تكريم مستحق

في تاريخ مسرحنا القطري هناك محطات عدة لابد وأن نتوقف عندها؛ وهناك العديد من الأسماء سجلت حضورها في تاريخ مسرحنا منذ البدايات الأولى حتى الآن.. البعض قد توقف والبعض ما زال يواصل العطاء، بمقدور من أن ينسى مثلاً نجوم اللعبة من أمثال النوخذا بو إبراهيم، بو صالح، بو فيصل، بو ناظم أو أن يمر مرور الكرام دون أن يتوقف أمام العديد من الأسماء التي ساهمت وما زالت تساهم بدورها مثل الفنان ناصر وجاسم وأحمد مفتاح وسالم وفيصل وفهد من الجيل التالي.. بجانب اجتهادات طالب ومحمد الملا وغيرهم.
ولكن سيظل هناك نموذج متفرد بين هؤلاء.. اسمه «صالح المناعي» العاشق المتفاني في حب المسرح.. ممثلاً، منتجًا، مؤلفًا، مخرجًا، ومؤسسًا للمسرح.. نعم فلا يغفل دوره في تكوين وتأسيس فرقة الوطن، فهو الممثل في الكندري عندما غاب الممثل.. وهو المخرج والمؤلف والمنتج في العرض المسرحي الأخير وليس الأول في «بلقيس طائر السلام»، وهو المدافع عن المسرح القطري في أي تجمع كان وفي لحظات الخفوت وما كان أكثرها ذات يوم قبل أن ينتشلها يد المؤمنين بدور وأهمية المسرح في هذا الوطن، وأن للمسرح دورا تربويا وترفيهيا هاما بجانب الدور التثقيفي.. كل هذا لأن بو أحمد جزء من هذا المسرح.. ولأن المسرح يحتل جزءًا من ذاكرة هذا الفنان وملتصقًا بكيانه.. دارسًا وعاشقًا أعطاه أحلى سنوات عمره دون مقابل.
الآن وبعد هذه السنوات.. سوف يتم تكريم هذا الرمز المسرحي القطري.. ومن هو الجدير بالتكريم في هذا العرس المسرحي الخليجي.. نعم هناك جيل مواز لجيل بو أحمد.. وسوف يتم تكريمهم ولا شك لأنهم أعطوا للمسرح أحلى سنوات عمرهم، وهم لا يقلون عطاءً عن غيرهم، ولكن جرت العادة أن يتم اختيار رمز واحد.. وأبو أحمد كان المرشح لهذا التكريم المستحق لرجل كما قلت أعطى أحلى سنوات عمره للمسرح.. ليس كونه مدافعًا شرسًا عن المسرح في كل المواقف.. المسرح الكيان والحلم.. ولكن لأن المسرح جزء من ذاته وكينونته..
ولديَّ ملاحظة.. بهذه المناسبة.. كل الدول تساهم في هذه المناسبة بتقديم كتيبات تعريفية عن النجوم المكرمين وأعتقد أن الأشقاء في مركز شؤون المسرح قد كلفوا الأخ صالح غريب بإعداد كتيب تعريفي عن النجم المكرم صالح المناعي.. ساهم كل الزملاء وأصدقاء الرحلة في التعبير عنه.. بارك الله في أقلامهم، والشكر موصول لأخي صالح غريب على الجهد الذي بذله في إعداد الكتيب… وهو الذي يملك أرشيفًا من الأفلام بجانب أرشيف من تاريخ الأعمال المسرحية.
أما الأخ صالح المناعي.. فإن هذا التكريم بلا شك تكريم أولاً للحراك المسرحي ممثلاً في نموذج اسمه صالح المناعي.. المهموم بالمسرح.. وثانيًا تكريم لكل عشاق المسرح من أبناء هذا الوطن والمقيمين على ثراه.. ونبارك لأنفسنا لأن تكريم أي فنان مسرحي.. تكريم للجميع.

** المصدر: جريدة”الشرق” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى