحرين ودبي ولندن، وعُرضت اعماله في عدة معارض جماعية في عدد من الدول العربية وفي سويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
كما تُعرض اعماله في المتحف البريطاني بلندن وفي عدة مجموعات خاصة عبر العالم، ويعيش سينا حاليا ويعمل في عمّان.
(ميدل ايست اونلاين)