“رحلة صورة” .. تعزّز قدرات شباب التصوير الضوئي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
نطلقت أمس احتفالية “رحلة صورة” التي تقيمها الجمعية القطرية للتصوير الضوئي بالتعاون مع شركة كانون الشرق الأوسط وشركة السلام العالميّة في الحي الثقافيّ، ومن المقرّر لها أن تستمرّ حتى يوم الخميس المُقبل ليتمّ من خلالها تقديم 7 ورش، بدأ منها ورشتان يوم أمس حول موضوعي السفر والأطعمة، بينما سيتمّ تقديم ورشتين أخريين مساء اليوم حول التصوير المعماري، والمناظر الطبيعية، بينما يشهد يوم الغد تقديم ورشة عن التصوير الرياضي وفنّ الطباعة، بينما يتمّ تقديم ورشة كبرى عن الفوتوشوب مساء يوم الخميس المقبل، الذي ستختتم خلاله الورشة، والتقت الراية عددًا من المنتسبين للورشة للتعرف منهم عن الفائدة التي ينتظرونها من إشتراكهم في مثل تلك الفعاليات.
مستحدثات التصوير
في البداية، أوضح الفنان أحمد الخليفي رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للتصوير الضوئي أنه على الرغم من نشاط الجمعية المُتواصل في تقديم الدورات والورش على مدار العام إلا أن تلك الشراكة مع كانون تتيح لهواة التصوير في قطر التعرف على الكثير من المستحدثات في عالم التصوير الذي يتطوّر يومًا بعد الآخر، حيث يتمّ تدريب المنتسبين للورشة على العديد من مجالات التصوير المختلفة بما يضمن إرضاء كافة الميول وتقديم الفائدة لكل المُهتمّين بمجالات التصوير الضوئي أيًا كان نوعها. ورأى رئيس مجلس إدارة الجمعية أن ورشات العمل التي تقوم الجمعية دائمًا على إقامتها تشكل دافعًا هائلاً لأعضاء الجمعية والمُهتمين بفنّ التصوير، وقال: “شهدت قطر اهتمامًا متزايدًا بالتصوير، إذ تلقى هذه الورش تقدير المصوّرين الهواة، ومحبي التصوير التوّاقين إلى تحسين مهاراتهم، ويسمح التركيز على اختصاصات مُختلفة للمشاركين بما يكسبهم فهمًا أعمق لمختلف التفاصيل في أسلوب التقاط الصورة. ووعد الخليفي بتكرار التعاون مع الجهات المتخصصة في مجال التصوير الضوئي، بما يساهم في إحداث تنوّع وتقديم إفادة قصوى للمتدربين الذين يتعرفون من خلال الاحتفالية الحالية المقامة بالتعاون مع كانون على الفارق في تصوير كل مجال من المجالات المُختلفة، منوهًا إلى أن الفعاليات التي تقام على مدار 4 أيام مُتواصلة تشتمل على العديد من الورش العملية والمحاضرات، والدورات المتنوعة في مجالات مختلفة من التصوير الضوئي.
أساليب مختلفة
من جانبه، أشار منسق الاحتفالية عارف العماري إلى أن شركة “كانون” بما لها من باع في هذا المجال تقدّم من خلال مدربيها أساليب مختلفة في التصوير الفوتوغرافي، حيث جمعت الشركة كبار الخبراء في اختصاصات مُختلفة ليتشاطروا معارفهم وخبراتهم من المتدربين، ومن بينهم ستيفان لندكيو، دينيس مالري، عبدالله بو ليلى، لوسي دبليكوفا، ولفت إلى أن التعاون الحالي الذي يُقام بين الجمعية وكانون يعدّ الثاني من نوعه، حيث أقاما معًا العام الماضي أسبوعًا تدريبيًا تضمن عددًا من الورش الهامة التي قدمها كبار خبراء التصوير الضوئي المعتمدين لدى كانون، ولفت إلى أن نجاح التعاون مع كانون العام الماضي كان مشجعًا لكلا الطرفين لتكرار الفعالية بصورة أكثر توسعًا، وأضاف إن هذه الاحتفالية تشهد العديد من الفعاليات الإضافية، وتعتمد فكرتها على جعل المنتسب ملمًا بكل تفاصيل العمل بدءًا من التقاط الصورة ومرورًا على مراحل العمل، وصولاً إلى طباعتها، وهي المرحلة التي أعتبرها هامة للغاية لتحديد حجم الصورة، إلى جانب الورق المستخدم، فضلاً عن تفعيل دور التصوير الفوتوغرافي من خلال إشراك المصورين القطريين وتأهيليهم