جنازة عائدة.. للشاعر الأردني محمد الترك

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-
ميتٌ كوجهِ التابوت
ويحملهُ المغيَّبون نحو سارية الجبل
الحطب في الأعلى كثير جداً،
يكفي لإحراق قرية كاملة ،
النساء على غير العادة
.. لا يمارسن اللطم والنواح ،
حتى أنها جنازة رشيقة ،
يقودها الصغار كأنهم يؤدونَ عملاً خيريّاً بلا أجر ،
لكنهم يعرفون أن لا جثة تحترق دون مقابل ،
هناكَ حفلٌ ليلي وصخبٌ عارم
بعد عنائهم هذا ، الولائم حاصلة لا محالة
.. كن دقيقاً أيّها المتباهي ، عليك بجمعِ الأخشاب الكبيرة
.. من جانب التابوت الأيمن والأيسر ، والأصغر حجما
وزعها على طرفيه ،
ليس يدري أين أصبح اتجاه رأسه، لا فرق
فالنيران لا تأبه من أين تبدأ حصادها
لكن ستؤذيكم رائحة الشعر المحترق
. ليس بينهم مجرب واحد ،
وعلى كلمة سواء : نشعل نارنا ونذهب وليحترق من جانبه المتيبس ، عليكم المغادرة الآن
.. عود ثقابهم متمرسٌ على مراوغة الريح
ويقفز من يد أحدهم… إنها النار
في أسفلِ الجبل الرجال سعيدون جداً ،
صوت فرحهم يصل إلى هنا ،
الجميع يركض قبل العتمة يسبقونها لبيت العزاء ..
لم يستطع استنشاق الدخان كثيراً ،
كانت رئتاه متسختن بالحياة ،
كان يعدو كعربيد نحو الأسفل
نحو أعناقهم المشبعة