صارت تُسمى فلسطين

أُمُّ البِدَايَاتِ أُمُّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ.

(محمود درويش ـ على هذه الأرض)

رغم كل هذا الدم، يبقى على هذه الأرض ما يستحق الحياة. تثبت الأحداث كل يوم أن فلسطين هي أم البدايات وأم النهايات. هذه ليست مجرد بلاغة شاعر كبير، لقد نفذ محمود درويش في دواوينه الأخيرة إلى الخلاصات ما جعله شاعرًا كونيًّا ورائيًا عظيمًا.

الوحشية التي لم تُفرِّق بين مقاتل وشيخ ضعيف وامرأة وطفل خديج، أعادت الصراع إلى نقطة البدايات. كل شيء في الحرب على غزة يشبه تلك البدايات الوحشية التي لم يزل بعض شهودها أحياءً.

عاد الصراع إلى نقطة الصفر، وقد بذلت الدول العربية وبذل ممثلو الشعب الفلسطيني ما بوسعهم من أجل السلام، لكن إسرائيل تصر على الإبقاء على الصراع كصراع للوجود، وإذا بالنهايات تشبه البدايات.

 أيًّا ما كانت نتيجة المواجهة الدموية، هناك شعب يرفض الفناء، وتبقى حرب القصص أهم الحروب، وإن كان من نتيجة لجحيم غزة، فهي بروز وجهة النظر الفلسطينية التي تعرضت للحصار طوال خمسة وسبعين عامًا، بينما تتراجع قصة الغرباء المفبركة والمفروضة بالزيف.

حرب القصص تحدد النتائج النهائية، وليست الحرب العسكرية. وقد بدأ العالم يفهم ويتعاطف. وفلسطين الدولة التي ظلت مستحيلة طوال عقود صارت لها ملايين الأعلام في شوارع العالم.

ولأن الإبداع دليل مهم على وجود شعب يتطلع إلى الحياة؛ نحاول في هذا الملف تقديم التفسير الثقافي لفهم القادم، والاحتفاء بالإبداع الفلسطيني وأعلامه، الدليل الأهم على الوجود الفلسطيني العنيد واستمراره.

«التحرير»

** المصدر: مجلة”الجسرة الثقافية”. العدد: 63

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى