رجال التحري المتوحشون» بالعربية

أرتو بلانو وعوليس ليما، رجلا التحري المتوحشان، يخرجان للبحث عن آثار ثِساريا تيناخيرو، الكاتبة الغامضة المختفية في مكسيك السنوات التالية مباشرةً على الثورة. وهذا البحث- الرحلة ونتائجها- يطول عشرين سنة، منذ عام 1976 وحتى عام 1996، الزمن القانوني للتيه، من خلال شخصيات وقارات مختلفة في رواية فيها من كلّ شيء: الحبّ والموت والقتل، مصحات عقلية وجامعات، اختفاء وظهور. هكذا يمكن اختصار الجوّ العام لرواية روبرتو بولانيو الضخمة «رجال التحري المتوحشون» (دار الجمل، ترجمة رفعت عطفه)، وهي الحائزة جائزة «هِرالْدِ» للرواية وجائزة «رومولو غايِّغو».
روبِرتو بولانيو (1953-2003) هو روائيٌّ وشاعر مولود في تشيلي، فرض نفسه كواحدٍ من كتّاب أميركا اللاتينية المكرّسين والأشهر عالمياً. نشر روايات ودواوين ومجموعات قصصية عدة منها: «مكالمات هاتفية»، «عاهرات قاتلات»، «الفارس الذي لا يُطاق»، «التزلج»، «رواية صغيرة»، «ليل تشيلي». وتعتبر روايته التي ظهرت بعد موته بعنوان «2666» من أهمّ أعماله على الإطلاق وقد وصفها النقاد بأنها «رواية الروايات العظيمة، لا شكّ في أنّها أفضل أعماله «(آنا ماريّا مواكس، صحيفة «إل باييس»)، ونُشر له ايضاً بعد وفاته «بين قوسين»، و«سرُّ الشرّ» و«الرايخ الثالث».
من أجواء رواية «رجال التحري المتوحشون» بترجمتها العربية: «2 تشرين الثاني- نوفمبر: دُعيتُ وديّاً لأن أُشَكِّلَ جزءاً من الواقعيةِ الأحشائية. طبعاً قبلتُ. لم يكن هناك حفل ابتداء. هذا أفضل.
3 تشرين الثاني: لا أعرف جيدّاً ما تقوم عليه الواقعية الأحشائية. عمري سبعة عشر عاماً، اسمي خوان غارثيا مادرو، وأنا في الفصل الأوّل من السنة الأولى حقوق. لم أكن أريد أن أدرس حقوقاً، بل آداباً. لكنّ عمّي أصرّ وأخيراً أذعنت. أنا يتيم. سأصبح محامياً. هذا ما قلته لعمّي وزوجة عمّي وأغلقت بعدها الغرفةَ على نفسي وبكيت طوال الليل.
(الحياة)