سيدة بريطانية نصحتني بالعمل الإعلامي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*محمود الحكيم
المصدر: الراية
يعتبر عبد الله العمادي أحد الوجوه الإعلاميّة التي برزت مع تطوير التلفزيون، فبالرغم من أنه خريج بكالوريوس تخطيط عمراني عام 2012، إلا أن مواهبه الإعلامية قادته إلى التلفزيون وذلك بعد أن قابل سيدة بريطانية تعمل في مجال التسويق والدعاية، وأكدت له من واقع خبرتها الدعائية أن وجهه يصلح أن يكون وجهًا إعلاميًا ودعائيًا، وقال: طلبت أن تصوّرني في بعض الدعايات للأحداث المهمّة في قطر، وبالفعل وضعتني على واجهة الإعلان الترويجي لمهرجان الدوحة السينمائي كما كنت واجهة مشروع الريل، هذا كان الإرهاص الأوّل في دخولي مجال الإعلام.
عبد الله العمادي اليوم هو ضيف باب “نافذة إعلاميّة” لنطلّ من خلالها على مسيرته الإعلاميّة وآرائه المختلفة في هذا الميدان.
يقول العمادي: موهبتي المميّزة في العرض، وجمال الأسلوب في إيصال الفكرة كان سببًا مهمًا مهد لي الطريق نحو العمل الإعلامي، فقد كان أسلوبي في العرض يستهوي أساتذتي بالجامعة، وقد استغلّ زملائي هذه الميزة لديّ في مشروع التخرّج، حيث طلبوا مني بعد إعدادهم لمادة المشروع أن أقوم بعرضه ومع أني لم أشاركهم في إعداد المادة إلا أنني عرضتها بشكل جميل ومميّز جعل الأستاذ يُعطيني أعلى درجة من بين درجات فريق العمل، ونتيجة لاشتهاري بين أصدقائي بهذه الموهبة أخبرني أحدهم بأن تلفزيون قطر ينظم اختبارات للمُذيعين الجدد وبعد المقابلة خضعت للتدريب مدّة أسبوع فاتصلت بي إدارة التلفزيون لأدخل دورة تدريبية كمُذيع أخبار، واستمرّت فترة التدريب 6 أشهر والمفارقة أن أهلي لم يكونوا يعلمون عن أمري هذا شيئًا، وبعد فترة التدريب تقرّر ظهوري على الهواء مباشرة لأوّل مرة يوم 16 ديسمبر عام 2012، ولم يبقَ على اليوم الوطني سوى يومين فذهبت إلى أمي قبلها بيوم واحد وقلت لها غدًا ضعي مؤشر القناة على تلفزيون قطر لأنهم صوّروا زينة منزلنا التي وضعناها ابتهاجًا باليوم الوطني وسوف تعرض على شاشة التلفزيون في الغد، وفي الغد فوجئت أمي وأهلي بأني مذيع بالتلفزيون وأقدّم نشرة الأخبار، فانهالت عليّ اتصالاتهم يعاتبونني على أني أخفيت عليهم الأمر وهنؤوني.
“ظهور مباشر”
وعن أول ظهور مباشر له على شاشة التلفزيون قال لا أنسى حالتي النفسية في أول ظهور لي على الشاشة، حيث تسارعت دقات قلبي وانتابني شعور غامر بالقلق والاضطراب ولكن الله وفقني وتغلبت عليه وبعد أن أنهيت إطلالتي الأولى سجدت لله تعالى شكرًا على أن وفقني وسمعت أصوات التصفيق والتصفير من كل العاملين بالاستديو تشجيعًا لي وإعجابًا بأدائي.
وعن الدروس التي استفادها شخصيًا بعد عمله بالمجال الإعلامي، قال: لقد أثرت مهنة المذيع عليّ بالإيجاب في الكثير من أموري وأهمها مقدرتي على تمييز أي خطأ لُغوي أو ضعف في مخارج الحروف لأن أذني باتت حساسة لمثل هذه الأمور كما أكسبتني ثقة كبيرة بنفسي وجرأة قوية وكسرت حاجز الخجل الاجتماعي في مواجهة الجماهير.
وحول تواجد المواهب القطرية في المجال الإعلامي قال العمادي: إن إدارة التلفزيون استطاعت الكشف عن مواهب قطرية كثيرة في مجال التقديم التلفزيوني واستقطبت الكثيرين للعمل بالتلفزيون وبذلت قصارى جهدها مع المذيعين الجدد لتأهيلهم وتدريبهم والوصول بهم إلى أفضل مستوى تقديم تلفزيوني سواء في نشرات الأخبار أو في البرامج الحوارية والمسجلة، ولا أنسى الدور الكبير الذي يقوم به عبد العزيز السيد في هذا الجانب، حيث لم يألُ جهدًا في إفادة المذيعين بخبراته الطويلة ومساندتهم في كل المواقف ودعمهم بكل ما يحتاجونه لتطوير مستوى الأداء العملي لهم.
