اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي

عندما تتناول الثقافة فحتماً نتناول العديد من القضايا المحلية وكيفية النظر لها دولياً، فليس بالضرورة أن يكون التطبيق لدى المختصين بشؤون الثقافة بل تتعداه لجميع المجالات كونها الممارسات الحياتية. لذا تهتم الأمم المتحدة بالتوعية بالعديد من المواضيع من خلال الأيام والأسابيع الدولية وقد تكون أيضا السنوات الدولية، التي تهدف لزيادة الوعي في المجتمعات المحلية. تاريخيا، كانت الدبلوماسية حكرا على الرجال. واضطلعت النساء بدور حاسم في الدبلوماسية لعدة قرون، إلا أن التغاضي كان نصيب مساهماتهن. وتعمل الأمم المتحدة على التعريف بالسبل التي تتجاوز بها النساء الحواجز وتأثيرهن في مجال الدبلوماسية والاحتفال بذلك. واعتبارًا من عام 2014، ضمنت 143 دولة المساواة بين الرجل والمرأة في دساتيرها؛ ولم يزل ينتظر التزام 52 دولة أخرى بهذا الالتزام المهم.

وستؤدي الجهود المبذولة في الدعوة والتوعية بمسألة زيادة تمثيل المرأة في مناصب صنع القرار الرئيسة إلى تشكيل وتنفيذ جداول الأعمال المتعددة الأطراف. بين عامي 1992 و2019، مثلت النساء 13% من المفاوضين، و% من الوسطاء و6% من الموقعين في اتفاقات عمليات السلام في كافة أنحاء العالم. وستسهم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة كذلك مساهمة حاسمة في إحراز تقدم في تحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة وغاياتها. ويُعد التعميم المنهجي لمنظور النوع الاجتماعي في تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما وأن الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة يدعو إلى مشاركة المرأة على قدم المساواة في صنع القرار. في الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت الجمعية العامة بالإجماع يوم 24 حزيران/يونيو من كل عام يوما عالميا للمرأة في العمل الدبلوماسي.

وبموجب ذلك القرار، دعت الجمعية كافة الدول الأعضاء، وكيانات منظومة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات الأكاديمية ورابطات الدبلوماسيات – حيثما وُجدت – إلى الاحتفال بهذا اليوم بأنسب طريقة تراها كل منها، بما في ذلك التثقيف وتوعية الجمهور. ‎في 24 يونيو يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي، فقد شاركت المرأة في العمل الدبلوماسي لعدة قرون، إلا أن مساهماتها لم تلق الانتباه في كثير من الأحيان. وترجع أهمية مشاركة المرأة لكونها نصف سكان العالم، فهن بالتالي نصف إمكاناته كذلك. وتسهم المرأة إسهامات إيجابية وعظيمة في العمل الدبلوماسي. ووفقاً للموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، فأسلوب قيادتها وخبراتها وأولوياتها تعمل عملا متناغما على توسيع نطاق القضايا قيد النظر فضلا عن أثرها في نوعية النتائج. ‎وتظهر الأبحاث أن عمل المرأة في الوزارات والبرلمانات يسمح لها بسن قوانين وسياسات أفضل لعامة الناس وللبيئة وللتماسك الاجتماعي.

وبالتالي، فتعزيز التدابير لزيادة مشاركة المرأة في السلام والعمليات السياسية أمر حيوي لتحقيق المساواة الفعلية للمرأة. ‎إن تمثيل المرأة في الهيئات التشريعية يعزز فعالية الحكم ويضمن أخذ مجموعة واسعة من وجهات النظر والخبرات في الاعتبار في عمليات صنع القرار. ولا تعكس هذه الشمولية تنوع السكان فحسب، بل تؤدي كذلك إلى سياسات أكثر استنارة تلبي احتياجات جميع المواطنين. وتركز الأمم المتحدة على قضايا العنف ضد المرأة بشكل عام وخاصة في السياسة والعمل على توفير المساواة بين الجنسين في مثل هذه الوظائف، كونه يؤدي الحقوق التي ترتبط بحقوق الإنسان، وتوفير بيئة تدعم دخول النساء في السياسة أو التعبير عن آرائهن، مما يُضاعف في نهاية المطاف قدرتهن على المساهمة بشكل كامل في المجتمع. ‎تلعب المرأة دورًا حاسمًا في الأمم المتحدة منذ صياغة ميثاق الأمم المتحدة والتوقيع عليه في عام 1945. ‎فالجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA) هي أكبر اجتماع سنوي لقادة العالم.

طالما كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مسرحًا للعديد من اللحظات التاريخية لتحقيق المساواة بين الجنسين، إلا أنه لا يزال هناك الكثير لتحقيقه فيما يتعلق بتمثيل المرأة ومشاركتها. حيث إن أربع نساء فحسب تم انتخابهن رئيسات للجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخها الذي يمتد على مدار 77 عامًا. ‎يتحمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يضم 15 عضوًا، المسؤولية الأساسية عن صيانة السلم والأمن الدوليين. في الوقت الحالي، تمثل النساء ما يزيد قليلاً على ثلث أعضاء مجلس الأمن – وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط- إلا أنها لا تزال بعيدة عن الكفاية. في كثير من الأحيان تخشى الشعوب من قيادة المرأة، غير أن الدراسات تؤكد أن الأمر لا يتعلق بالمرأة والرجل بمسألة اللمسة الإنسانية والتي تتعامل معها المرأة بتوازن مع قضايا الحزم والحسم. موضوع جديد قديم للمناقشة وكأنه حديث الصباح والمساء ليس للشعوب العربية فقط بل لشعوب العالم، ولا يمكن أن يكون مثل هذا اليوم دون التعريج على شخصيات نسائية تميزن في دولة قطر، حيث تهتم بتواجد المرأة، في مجالات الدبلوماسية والسياسية، أبرزهن وقادت الحدث منذ بداية التسعينيات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وسعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي وسعادة الدكتورة هند بنت عبد الرحمن المفتاح والدكتورة عائشة بنت يوسف المناعي وسفيرات وغيرهن في مناصب متعددة وعديدة. هذه الأسماء نماذج ولا يزال هناك الكثير نفخر بهن.

@maryamhamadi

** المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى