شهادات عابرة للحدود

- شهادات عابرة للحدود - 2025-08-11
- التلاعب الثقافي - 2025-07-20
- بيت العود - 2024-09-29
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في القيادة وتطوير القادة، وكاتب ومحاضر أمريكي متخصص في تنمية المهارات القيادية وبناء فرق العمل، وصاحب أكثر من 80 كتابًا تُرجم معظمها إلى عدة لغات.
يقول ماكسويل: «سر نجاحك يحدده جدول أعمالك اليومي، فنجاحك برمته يعتمد على ما تفعله اليوم، وكما تعلم فالنجاح لا يحدث بين عشية وضحاها، والقاعدة ذاتها تنطبق على الفشل أيضًا، إذ إن كلًا من النجاح والفشل عملية ذات مراحل، وكل يوم في حياتك ليس إلا تحضيرًا لليوم الذي يليه؛ ومن ثم فمستقبلك هو ثمرة ما تفعله اليوم». هذه الفلسفة المهنية تجعل من كل تقييم أو شهادة فرصة لتحسين خطوات الحاضر وضمان جودة المستقبل. فالإنسان بطبيعته يمارس فعلًا إنسانيًا عالميًا لا تحده لغة أو مكان. وحين تصدر هذه الممارسات بصدق وموضوعية، تصبح أداة لبناء الثقة وترسيخ ثقافة مؤسسية قائمة على النزاهة والمسؤولية، سواء في بيئة العمل أو خارجها. والتجارب التي نقرأها من ثقافات متعددة تذكرنا بأن القيم المهنية الكبرى مثل الاحترام، والجودة، والمصداقية، والإتقان هي مشتركة بين جميع البشر. فحين يصف شخص في بلد بعيد إنجازه أو يثني على أداء فريقه بنفس الدقة التي يذكر بها آخر تجربته مع منتج أو خدمة، تكون الرسالة واحدة: التفوق ليس حكرًا على بيئة محددة، بل هو ثمرة التزام حقيقي بالمعايير. ومن هنا، يبرز دور القائد في بناء الفرق وتوجيهها، من خلال الإيماءات البسيطة والتصرفات التي تحدد الممارسات، والتي قد تتجاوز المهام اليومية لتكون دعمًا ومساندة حقيقية. المهم أن يعرف الإنسان ما خُلق لأجله، ويجعل منه نمط حياة. وفي هذا المعنى، يقول ستيف جوبز «إن كامل سر الحياة الناجحة هو أن يكتشف المرء ما هو مُقدَّر له أن يعمله، ثم يعمله». فحين يكتشف الإنسان شغفه الحقيقي، تتحول شهاداته عن العمل إلى انعكاس لإتقان نابع من الداخل، ويتجاوز شغف الهواة إلى مسؤولية المحترفين.
إن قوة بيئة العمل لا تقوم فقط على الرؤية والاستراتيجية والموارد، بل على القصص التي يرويها أفرادها عن صدق الأداء، وعدالة التعامل، وروح الفريق. هذه الشهادات، مهما اختلفت لغاتها ومصادرها، تظل جسرًا من القيم الوظيفية التي تصل بين الأفراد، وتلهمهم للاستمرار في تقديم الأفضل بلا حدود.
@maryamhamadi
** المصدر: جريدة “العرب”