أما أهم سمات المذيع الناجح فيحدّدها العمادي بسمات تكتسب بالتعلم وأخرى موهوبة له من الله، فأما السمات التي يمكن اكتسابها فهي أن يكون لديه الثقافة العامة والمجتمعية التي تجعله مطلعًا على نبض الشارع والقضايا التي تهمّ المجتمع، فضلاً عن تمكنه من التحدث باللغة العربية وإتقانه لمخارج الحروف ودرايته بأسس وقواعد العمل الإعلامي والإذاعي، أن يكون لبقًا متحدثًا بطلاقة، أما السمات الموهوبة فأهمها القبول بالإضافة إلى الكاريزما وسرعة البديهة والذكاء.
وجّه كلمة إلى القطريين الذين يرون في أنفسهم الموهبة الإعلامية ويمنعهم الخجل الاجتماعي.
أقول لهم يجب أن تكون لديكم الجرأة والشجاعة الكافية لاقتحام هذا المجال المميّز، ما دامت الموهبة لديكم فلا تتكاسلوا عن تنميتها وصقلها والاستفادة منها، ويجب أن تسعوا إلى العمل الإعلامي ولا تنتظروا من يطرق أبوابكم لأن الشخص الواعي يبحث عن فرصته ويقتنصها ولا يجلس في بيته ويتباكى على حظه العاثر، والطالع الحسن أن تلفزيون قطر يفتح أبوابه لكل المواهب القطرية فليس عليكم إلا السعي وتقديم أنفسكم للمسؤولين وسوف تجدون الترحيب والاحتفاء كما أن العمل الإعلامي بقطر بات مزدهرًا بفضل القنوات والإذاعات المحلية الكثيرة التي تبثّ من قطر.
ويرى العمادي أن الوضع الإعلامي القطري مزدهر ونلمس فيه طفرة كبيرة خصوصًا في العامين الماضيين، حيث ظهرت وجوه إعلامية كثيرة من قطر واقتحم القطريون المجال الإعلامي بقوة ونجحوا فيه كما أن انطلاقة قنوات محلية جديدة مثل قناة الريان أضافت زخمًا للمشهد الإعلامي بقطر، وعمومًا فقطر ستشهد قفزات إعلامية كبيرة في المرحلة المُقبلة لمواكبة أحداث استضافة كأس العالم بقطر 2022.
لو أسند إليك إدارة قناة تلفزيونية.. ما أهم القرارات التي ستأخذها والأمور التي ستهتمّ بها ؟
لو أسندت إليّ إدارة قناة تلفزيونية فأوّل شيء أراعيه هو الاهتمام بالعنصر القطري والاستعانة به في العمل بالقناة لأنهم الأقدر على تقديم ما يهمّ الشارع القطري وتسليط الضوء على قضاياه وثقافته وهويته، وباختصار هم الأكثر معرفة بالمحتوى الإعلامي الذي ينبغي أن يقدّم إليه كما سأهتمّ بالبرامج الخدميّة المباشرة التي تتواصل مع المواطنين وتستمع إلى شكواهم ومطالبهم.
وعن ظاهرة جلوس الفنان على كرسي المذيع قال إن جلوس الفنان على كرسي المذيع أصبح موضة، هذا لأن الجو العام ليس غريبًا على الفنانين، بالإضافة إلى أن الفنانين عادة ما يكون لديهم قبول وكاريزما جيّدة تجذب المُشاهدين، ومن هنا فالكثير من الفنانين ينجحون كمُذيعين، وفي النهاية التقديم التلفزيوني والعمل الفني بينهما أواصر قربى.
وفيما يتعلق بطموحاته المستقبلية على المستوى المهني قال أنا أطمح أن أكون إعلاميًا ناجحًا وأن أقدّم برامج تفيد المجتمع وتفتح أمامه آفاقًا أرحب في العيش الكريم، كما أتمنّى أن أكون مذيعًا بقناة الجزيرة الإخبارية.
وأخيرًا ومع اقتراب شهر رمضان المبارك قال أنا أحبّ رمضان وأستمتع بأيامه ولياليه فهو شهر كله خير وبركة، وأنا أقضي يومي عادة بنظام محدّد، حيث أذهب للدوام وأعود بعد العصر وأحرص على قراءة القرآن حتى يؤذن للمغرب فأفطر وبعدها أحرص على صلاة العشاء والتراويح ثم أنطلق إلى صالة الألعاب الرياضيّة لأمارس هواية الرياضة ثم أذهب إلى المجلس لألتقي أصدقائي وأحبتي.