حبّ زايد يتألق وطناً وانتماءً وشهامة في شعر حبيب الصايغ

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
نظمت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقاقة والإعلام مساء أمس الأول في ملتقى الكتاب في اكسبو الشارقة أمسية شعرية بعنوان “قصائد في حب زايد” للزميل الشاعر حبيب الصايغ الذي قرأ مجموعة قصائد موجهة إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، بحضور عبدالله العويس رئيس الدائرة، وقدم للأمسية الشاعر عبدالله الهدية، الذي قال: “يحتار المرء ماذا يقول في الشارقة فللشارقة إبداعها الثقافي الذي جعلها عاصمة للثقافة الإسلامية، وللشارقة حبها للمغفور الشيخ زايد منذ أن قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “اكتبوا ما يحبه زايد”، نحن اليوم أمام قامة أدبية فذة خاضت كل مجالات الثقافة والإبداع هي حبيب الصايغ، وفي موضوع أثير هو حب زايد” .
قرأ حبيب الصايغ قصائد عدة تغنت كلها بمآثر المغفور له الشيخ زايد، منها ما هو قديم ومنها ما هو جديد، وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يخصص فيها أمسية كاملة للشعر العمودي وذلك بعد 40 عاماً، فقد دأب على الجمع بين العمودي والتفعيلة والنصوص النثرية في الأمسية الواحدة، وأنها المرة الأولى التي يقرأ فيها شاعر واحد في أمسية واحدة قصائد كلها في مآثر الشيخ زايد، وقال: “أركز على القصيدة العمودية لأنها تستحق أن تكتب، فهي ليست مجرد رصف للكلام والأوزان، بل هي أعمق من ذلك، وأهم، والشيخ زايد يستحق شعرا مهما”، وأضاف الصايغ: “بعد رحيل الشيخ زايد لم أكتب سوى مقطوعة قصيرة هي “ما غاب زايد” واحتجت إلى مدة من الزمن لكي أستوعب الصدمة، وأستطيع أن أكتب عنه” .
امتازت القصائد التي قرأها حبيب الصايغ بطول النفس الشعري، والقدرة على اختراع المعاني، وعلى خلق تشكيلات إيقاعية بارزة، فهو يسترسل في أبياته مستقصيا تفريعات فكرته حتى يعطيها حقها، ويستند إلى تكرار اللازمة الذي يشي بالتنويع على الفكرة الواحدة، ففي قصيدة “ما غاب زايد”، ترد عبارات “ما اختاره، واختاره، واختاره” في ثلاثة أبيات متتالية، وفي كل مرة هناك تنويع وإضافة جديدة تكسر رتابة المعنى، فالاختيار الأول كان لإسعاد الأحبة، والاختيار الثاني ليجعله قائدا ويملكه حب الناس، والاختيار الثالث كان ليجري الخير على يديه، كما أن التكرار يحدث إيقاعا بارزا يضاف إلى إيقاع الوزن، وتظهر هذه الميزة جلية في قصيدة “إن قيل زايد” التي كرر فيها هذه اللازمة اثنتي عشرة مرة، يقول الصايغ:
إن قيل زايد . . أدنى الورد موردنا
لاريب فيه وأقصاه الذي نَرِدُ
إن قيل زايد . . بعض القول محتشدٌ
على المعاني وكل القول محتشدُ
إن قيل زايد طال العشب في دمنا
حتى استراح وطال الناس والبلدُ
إن قيل زايد قال العدل كنت به
عدلاً وقال الورى: اَلْعدل والرغدُ
جاء العيد الوطني أعاد ذكراه وإن فاز فريق الإمارات لكرة القدم كان ذلك جنى من ما غرسته يدا زايد وإن قررت “الخدمة الإلزامية”، كان ذلك من إلهام زايد الذي غرس الوطنية في النفوس، وهذه الحالة التي تطبع علاقة الشاعر بالقائد الرمز تحفز على الدوام خياله لاختراع المعاني الجديدة والتشكيلات الإيقاعية المتنوعة، فكل قصيدة لها ميزاتها المختلفة عن القصائد الأخرى وإن كانت كلها تأخذ من نبع زايد، يقول الصايغ من قصيدة: “غرس زايد” بمناسبة فوز فريق الإمارات بكأس الخليج لكرة القدم:
يا غرس زايد كرّر شهقةَ الظَفَرِ
ملء اليقين وملء السمع والبَصَرِ
كرّر أيا وطن الكرات معجزةً
فاضت وفاضت من الكرات للكُوَرِ
كأسُ الخليجِ وما أدراك لا صدرت
تلك الصدور سوى عن قوسها النضر
ولا أفاقت سوى في صبح دولتها
شمساً من الشمس أو حلماً من القمر
وكان للشارقة حضور عبر قصيدة “لشارقة العلم” حضور قدم له الصايغ بقوله “الشارقة حاضرة دائما، وأنا أحب الشارقة وأحب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهذه قصيدة من القلب إلى الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية:
وأسبغَ سلطانٌ عليها حضارة
فجدّد تاريخاً عميقاً لها، ضخما
وقال لها سرّ الثقافة فانثنتْ
تجاوزُ نجماً تاه أو تصطفي نجما
لها من إماراتِ الوفاء بشائرٌ
ومن كلّ شهمٍ كان في قومه شهْما
ومن كل كسّابِ الثناء إلى مدى
به يستوي في ذاته وحدَه قوما
ومن زايدٍ تاج السمو الذي بنى
وساق الجبال الشمّ والأنفسَ الشمّا
وختم الصايغ قراءاته الشعرية بقصيدة “شكراً خليفة”، وخليفة وزايد في عرف حبيب الصايغ وهما الشهامة والعزة والوفاء، والشعب والوطن، والحب، يقول الصايغ:
يا نجل زايد مكتوباً على لغة
من عبقر مسكها الإعجاز إذ مُسكا
بل منذ لم تمسك الأيام جذوته
فظل في مبدأ الرؤيا وما انتُهكا
ذا نبض شعبك يروي الغيم من ولهِ
ذا نبض شعبك دفاق به وبكا
شكراً خليفة . لا معنى سواك ولا
مبنى سواك ولا مسعى ولا شُركا
شكراً خليفة من شعب تشكل من
مناقب أرهقته وهي ما ملكا
فليس للشعب إلا أنت يا رجلا
ساق الأماني قطيعاً إذ رمى الشَرَكا .