المبدعون أحياء.. (2)

- حديث المجالس - 2025-02-11
- حركة النقد في قطر - 2025-02-06
- حكايات المجالس.. الشعر - 2025-01-05
في المجلس العامر عند «بو علي» أكد الجميع أن المرحوم عبدالعزيز ناصر بلاشك تاريخ لا ينكره أحد. موهبة إبداعية، والظروف بلاشك ساهمت في تألق هذه الموهبة، دراسته للموسيقى في القاهرة، وجود وظهور الإذاعة، احتكاكه بجيل من المبدعين، وجود أداة تحمل إبداعاته مثل «فرج عبدالكريم، محمد رشيد، علي عبدالستار، ناصر صالح، صقر صالح»، شعراء يقدمون مفردات تختلف عما كان متداولاً. هناك «مرزوق بشير، أحمد عبدالملك، جاسم صفر، خليفة جمعان، سميح القاسم»، بجانب موهبته الخارقة وعلمه وثقافته وأدبه الجم والأهم حبه للجميع.
هناك نماذج مع الأسف يكرهون ذواتهم وهناك نماذج يحبون الناس ويحبون الخير للناس، هناك ناس أشرار بالسليقة، وهناك أخيار هكذا خلقهم الباري.
المرحوم عبدالعزيز ناصر بلا شك شاعر الموسيقى والنغم والإبداع، وهو حلقة من حلقات الإبداع في هذا الوطن. من ينكر إبداعات الشاعر مثلاً محمد عبدالوهاب الفيحاني عبر سنوات عمره القصيرة، لذا بمقدور من أن ينكر ما قدمه الموسيقار الراحل عبر سنوات قصار من لوحات إبداعية ورسم ملامح خاصة للأغنية القطرية. نبش في الذاكرة. وخرج بالأغنية القطرية من الإطار المحلي إلى الإطار العروبي. ناهيك عن تعامله مع كل الأصوات العربية. سكت فواز قليلاً ثم واصل حديثه. هو في تصوري الرقم الصعب.
ويكفي أننا نردد ترنيمة الوطن عبر لحنه الخالد «قسمًا بمن رفع السماء..
قسمًا بمن نشر الضياء..
قطر ستبقى حرة تسمو بروح الأوفياء»؛
المرحوم كان عاشقًا لثرى هذا الوطن، والأهم أن المرحوم كان موسيقيًا بارعًا شاعرًا يترنم عشقًا بحب الوطن وبخاصة في بعده عن الوطن، ومن عاش معه بلا شك قد شعر بفقد الأخ والصديق والإنسان الجميل. ذلك الرمز المثقف. كان طوال عمره يقوم بتسجيل معظم أعماله على حسابه الخاص. سواء من أشعار نزار قباني أو هارون هاشم رشيد أو سميح القاسم أو الدكتور حسن النعمة أو تلك اللوحات المعبرة عبر الأوبريتات عن الجوع في أفريقيا أو عن المأساة في فلسطين. ويكفي ما قدمه من أغان ما زالت وتظل في ذاكرة الإنسان الخليجي مثل: واقف، ولهان ومسير، يا قطر يا قدر مكتوب. وهنا انبرى مرة أخرى حمد قائلاً: صدق يا فواز المبدعون لا يموتون. فما زالت أم كلثوم وعبدالوهاب ومحمد بن فارس والرحابنة والسنباطي أحياء.
الفنان الحقيقي يظل في ذاكرة الشعب. ما زال لحن سيد درويش بلادي بلادي يردده الشعب. وبالأمس سمعت أغنية وطنية بصوت مطرب قطري يردد ويقول «أغني للشجر للناس.. للنسمة في حر الصيف.. للموج وهي تداعب رمال السيف.. أغني لج ولا يتعب أنا لساني من الترديد.. قطر حبي حياتي دنيتي أنت بكل تأكيد.. أغني لك.. ولا يتعب أنا لساني من الترديد.. قطر كل العشق أنت.. أحبك.. يا بلدنا».
** المصدر: جريدة”الشرق