داخل أدراج كبيرة…للشاعر مهند السبتي

خاص (الجسرة)
أتحدث عن أشخاص
يموتون من البرد
إن هم لم يتقدموا إلى وعودهم
إلى العالم الذي تكلم عن السفر المسموح به
وعن الحب الذي لا يواصل السعال في غرف العزل
وهم ضجرون إلى حد إلقاء أنفسهم
ضجرون من أغنية لا يرددها من أرسلوا كلماتها
ضجرون إلى حد إلقاء أنفسهم
داخل أدراج كبيرة
بحجم كل ما أرادوا له أن يتنفس
أن يمد أغصانه خارجًا
بينما هو الآن لا يمد لخطوة قدما
ولا يطارد الشمس
في ميادين مفتوحة للعيون
بينما يغلقون أبوابهم
كنت جادا اليوم
ربما لأن فمي لا يستجيب
لا أفهم طريقة واحدة للحصول على السعادة
ثم إني لا أفهمها حين تستريح في متاجر حتى لو كانت كبيرة
حتى لو لم يكن يكلف الكثير ما يعرضونه في تجاويفها من ضحكات ملونة
لا أستوعب أن ما أستعجل من سعادة
ينبغي لها أن تسكت في ساعة ما
عندما يغلق أحدهم أبوابه
بينما هو ذاته من تقدم بشكوى من الضجر
ومن نقص حاد للسعادة
في وجوه الناس
قريبا سينفجر الضحك
قريبا سأنتهي من الخوض في شؤون الحجارة
في تدحرجها على حياة آخرين
في استمالة الموت إلى ضحكاتهم
قريبا ستزحف الزهرة إلى أحاديث مقطوعة بالكامل
سوف تقترب الأسرَّة من بعضها
المصابون سوف يتحدثون عن أقدام سليمة
عن السباق الذي يأتي بمنافسين جدد
بأقدام لا تفهم الجلوس
ورئات لا تتعطل فجأة
قريبا سينفجر الضحك لا القنابل
ستنفتح الأبواب للقادمين
ثم إن أحدا لن يتذكر حادثا مؤلما
لن يقول عن العمر الضائع
في مستودعات الخوف
قريبا سيدخل الأعداء في غيبوبة طويلة
سوف يدخلون إلى الحياة على هيئة كوابيس فقط
لا تقطع ولا تهدم حقيقة
ثم إنها لن تجلس في الرؤوس طيلة اليوم
كما لن تنجح في نشر قواتها
في أماكن مأهولة بالضحك