د . فاطمة الصايغ: 10 آلاف كلمة إنجليزية ذات أصول عربية

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

أكدت الدكتورة فاطمة الصائغ الأستاذة في جامعة الإمارات، أن الجامعات الغربية رغم اعتمادها منهج الاستقراء والتحليل، ما تزال حتى اللحظة لا تدرس طلابها أي شيء عن الحضارة العربية والإسلامية، ونبهت الصايغ إلى أنه لا حقائق كاملة أمام هؤلاء الطلاب عن جذور حضارتهم الغربية التي قامت على أسس استمدتها من حضارتنا، وذلك يعود لأسباب تتعلق بالريبة والخوف، والنظر إلى الحضارة العربية والإسلامية بوصفها خصما، في حين أنها كانت رافدا أساسيا أمد الغرب بالعلوم الطبيعية والتطبيقية، التي كانت السبب الرئيس في جذور عصر النهضة الأوروبية .

جاء ذلك خلال ندوة “تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب” التي أقيمت مساء أمس الأول في ملتقى الكتاب في إكسبو ونظمتها إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وأدارها حامد بن كرم .

وأشارت د . الصايغ إلى كثرة الكتب والمقالات التي كتبت عن الثقافة الإسلامية في الغرب التي كان ينقصها التحليل وعرض الحقائق، “ما أدى إلى جهل غربي بهذه الثقافة، في حين نشر المسلمون ثقافتهم من الصين شرقا إلى إسبانيا غربا بسبب تعاليم الإسلام السمحة، ومع نشر هذه الثقافة اتسعت رقعة الناطقين بالعربية حينذاك، لكنّ تدهور الدويلات الإسلامية عقب الخلافة الإسلامية مرورا بالفترة الاستعمارية، أدى إلى تجاهل هذه الحضارة” .

ونوهت د . الصايغ ببعض المحاضرات التي أنصفت هذه الحضارة، وجاءت من شخصيات غربية مرموقة، مثل الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في أكسفورد عام 1993 الذي أكد الدور الحضاري للثقافة العربية والإسلامية في رفد الحضارة الغربية والارتقاء بها .

وأشارت د . الصايغ إلى الدور الذي لعبه المسلمون، ليس في نقل وحفظ علوم تراث الأقدمين من الأغريق والرومان والفرس والهنود فقط، بل في الإضافة عليها والإبداع فيها أيضاً، وضربت أمثلة في العلوم والاختراعات والأفكار الجديدة في زمن السبات الغربي وعصوره المظلمة المعروفة بالعصور الوسطى .

ففي مجال الاختراع، أشارت د . الصايغ للعالم الجزاري، الذي طور اختراع الساعة في عام 1206 م، ووضع مؤلفا بعنوان “كتاب المعرفة في علوم الآلات الميكانيكي” وهو الذي قسم الساعة إلى ستة أقسام وخصص واحدا للساعات المائية، كما نوهت بريادة العرب والمسلمين في مجال المكتبات، ونموذج “دار الحكمة” التي تعد الأقدم في تاريخ البشرية . وأشارت إلى “جامعة الأزهر” كأقدم جامعة في العالم، وآلاف المخطوطات العربية التي نقلت من اللاتينية والإغريقية والرومانية والفارسية، التي نقلت بدورها إلى الغرب .

وضربت د . الصايغ أمثلة عن ريادة العرب في “اختراع الكلمة” وأشارت إلى نحو 10 الآف كلمة إنجليزية ذات أصول عربية، وفي مجال القصة أشارت إلى ابن طفيل الذي كتب “حي بن يقظان” التي بدأ الغرب في تقليدها، ولها مكانة بارزة في التراث الغربي، وتنسحب الأمثلة بحسب د . الصايغ على الطرز المعمارية التي نقلها الغرب عن الآثار التي تركها المسلمون في إسبانيا والأندلس .  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى