ثلاثة كتب للروائي الأميركي بول أوستر بالعربية

صدرت عن منشورات المتوسط ـ إيطاليا، ثلاث روايات للكاتب الأميركي الشهير بول أوستر، دفعة واحدة، وهي “رحلات في حجرة الكتابة”، و“صانست بارك”، و“اختراع العزلة ـ بورتريه لرجل غير مرئي، متبوعاً بكتاب الذاكرة”، وجميعها من ترجمة المترجم والشاعر الفلسطيني سامر أبوهواش.
في “رحلات الكتابة” يقول الناشر «يحتفي أوستر برفق بقوة الخيال، ويُعجب بطبيعة العقل المَتَاهيّة في إجلال فلسفي بارع وماكر، للقصص المتفوقة». فالسيد بلانك بطل الرواية يجلس على السرير، وحيداً وبالبيجامة، في غرفة مغلقة. لا يعرف كيف وصل إليها، غرفة لا نعرف إن كانت سجناً أو غرفة في مستشفى.
في الغرفة توجد طاولة، وكومتان من الأوراق المصفوفة على الآلة الكاتبة، والعشرات من الصور الفوتوغرافية. وفي يوم واحد، حيث تدور أحداث الرواية كلها، يستقبل السيد بلانك عدة مكالمات هاتفية، وزيارات من بعض أشخاص الصور الفوتوغرافية. لكن الأسماء والوجوه لا تعني له شيئا، في حين يبدو أن زواره يعرفونه جيداً، بل هم ينتظرون منه شيئاً ما؛ شكلاً من أشكال التعويض أو التكفير.
في صنعة سردية متقنة تبدو كأنها تُذكر بكوميديات بيرانديللو وسرديات بيكيت في الوقت نفسه، يغوص بول أوستر في حجرة الكتابة ليعالج مسألة المسؤولية الأخلاقية للكاتب تجاه شخصياته الخيالية. في الرواية الثانية “صانست بارك”، وهو حيٌّ حقيقيّ في بروكلين بولاية نيويورك الأميركية، إشارة محورية إلى ما يريد بول أوستر قوله في متنه السردي.
فهذا الحيّ يضمّ عالَمَيْن متناقضَيْن كل التناقض، ظاهرياً على الأقلّ؛ مقبرة غرينوود التي يرسمها الكاتب كمدينة موازية، تضمّ عبر مساحات شاسعة من الأرض الآلاف من الذين عاشوا أو مرّوا بهذه المدينة، بعضهم نجوم سياسة وأدب وعلم وفنّ، وفي الوقت نفسه ينقل أحداث روايته إلى البيت المتهالك الذي يضمّ مجموعة من الشباب الذين معظمهم يرفضون ما آلت إليه الأمور في أميركا، ويبحثون عن هويّتهم الفردية والجماعية في خضمّ التّحوّلات التي تشهدها البلاد، ولا سيما الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألقت بظلالها الثقيلة بداية من العام الذي تبدأ به أحداث الرواية، أي عام 2008.
أما “اختراع العزلة” فهو الكتاب الذي يقول عنه بول أوستر نفسه «لم أشعر أنني في ‘اختراع العزلة‘ أروي سيرة حياتي، بقدر ما أستعمل ذاتي لكي أستكشف أسئلة تهمنا جميعاً كبشر».
والكتاب يترجم لأول مرة كاملا إلى العربية، فيه نتعرف على آراء أوستر الروائية وكيف ومتى تشكلت وتطورت. فكما يقول عنه الكاتب والفيلسوف الفرنسي باسكال بروكنر “وجهة نظر بول أوستر الروائية تختلف عن غيره من الروائيين في أنه يعترف بانتمائه إلى عائلة، وتقليد، وثقافة، لكنه يدرك أيضاً أن هذه الصلات تنطوي على إشكالية كبيرة. وكما يقول رينيه شار إنه إرث الغموض، في غياب الوصية. وبما أنه ليس من معنى يحتل الصدارة، فإن الذات، لعنة الحداثة نفسها، شأنها شأن العزلة والتقليد، يجب إعادة اختراعها وإعادة خلقها بالمعنى الحرفي للكلمة”.
ونذكر أن بول أوستر ولد عام 1947، وهو روائي وناقد وشاعر ومترجم وسينارست كما أنه مخرج وممثل ومنتج سينمائي. يعيش حالياً في بروكلين في نيويورك.
ويعدّ أوستر من أبرز الشخصيات في الأدب الأميركي والعالمي المعاصر، يُنسب إلى أدب ما بعد الحداثة. وله اثنا عشر كتاباً خاصة في جنس الرواية، ما خوله أن يكون الكاتب الأكثر مبيعاً في العالم. وقد تُرجمت كتبه لأكثر من ثلاثين لغة.
(العرب)