دور الورش في تجديد الدماء في المسرح القطري

- حديث المجالس - 2025-02-11
- حركة النقد في قطر - 2025-02-06
- حكايات المجالس.. الشعر - 2025-01-05
هناك حراك مسرحي.. وخاصة في إطار الورش المسرحية واندفاع شبابي بعد فترة امتدت حتى استسلم الجميع لروح القنوط واليأس.. ولكن تجدد الأمل مع قيادة سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وكذلك الدور البارز لسعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون الثقافية. ولا يمكن أن ننكر ما يقوم به الأستاذ عبد الرحمن الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون من دور فعال في دفع عجلة المسرح عبر تعدد الورش والإشراف عليها بعد أن استلم إدارة الثقافة… كل هذا خلق بلا شك محفزًا حقيقيًا لمركز شؤون المسرح ولشبابنا المنتمين للحراك المسرحي.
هناك حراك حقيقي.. وهذا ما كنا نحتاج إليه.. بعد فترة موات كان الكل ينادي أننا أحوج ما نكون إلى إحياء المسرح.. بح صوت النوخذا.. وبو صالح.. وضاعت صرخات ناصر.. وصالح المناعي.. ولكن أخيرًا تحقق جزء من أحلامنا وظهرت البادرة بعد موات امتد بفعل فاعل.. كان إيمان القيادة في الوزارة بأهمية المسرح وأهمية الورش.. فكانت مبادرة «صفوت الغشم»، وها هو فهد الباكر يخوض غمار التجربة عبر كوكبة أخرى من شبابنا.. فهد الباكر فنان قطري مهموم حقًا بالمسرح، ولذا فقد وجه نداءً إلى رفقاء الدرب من أمثال صالح المناعي وفالح فايز وناصر عبد الرضا والأخير مشغول في إخراج العمل الأخير المشارك به في مهرجان الفرق المسرحية الأهلية في الرياض عبر المهرجان الخليجي من بطولة فيصل رشيد وفاطمة الشروقي ومحمد الملا وفرقة أنان السورية..
تاريخ الورش والدورات في قطر تاريخ طويل وأفرزت نتائج جيدة.. بمقدور من أن ينكر أو ينسى مثلاً الدور الهام لورشة المرحوم عوني كرومي أو المرحوم المنصف السويسي أو ما قدمه الفنان يونس لوليدي أو ما قام به من قبل المرحوم هاني صنوبر أو عدد من أساتذة التربية أو الدورات الخاصة في فرقة الدوحة بقيادة النوخذا بوإبراهيم أو قيام الفنان صفوت الغشم بعدد من الدورات والورش للشباب وكذلك شبابنا مثل أحمد مفتاح وفهد الباكر وفيصل رشيد، كما أن عددا من الفنانين أقاموا ورشًا قبل الفعاليات المسرحية مثل الفنان محمود أبو العباس، وذات مساء تم دعوة أحدهم وقدم ورشة في فن كتابة المسرحية.. وأعتقد أنه حضر.. وليته لم يحضر..!!
في إطار الورش أجزم أن الإطار الأبرز خليجيًا وعربيًا الدور البارز للهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة، وهذا ما حفزني على طرح الفكرة على أخي تيسير عبد الله إلى خلق نواة من التعاون بين مركز شؤون المسرح والهيئة؛ خاصةً وأن الهيئة تتعاون مع كل الجهات ومع كل المسارح في العالم العربي من موريتانيا حتى جزر القمر، ولعل آخر هذه الورش التي أقيمت في شهر أغسطس 2024 في موريتانيا وحملت عنوان: «الورشة التكوينية في تقنيات المسرح المدرسي»، ولا شك أن الهيئة وعبر التعاون المثمر مع الجهات الرسمية قد ساهمت في إقامة العديد من الورش في معظم الدول في إريتريا والصومال وفلسطين وليبيا وغيرها من العواصم والمدن.
أعود إلى مركز شؤون المسرح، ومن خلال شهر أغسطس وعبر الفنان صفوت الغشم أتاح الفرصة لعدد من الشباب المتحمس الفرصة للانخراط في ورشة في العرض المسرحي في نهاية الورشة والتي حملت عنوات «ليلة» وحضر العرض عدد من عشاق المسرح ومن شباب المسرح والأستاذ عبد الرحمن الدليمي الذي وزع على المشاركين الشهادات التقديرية، وشهادات المشاركة، بجانب وجود كل من الأستاذ عبد الرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح والأستاذ تيسير عبد الله والمسرحي حمد الرميحي وكوكبة من المسرحيين القطريين، وكاتب هذه السطور.
بلا شك أن أي ورشة مسرحية تحفز عشاق المسرح الحقيقيين وتدفعهم إلى كسب المزيد من الخبرات، هذا إذا كان المدرب من أصحاب الخبرات الفنية لأن المسرح إطار تراكمي لمن يريد أن يستفيد وأضع تحت هذه الكلمة «تراكمي» ألف ألف خط فما زال مثلاً الفنان «علي الشرشني» يلتحق بكل الدورات ويتعلم من كل الدورات والورش سواء أساتذة من خارج قطر أو مسرحيين من أبناء هذا الوطن.
في إطار المسرح.. أعتقد أن الورش لا تخرج بأي حال من الأحوال عن هذه الأطر:
1. ورشة تنمية الخيال.
2. ورشة تقنيات – الإخراج المسرحي.
3. ورشة فنيات الكتابة الدرامية.
الفنان فهد الباكر في الورشة المقامة في بيت السليطي مهتم بالجانب البدني كما أخبرني المسرحي صالح المناعي وهذا جانب مهم، بجانب تمارين الارتجال الفردي والجماعي، وهذا الاتجاه بداية تبشر بالخير خاصة وأن فهد الباكر صاحب تجارب طويلة ومخرج قدم العديد من الأعمال المتميزة، وسوف يقدم نص سعد الله ونوس «الفيل يا ملك الزمان» في نهاية الورشة، وهو كمخرج صاحب تجارب بجانب الفنان فيصل رشيد وأحمد مفتاح وهما الأكثر ثقافة من أبناء جيلهم ومعرفة بتقنيات الإخراج المسرح المعاصر، والمدارس المختلفة مع أن الموضة في هذا الموسم كان استحضار روح ستانسلافسكي وتناسوا روح «ماير خولد.. وبرخت والمرحوم كمال محيسي!!.. ومع أن دور المخرج مهم منذ أن يمسك بتلابيب أول ورقة من النص وينطلق بفكره في بقية عناصر العرض المسرحي والتقنيات إلى أن يصل بالعرض إلى بر الأمان..
باختصار أهمية الورش في سطور:
1. تنمية الخيال والقدرات لدى الممثل لأنه العنصر الأهم في اللعبة المسرحية.
2. تقنيات الإخراج المسرحي المعاصر.
3. فنيات الكتابة الدرامية: أساليب الكتابة، بناء النص بدءًا بصياغة الحوار، الشخصيات، القدرة على التطور، هل الطرح مرتبط بقضية ذات ارتباط بالمجتمع أم قضية كونية، طبعًا الكاتب وثقافته وفكره وثقافة المجتمع والحرية وهذه نقطة مهمة جدًا.
** المصدر: جريدة”الشرق”