شجرة مستيقظة على الدوام.. ل -علي الحمزة-

-علي الحمزة-
(1)
لا الليل يعفيني ولا النهار
كشجرة مستيقظة على الدوام
تتساقط ورقة ورقة
لحظة لحظة
دمعة دمعة
ويمتد الجذر في طين الحياة
أستبدل الألوان والأمراض، المواسم والطيور
ويشفع لكل هذا حبل يربطني بجذع أخرى
يحمل الأطفال ويعلو بهم نحو ذروة الإبتهاج وحدود التأرجح
ماعاد يعنيني أن أكون مستقيماً أو منحني
ففكرة الإستقامة للخطوط
وخصلة الإنحناء لذات الخطوط حين تصاب بالإنكسار
الفكرة في روحي حين ينبثق الرجاء نحو المحاولة
والخصلة في ملامحي حين ينعطف الرجاء نحو الفشل.
(2)
جلسنا مقرفصين كالزوايا
نلجم الأقدام بالأيادي
نتنصّت من خلف الجدران
ماذا تهذر الحرب في الخارج
ومثل كلّ مرّة
يبوح لنا السّقف بالسّر.
(3)
لو قسنا الطريق بالحروف
المسافة بيننا عشر جثث
لو قسنا الطريق بالأرقام
المسافة بيننا جثث عشر
هنا تكمن خدعة المكان
عشرة منّا ماتوا في الطريق إليكم
عشرة منكم ماتوا في الطريق إلينا
في أول خطوة للكلام كان الألف سكيناً
في أول خطوة للعد كان الواحد سكيناً.
(4)
تخيلي وأنتِ هناك
أبحث عنكِ هنا
تخيلي لو وجدتكِ هنا
وأنتِ هناك
أو وجدتكِ هناك
وأنا هناك
تخيلي لو كاف الإشارة المشئومة هذه
كانت ضميراً
أو زائدة
أو تقاسمناها سويّةً كما كنا نفعل بألف الاثنين
تخيلي لو خيّبتِ ظنّها لمرّة واحدة
وتركتِها وحيدةً هناك
وكنتِ هنا.