وصقل المواهب الشابة وتعريفهم على فنون التصوير، وأشار إلى أن الجمعية تحرص على إعداد مثل هذه الفعاليات التي تساهم في تنمية مهارات المشاركين.. وسعيًا منها في تطوير قدرات المصورين والاطلاع على فنون التصوير من قبل مدربين مختصين من أصحاب الخبرة. كما أكّد العماري أن الاحتفالية الحالية تتميز بتركيز الاهتمام على عنصر الطباعة بصفتها مرحلة هامة عند مبدع التصوير الضوئي، خاصة أنه قد لوحظ أن بعض المصوّرين ينقصهم خبرة الطباعة التي تؤدي إلى إخراج الصورة بشكل غير جيّد، رغم جودة الصورة العالية عند عرضها على الأجهزة التكنولوجية، حيث تفقد أحيانًا الكثير من جودتها أثناء الطباعة، ولفت إلى أن الاحتفالية المنتظرة ستشهد تخصيص يوم كامل للفوتوشوب مع التركيز على أهميته بالنسبة للمصوّر على وجه الخصوص، كذلك سيتمّ التعرض إلى تسلسل العمل وطريقة التعامل معه من البداية إلى النهاية، مرورًا بكلّ مراحل العمل وأسلوبه، ونوّه بأن الفعاليات ستشهد طباعة مجانية للأعضاء ومعرضًا مستمرًا على مدار أيام الاحتفالية، بحيث يتمّ تعليق الأعمال التي سيتمّ إنجازها يومًا بيوم، كما سيستمرّ هذا المعرض لفترة بعد الانتهاء من الفعاليات، وأشار إلى أن الجمعية تستعدّ لإقامة عدد من الفعاليات الهامة خلال الفترة المقبلة من أهمها تعاون ستقيمه الجمعية مع جامعة قطر يتمّ من خلاله تدريب طلاب الجامعة على العديد من مجالات التصوير.
إتاحة الفرصة للهواة
بدوره أكّد حمد المفتاح أن الاحتياج إلى تلك الورش بات ضرورة بالنسبة للمشتغلين أو هواة هذا المجال، خاصة أنّ التصوير الضوئي يتطوّر كل يوم عن اليوم الذي سبقه، حيث تتطوّر تكنولوجيا التصوير بسرعة كبيرة، مشيرًا إلى أن انتقال الكاميرا من التصوير الفيلمي إلى الديجيتال أتاح الفرصة أمام هواة التصوير أن يمارسوه، خاصة بعد أن أصبح الأمر أيسر ماديًا، وفي المقابل، فإن تلك التكنولوجيا فتحت بابًا واسعًا للابتكار، وجعلت الأمر يحتاج المزيد من الدورات لمواكبة هذا التطور السريع، وأشاد المفتاح بالدور الكبير الذي تلعبه الجمعية في التعريف والتعليم لهذه الهواية، مطالبًا بتكثيف الدورات بصورة أكبر والعمل المُتواصل على تحفيز الشباب والفتيات للدخول إلى هذا المجال الذي يتّسم بتداخل التقنيات الحديثة والموهبة ذات الحس الفني الرفيع، مضيفًا: الجمعية القطرية للتصوير الضوئي لديها العديد من الامتيازات التي تقدّمها لأعضائها إذا ما تمّت مقارنتها بجمعيات التصوير في بعض الدول الأخرى، وأكّد المفتاح أهمية فنّ التصوير الضوئي، قائلاً إن هذا الفن قادر على مخاطبة العقل والوجدان معًا وفي الوقت الذي يكون فيه قادرًا على توثيق لحظات أو أماكن في غاية الأهمية يقدم أيضًا جمالاً يمسّ القلب، وشبّه فكر المصور بالفنان التشكيلي، فبينما يرسم الأول بالضوء يرسم الثاني بريشته، مضيفًا التصوير هو فنّ يجعل الفنان يرسم بزاوية التقاط الصورة وبالضوء مستعينًا بخياله.
الجانب العملي
وقال الفنان عبداللطيف جيدة إن الجمعية لا تألو جهدًا في سبيل توفير رحلات التصوير وإقامة الورش الخارجية والاحتكاك المباشر مع الكاميرا إدراكًا منها أن هذا يعتبر الأهم من الشقّ النظري الذي لا يتعدى كونه أبجديات للتصوير ومرحلة بداية لا أكثر، حيث تقام تلك الورش بالتوازي مع تلك الدورات التي تقام للمبتدئين والتي تضع أقدامهم على بداية الطريق الصحيح، وأشار إلى أن أكثر ما لفت نظره خلال الفترة الماضية إقبال الفتيات على هذا المجال الذي ظلّ فترة كبيرة ذكوريًا إلى حدّ كبير، حيث شهدت الدورات الأخيرة إقبالاً كبيرًا من جانب الفتيات الراغبات في خوض غمار التصوير الضوئي.