«حلب: الحرب والديبلوماسية» للروسية ماريا خودنسكايا غولينيشيفا

يتناول كتاب «حلب: الحرب والديبلوماسية» لماريا خودنسكايا غولينيشيفا، الديبلوماسية في البعثة الدائمة للاتحاد الروسي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف الصادر بنسخته الإنكليزية عن منشورات «ضفاف»، المحاولات لحلّ مشكلة حلب من طريق المشاورات الروسية الأميركية وأسباب فشلها. ويلقي الكتاب الضوء على المحاولات الديبلوماسية والدولية للسيطرة على حلب التي بدأت في صيف 2016 وانتهت في كانون الأول (ديسمبر) من العام نفسه مع ما عُرِف بـ «تحرير» المدينة السورية ذات الأهمية الإستراتيجية وذلك في إطار الاتفاقات الروسية – التركية.
وتتوقف الكاتبة عند الجهود التي بذلتها الدول المعنية (روسيا، إيران، الولايات المتحدة، قطر، المملكة العربية السعودية وتركيا)؛ اضافة الى المحاولات المبذولة من الأمم المتحدة لـ «إنقاذ» حلب. فمن خلال رؤيتها وموقعها السياسي تعالج الكاتبة ما يُعرَف بعملية «تحرير» حلب من خلال آلية عمل السياسة الخارجية والتفاعل بين اللاعبين البارزين على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتسلّط الضوء على الدورين الميداني والديبلوماسي اللذين لعبتهما روسيا في «معركة» حلب.
وفي هذا الإطار تقول فيتالي نومكان كبيرة المستشارين السياسيين للبعثة الخاصة للأمم المتحدة في سورية ومديرة معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم: «إن كتاب ماريا خودنسكايا غولينيشيفا هو التحليل الأول من نوعه في الأدب العلمي الروسي المكرَّس للأحداث الدراماتيكية التي جرت عام 2016 في حلب وحولها». وتضيف: «ينطلق الكتاب من التجربة الشخصية للكاتبة في المعارك الديبلوماسية الساخنة في تلك المرحلة والتي تكمِّل معرفتها البارزة بكل التحولات والانعطافات في أرض المعركة. وتعقّب قائلةً: «إن انغماس الكاتبة الديبلوماسية الشابة والباحثة الموهوبة في تفاصيل معركة شرق حلب التي كان لـ «تحريرها» – دائمًا وفق نومكان – أهمية قصوى في مستقبل سورية». واختتمت نومكان بالقول: «يزيل الكتاب النقاب عن الدور الروسي في حلّ الأزمة السورية».
والكتاب الذي يتألّف بنسخته الإنكليزية من 174 صفحة من الحجم الوسط يعتبر وثيقة تاريخية مهمة صادرة عن أحد أطراف الصراع الدائر في سورية، وهو يتناول الدور الروسي الديبلوماسي والميداني في المعركة التي دارت في حلب، فضلًا عن الدور الإقليمي والدولي الذي لعبته الدول الكبرى بصفتها لاعبًا بارزًا . ويسلّط الكتاب الضوء أيضًا على الدور الذي لعبته وسائل الإعلام في هذا الصراع المشتعل دائمًا من وجهة نظر الكاتبة.
(الحياة)