جسر الممر.. للشاعرة د.هناء البواب

خاص ( الجسرة )
ياابنتي..
قبل أن يسجد لله من الخلق مَلَكْ
قبل أن يسرج بالضوء من الأفق فلك ْ
قبل أن يدرك ” ما قبلُ ” ضياءٌ وحلك ْ
يا ابنتي كنتِ وجودًا …كنتِ روحا مبصرةْ
قطرة تنساب إشراقا ببحر المقدرةْ
نبعتْ من كلْمَةٍ ثم انثنت منحدرةْ
لغد يرقبها فى اللحظة المنتظرة ْ
ربما كنت ِ نداء الله ” يا آدمُ كُنْ ”
قبل أن تنبضَ بالسمع من الكون أُذُنْ
ربما كنتِ له السلوى على هجر الوطنْ
أو يد الرحمة تأسو جرحه أنّى سكن ْ
يا ابنتي كم ذا طوت روحُك من عمر فَسِيحْ
ألقا قد رفَّ بالأمن على أتباع نوحْ
ورضي وقت امتحان الصبر في قلب الذبيح ْ
وشعاعا ضاء بالحب على درب المسيح ْ
هل درى موسى وقد ألقى العصا منتصرا
أن فيها ربما منك وجودا مبْصِرا ؟!
هل درى ما الروح ما أسرارها حين انبرى
يلجم الكفر … ويصمي بالهدى من كفرا ؟!
يا ابنتي … يا أنتِ …يا عمر المدى والأزلِ
أيّ سر فيك من سر الوجود المشكل ِ؟!
هذه الأرض تراها خُلقت كي تُقْبِلي ؟!
وأنا هل كنتُ في الرحلة درب المُدْخل ؟!
يا ابنتي … يا بسمة الحلم على آفاق عمري
يا جَنَى شوق رواه السهدُ في واحة صبري
كلما أبصرتُ فيك الله آمنتُ بدوري
وحمدت الله أن كنت أنا جسر الممر