دراسات تستثير الوجدان العلمي لتطبيق المنهج

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

في كتابه الجديد “كتب ومناهج” الصادر عن كنوز المعرفة في عمان يقدم الدكتور وليد محمود خالص سبع دراسات مختلفة، تعقب الباحث في أربع منها أربعة كتب هي: “الوهابيون والعراق” للدكتور رسول محمد رسول، و “الشخصية المحمدية” لمعروف الرصافي، و “ديوان الحلاج” الذي أعده وقدم له عبده وازن، و “صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث” لجويا بلندل سعد.

 

أما الدراسات فهي مقدمات لنصوص شعرية وكتاب عن الدكتور إبراهيم السامرائي وهي: “دمعة وليست مقدمة”، ديوان “من ملحمة الرحيل” للدكتور إبراهيم السامرائي، و “نجوى مع النفس” قراءة أولى في مختارات من أعوام الرمادة لعطا عبد الوهاب، ومقدمة كتاب “إبراهيم السامرائي.. الإنسان والكتاب” لعبدالله يحيى السريحي.

 

ويجمع بين هذه الدراسات المختلفة الاهتمامات البحث عن المنهج والتوق الملح على سيادة مقولاته وإزالة ما علق به من التعجل والانحياز ولن يكون هذا إلا “بالحفر وقراءة ما بين السطور بل وقراءة ما لم يقل، وما لم يقله النص هو جوهر عملية القراءة الحقيقية ففي ظل نظريات القراءة الحديثة والسؤدد الذي بلغه القارىء لم يعد النص حكرا على قراءة وحيدة هي قراءة صاحب النص” كما يقول الدكتور خالص في مقدمة الكتاب.

 

وقد طبق الباحث هذا الكلام في دراساته عن الكتب الأربعة وقرأها بعيون منهجية، مراعيا معرفة مدى تطبيق آليات المنهج وشروطه في مباحثها، والتزم أيضا في دراساته بتقاليد المنهج العلمي واستند الى إلى قوانينه، ويشير الباحث أيضا إلى أن القراءة تخص الكتاب لا الكاتب فبين يديه نص وهو يقرؤه على وفق ما يقتضي المنهج أما بالنسبة لنيات أصحاب الكتب ومراميهم البعيدة فهي ليست من شأن الباحث البتة بمعنى أن الحكم يشمل النص لا صاحبه فالشخصية في هذه الدراسات معدومة أو شبه معدومة وهكذا يجب وينبغي لها أن تؤخذ وتناقش فيما بعد.

 

وفي الدراسات الثلاثة الاخرى رأى الباحث ان هناك ما يجب قوله في نصوصها غير أن المناخ الذي تفيأت بظلاله هو المنهج أيضا وما كان يجب إلا ان تدرس بهذا الشكل فهو حاضر حضورا كبيرا، والنتائج التي توصل إليها في دراساته استنادا غلى مقدمات واضحة ومحددة، ولم يكن بإمكان الباحث كما ذكر أن ينفلت من هذا المنهج في اية وجهة سلكها، إذ يعتقد الدكتور وليد خالص أن المنهج هو الداعي إلى الأخذ به والمحرض على الالتزام بمقولاته.

 

ويعد هذا الكتاب دراسات تحاول أن تعيد للمنهج العلمي هيبته وسؤدده بعد أن ضيعه كثير من أهله كما يذكر الدكتور خالص، وتحاول أيضا أن تلفت النظر وتستثير الوجدان العلمي وتحفز على المشاركة في تطبيق المنهج على كل الدراسات والأبحاث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى