حكايات شهرزاد تثري باليه \”ألف ليلة وليلة\”

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية الثقافية-

 أمام حضور جماهيري غفير شهدته دار الأوبرا في الحيّ الثقافي كتارا يواصل باليه ألف ليلة و ليلة عروضه الفنية مؤلِّفا في ذلك بين الشرق و الغرب والأسطورة و الخيال في عمل إبداعي عالمي يعرض لأول مرة في العالم العربي.

 

لم تسكت شهرزاد عن الكلام المباح و لم يوقفها صياح الديك طوال هذه السنين بل ظلّت رواياتها و قصصها حية تتناقلها قريحة المبدعين فتزيدها سحرا إلى سحرها. ما جعل حكايات الألف ليلة و ليلة مصدر الإلهام في عدة فنون وآداب عالمية غربية كانت أو شرقية. و يبدو أنّ الحكايات العجيبة قد استهوت مؤلفي الباليه العالمي أيضا فكانت روعة الالتقاء بين القصة و الحركة و الموسيقى في صورة تستحضر الحكايات القديمة.

 

فاستهوت بذلك الجمهور بمختلف أطيافه وجنسياته ودعتهم للحضور ليرسموا بذلك لوحة جميلة متناسقة تؤكد أنّ الإبداع والثقافة جسر التواصل بين مختلف الشعوب و الثقافات.

 

استمر العرض على مدار الساعة و النصف تقريبا تابع خلالها الجمهور أجمل اللوحات الراقصة المصحوبة بموسيقى نجحت في أن تمزج بين الألحان الشرقية و الغربية الكلاسيكية لتنقل المتابع من محيط المكان إلى عالم الأحلام والخيال.

 

وقد زادت الفرجة إبهارا بفضل ما تحلّى به العرض من ديكور جميل استحضر زخرفات الشرق المفعمة بالألوان والحياة زادته ديناميكية على خشبة المسرح حركات الراقصين بملابسهم المستوحاة أيضا من الأزياء العربية القديمة.

 

يبدأ العرض بمشهد يبين شهريار وزوجته وهما في سعادة و حب لكن بخروج شهريار إلى الصيد و عودته بصفة مفاجئة يجد زوجته في أحضان أحد عبيده فتشتد سرعة الأحداث لتصل إلى العقدة الدرامية التي تتزامن فيها الحركة و الموسيقى مع أداء الممثلين وملامح الخوف والغضب المرسومة على وجوههم.

 

 ثم تتوالى المشاهد التمثيلية إلى أن يلتقي الملك شهريار بشهرزاد لتعرف القصة منعرجا آخر. إذ استطاعت بحكمتها وحيلتها أن تنفذ من المصير الذي لقيه غيرها من النساء كما نجحت في أن تشد الملك إليها إلى أن أصبح لا يطيق فراقها بعد أن أثبتت له صدقها و حبها ووفاءها له.

 

وتقول الحكايات القديمة إنّ شهرزاد تميّزت بالذكاء الشديد والبراعة المطلقة في تأليف القصص، وكانت تروي لشهريار الملك حكايات مترابطة حتى ينتهي الليل لتسكت عن الكلام المباح.

 

وقد ألهمت قصص شهرزاد الكثير من الفنانين أشهرهم ريمسكي كورساكوف الذي ألّف سمفونية شهرزاد. كما كانت حكاياتها مصدرا لإلهام الكثير من المؤلفين و صنّاع السينما والتلفزيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى