تمثال لريمسكي كورساكوف في حديقة أوبرا القاهرة

رحاب عليوة

لى عكس مقطوعته شهرزاد المستوحاة من «ألف ليلة وليلة»، لا يتمتع الموسيقي الروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف بشهرة لدى العامة، إلا أن تمثاله في حديقة أوبرا القاهرة، بجلسته التي تعكس ثقة بالنفس ومقداراً من العظمة، سيستوقف رواد المكان، وهم ليسوا دائماً من النخبة.
التمثال انضمّ حديثاً إلى تمثال كبير للسيدة أم كلثوم ممسكة بمنديلها المميز على جانب الطريق من البوابة الرئيسة، وتمثال في وضع الجلوس للموسيقي محمد عبدالوهاب، وآخر بحجم أصغر للفنان عبدالحليم حافظ، ورابع للشاعر أحمد شوقي.
تزين هذه التماثيل حديقة أوبرا القاهرة، وتمثال ريمسكي كورساكوف هدية من المركز الثقافي الروسي في القاهرة والجمعية المصرية لمتخرجي الجامعات الروسية والسوفياتية، «تعزيزاً لعلاقات الصداقة الوطيدة والممتدة بين مصر وروسيا خصوصاً في مجالي الثقافة والفنون».
وأزاح السفير الروسي في القاهرة، سيرغي كيربتشنكو، الستار عن التمثال المصنوع بالحجم الطبيعي من مادة البولييستر، من تصميم المستشار الثقافي المصري في روسيا أسامة السروي، وحضور رئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبدالدايم، ومدير المركز الثقافي الروسي في القاهرة أليكسي تيفانيان، ورئيس الجمعية المصرية لمتخرجي الجامعات الروسية والسوفياتية شريف جاد، إلى جانب عدد من الديبلوماسيين الروس.
ووقع الاختيار على دار الأوبرا لإهدائها التمثال «لأنها تمثل قلب القاهرة النابض بالثقافة المصرية، ولأنها شاهد على التاريخ المضيء للفنون»، وفقاً للسفير كيربتشنكو الذي أكد فخره واعتزازه بدار الأوبرا باعتبارها رمزاً يجسد عمق العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا.
وأشارت عبدالدايم الى أن التمثال يعزز فكرة تحويل حدائق الأوبرا إلى «متحف مفتوح»، يضم رموز الثقافة والموسيقى والغناء في مصر والعالم.
ولد ريمسكي كورساكوف في 18 آذار (مارس) 1844. درس مبكراً العزف على البيانو، ولاحظ معلمه الأول للموسيقى مهارته وتفوقه، فوجهه إلى كتابة مؤلفات خاصة، وفي العام الدراسي الأخير في مدرسة البحرية (1862) كان قد انتهى من أولى سيمفونياته، بينما ألَّف مقطوعته الأشهر «شهرزاد» عام 1888 لتعكس تأثره بسحر الشرق وغموضة.
اعتمد ريمسكي كورساكوف في مقطوعته هذه، على آلة الكمان للتعبير عن شهرزاد ورحلتها نحو الخلاص من غضب الملك شهريار الذي اعتاد أن يقتل زوجاته. وعبَّر كورساكوف عن تلك الشخصية الغاضبة بالحركة الأولى في المقطوعة التي تضمنت «البحر وسفينة سندباد تفتتحها الأبواق النحاسية»، ومن ثم يحل سحر شهرازاد في الكمان بالحركة الثانية. توفي ريمسكي كورساكوف في 21 حزيران (يونيو) 1908.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى