«بيروت زهرة».. المدينة في سيارة أجرة

فاتن حموي
الفن موهبة تصقلها التجارب. الفضاءات مفتوحة لكلّ هذه التجارب، طالما أنّ الهدف هو الفن والتعبير بحرية. من هنا، التقت مجموعة من الطلاب على حبّ الفن والتعبير وخرجت المجموعة من إطارها المدرسي وصولاً إلى مسرح «المدينة» الذي يشرّع خشبته الثامنة مساء اليوم لـ «بيروت زهرة». مسرحية طالبية موسيقية كوميدية سلكت دربها من «المدرسة الإنجيلية الفرنسية» لتصل إلى خشبة فضاء «المدينة» في عرض واحد.
ولدت الفكرة حين طلبت أستاذة اللغة العربية عفاف حيدر من طلاب الشعبة الدولية في المدرسة تقديم مسرحية تتضمّن مجموعة من الأغاني والرقصات فضلاً عن الزجل، على أن تُقدّم في ختام الاحتفالات بأسبوع اللغة العربية. انهمك طلاب الثانوي في هذه المسرحية. امتزجت الأفكار. ارتفع منسوب الشغف. أتت النتيجة مختلفة عمّا طلبته الأستاذة وتأطّرت بشكل محبوك لتكون «بيروت زهرة» من إخراج ميلا علامة ومحمد قباني وتمثيل ثلاثين طالباً وطالبة من الصفوف الثانوية.
تعلن علامة ابنة الثامنة عشرة ربيعاً في حديث خاص لـ»السفير» أنّ المسرحية انطلقت من فكرة مشتركة مع قباني، «ساهم كلّ الطلاب المشاركين تمثيلاً في كتابتها من خلال سيل الأفكار الذي انهمر خلال التدريبات. كل شخصية أضافت على القصة والحوار. هذه المسرحية هي عمل جماعي بامتياز. بعد عرضها في المدرسة والنجاح الذي لمسناه، وبعد أن طلب منا الحاضرون عرضها خارج إطار المدرسة، أتى القرار وها نحن وبكلّ حماسة وجدية نعرضها الليلة، آملين أن تنال استحسان الجمهور».
تدور فكرة المسرحية حول بيروت من خلال سائق أجرة بيروتي بحسب علامة، «تبدأ المسرحية بخروج السائق من بيته وتنتهي بعودته إليه. البداية مع أربعة زبائن حكواتي من بيروت، امرأة من الأشرفية، رجل أرمني، وامرأة من الجنوب وتبدأ الأحداث بالتوالي مع الأغنيات والموسيقى. هي عبارة عن يوم عمل للسائق بكل ما يحمله من تنوّع وغنى. يجمع السائق، الذي يقوم بدوره محمد قباني، الناس من كلّ المناطق اللبنانية وأيضاً من خارج لبنان. تتعدّد لهجات زبائن سيارة الأجرة. المواقف مضحكة بعيداً من السخرية، إذ نحن لا نسخر من اللهجات فكل لهجة جميلة وتميّز أبناء منطقة معيّنة من لبنان. تمّ التركيز على كوميديا الشخصيات من خلال طريقة كلامهم ومواقفهم. آثرنا عدم التحدّث عن الطائفية وغيرها لأّنّها مواضيع مكرّرة. لن أفصح عن مضمون المسرحية لأنني أريدها أن تكون مفاجأة. بيروت زهرة لأنّها جامعة وحاضنة وجميلة».
تضيف علامة أنّ المسرحية تتضمّن عزفاً على العود وغناء حياً من غسان طفيلي فضلاً عن مجموعة من أغاني فيروز، وزياد الرحباني، وأحمد قعبور، وسامي كلارك. «هناك مجموعة من اللوحات الراقصة أيضاً. اهتممنا بكلّ التفاصيل حتى الديكور، إذ هناك ثلاث لوحات هي سيارة الأجرة، بيت السائق، ومقهى. الدافع الوحيد هو تقديم عمل مميّز بحسب قدراتنا ورؤانا. لم نطلب مساعدة قسم المسرح في المدرسة. اعتمدنا على أنفسنا من خلال التجربة والتمرينات وصولاً إلى صيغة وجدناها مرضية واستطاعت جذب جمهور المدرسة. بحثنا عن التميّز والإبداع بحسب المعطيات المتاحة».
تنفي علامة اختيارها دراسة المسرح وهي على أبواب سنتها الجامعية الأولى «اخترت اختصاص التغذية وأيضاً سأتخصّص في اللغة العربية، ومحمد قباني سيتخصّص في مجال الطب في فرنسا. يبقى المسرح هواية تجمعنا. لا ندري ماذا سنقدّم بعد «بيروت زهرة». هدفنا هو عرضها والاستمتاع مع الحاضرين خلال عرضها. توجد فكرة جاهزة لعمل مسرحي مقبل، لكن الأمور مرتبطة باتخاذ القرار بالمضي قدماً لتنفيذها أو الإبقاء على تجربة «بيروت زهرة» الفريدة».
(السفير)