حديث المجالس (3)

- حديث المجالس - 2025-02-11
- حركة النقد في قطر - 2025-02-06
- حكايات المجالس.. الشعر - 2025-01-05
هو هكذا.. ينطلق كالرصاص، وعليك أن تتقبله، هكذا تعودنا عليه.. فجأة يقاطعك.. فجأة يحتج.. فجأة يقوم.. نموذج خاص من البشر.
كان الحديث بين شخصين همسا في المجلس، فجأة قال: «شاركونا معكم!!»
لم يرد عليه أحد!! هنا ثارت ثائرته واحتج، وكي أهدئ من اندفاعه وطيشه قلت: «يا فلان.. تعتقد مَن الجهة التي ساهمت في قتله؟»
وكأني قد صببت عليه برميلا من البنزين وأشعلت فيه الثقاب، ثار ثورة مضطربة، وقال: «وهل أنا عميل المخابرات؟! أو أعمل في السي آي إي؟!».
قلت: «حاشى لله.. مجرد سؤال.. تخمين… وسؤالي بريء، آسف! أسحب سؤالي، ولماذا الثورة؟! ولو أعلم أنك حساس تجاه السؤال لما طرحت عليك هذا السؤال، هدأ قليلا». ثم أردف: «لست أنا».
قلت: «الحمد لله.. أدري.. كان سؤالي سؤالا بريئا.. كنت أقصد: هل هناك جهة ما؟ بلا شك، وأنت مثلي تتابع الأخبار».
قال بحدة: «لا.. لا أتابع الأخبار، ولماذا أتابع الأخبار؟!»، قلت: «لا حول ولا قوة إلا بالله (اِبْتَلَشْنَا!!)
يا أخي.. كل وسائل الاتصال أكدت أن إسرائيل خططت ونفذت واغتالته، وأنت مع هذا تتهرب وتدعي أنك لا تعرف!!».
«من قال لا أعلم، فقد أفتى، ثم أنا لا أتدخل فيما لا يعنيني؟… فهمت؟!».
«ولكن هذه قضية عامة».
«لمن؟.. أنا لا أدري (وخلاص).. ثم ماذا أستفيد من كل هذا؟! ومثل هذه المواضيع متعددة الرؤوس.. أقصد، الجهات.. والإشاعات، ويقال إن هناك أكثر من جهة ساهمت في اللعبة، وأنا أقول لك (اِبْعِدْ عَنِ الشَّرْ وَغَنِّيْ لَهْ).. ثم اسمع أخي!! دع عنك الثرثرة.. يقال وما لا يقال.. الآن، قضي الأمر، والخوف من الآتي، لأن الذي مَرَّ مَرَّ وانتهى، سواء لديك دليل أم لا، وسواء متأكد أم لا، ولا تنس.. الآخر لديه فريق عمل يخططون على المدى البعيد».
** المصدر: جريدة”الشرق”