دم العاشقين..للشاعر الطيب طهوري

خاص (الجسرة)

 

(( بعيدا عن النبع..لا أرتوي))*

قالها مصطفى..واختفى

إلى روح مصطفى نطور

 

قالت الأرض لي وهْي تقرأ أنهارها وتواريخها الآتية:

جف نبع المواجد في..

رُشني بدم العاشقينْ..

(ما عشقت)..أجبتُ..

ولكنها الطفلة الغجرية في القلب تحفر أجراسُها اللولبيةُ:

موتى جياعا..

رصاصا على الرأس يعوي..

سنابل  ملتاعةً..

وحرائقَ تمتد حتى الغمامَ..

بساتين تشهقُ فينا..

دويَ قنابلَ..خوفا توزعنا رعدها..

قططا فزَّعا تتكورُ..

تثغو خراف ممزقة الأمهاتِ..

تجف حلوقُ البنات سعالَ دخانٍ..

نساءً يوشوشن أثداءهن الثرى في الخيامِ خريفا وصيفا..

في الصفيح الشتاء..

أو ربيعا يموت على لهثه في الخرائبِ..

عابرة من صواريخ تحصد أشلاءنا..

ورجالا حفاةً حزانى..

بواخر ترصد كف المدى..

ورمالا تغني ثعابينُها:

أيهاذا الغزال الشقي..

أيهاذا العنيدْ..

..ويدي إذ تُسد شرايينُها بالعماء..

…………………….

…………………………

(ما عشقت)..أعدتُ

ولكنه الليل يفتح لي دربه في العويل الطويلْ:

طائرا يتخبطُ..

حوتا يفتت حوتاً..

وأفعى تمص بيوض العصافيرِ..

ريحا معبأة بالسوادِ العظيم تغطي السماء

ما عشقتُ..

دمي صار ماءً..

ومائي هناك / هنا..شربته السِّنينْ..

ثم إني ركضت إليك كثيرا كثيرا..

فلم تأبهي بيَ..

شردتِ فيَ الخطى..

ورحتِ صعودا إلى الرعبِ..

ثوبك شوكا تعريتُ فيهِ..

وغيمك صار الحجارة تُرمى عليك / عليَّ..

وبابك لا تفتحين..

………………………..

…………………………….

(ما عشقت)..اكرر ثالثةً..

ثم أعدو..

أرى ديكك الحبشيَ يغمَّس بالتعب البشريِّ ويُحشى توابل من عرق الكادحينَ..

خروفك يشوى..أرى..

نبيذا يعتقه الجرح في الكتفينِ..

ومائدة من سماسرة ساهرين على جثث البحر منتفخينْ

***

سمعتْ وقْع كفي على شعرها الأرضُ..

لم تلتفتْ..

جرَّت الريحَ حيث الحدائق ذابلةٌ..

والغبار الذي كنت فيه الأنينْ..

قالتِ: الآن هيئ نهاركَ فيك..

الشموس هنا انطفأتْ..

ولا ضوء لي لأريَك بدء الأزقةِ..

أو جهة في الشوارعِ حيث الصدى..

لا بحرَ ..لا صخرَ أعلو..

ولا شجرا أتظلل بي..أوأظلل كفكَ ..لا..

لا جبالَ أوسدها تربتي..

كل شيء هنا أو هناك احترقْ

………………………….

……………………………….

عدوتُ..بعيدا بعيدا..

عوى الذئبُ ..طارت يمامة روحي..

رأيت الخيول صهيلا تردد في الركضِ..

نوقا على الصدر ترغي..

وكنت ..هناك/ هنا رمل نار الحنينْ

***

جفت الأرضُ..

جف دمي..

ولم يبق في شفة الريح غير ارتجاف يدي وهْي تمتد حائرةً لسفوح الجبال التي زلزلتها الحرائق حين بكت عشبها في الظهيرة ،ليلا ..

جف أيضا دم العاشقينَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عنوان قصة للمرحوم مصطفى نطور

سطيف:13/07/2013

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى