صوفي بطرس: أتمنى أن أضيف بصمتي على الدراما اللبنانية

جوسيلين الأعور

يشارك فيلم «محبس» للمخرجة صوفي بطرس في «مهرجان دبي السينمائي» في أوّل عرضٍ له أمام الجمهور، ليصل إلى الصالات اللبنانية في شهر آذار المقبل. تعوّل صوفي على تجربتها السينمائية الأولى، وتشعر بالتفاؤل حيال السينما اللبنانيّة. وبرغم الأصداء الإيجابية لوقوفها إلى جانب شقيقتها الفنانة جوليا بطرس وتأديتهما معاً أغنية «حبيبي» خلال الحفل الذي أحيته جوليا في الصيف الفائت، تستبعد احتراف الغناء كلّيا.

ماذا عن «محبس» الذي سيشارك في مهرجان دبي السينمائي المقبل؟
ـ بدأت العمل على نص «محبس» مع صديقتي وزميلتي المنتجة والكاتبة الأردنيّة ناديا عليواتي منذ نحو الثلاث سنوات، ثمّ استطعنا تأمين إنتاج للفيلم، فقمنا بتصويره في صيف 2015، وكان جاهزا للعرض قبل صيف 2016. أنا سعيدة جداً بمشاركته كعرض أوّل في «مهرجان دبي السينمائي» الذي يبدأ في السابع من شهر كانون الأوّل، لأنّه مهرجان عزيز على قلبي، أولاً لأننا أنا وناديا نعيش في دبي، وثانياً لأنّ هذا الفيلم شارك في مراحله الأولى، حين كان ما يزال على الورق في ورشة عمل للكتابة والإنتاج بالتعاون معTorino » Filmlab » ومهرجان دبي السينمائي، وهذا البرنامج يدعى Interchange الذي من خلاله عملنا على تطوير النص.
أنتظر موعد عرض الفيلم أمام الجمهور في الإمارات العربية بفارغ الصبر وبقلق كبير، خصوصاً أنّه متنوّع ومن جنسيّات مختلفة، وهو الشعور نفسه الذي يساورني حيال العرض في الصالات اللبنانيّة، لأنني على يقين أنّ الصدى الجماهيري الإيجابي الذي يلاقيه العمل هو المكافأة الأغلى والأثمن.

كيف كانت تجربتك مع هذا الفيلم، وبخاصة أنها الأولى لك في الإخراج السينمائي؟
ـ كان لي تجارب في الأغنيات المصوّرة، حيث كنت أحرص على العمل على قصص قصيرة، لأنني لا أحب الصورة المصطنعة للفنان، وأركّز على الشخصية. تجربة الفيلم كانت مختلفة كلياً لأنّني لم أكتب في حياتي نصاً سينمائياً، وأعترف بأن التعاون الذي جمعني بناديا عليوات أضاف إليّ الكثير على المستويين المهني والشخصي، لأنني أفكر مع شخص يحترف الكتابة، وكلتانا تدفع الأخرى إلى الأمام للحصول على النتيجة الأفضل، إلى جانب العين الناقدة ضمن فريق العمل، التي تهدف إلى التحسين.

وعلاقتك مع الممثلين في الفيلم؟ هل التعامل مع محترفين أمر سهل أم صعب؟
ـ يشارك في فيلم «محبس» مجموعة من الممثلين أبرزهم جوليا قصار وعلي الخليل بيتي توتل وسيرينا شامي (لبنان)، بسام كوسا، ندين خوري وجابر جوخضار (سوريا) إلى جانب باقة من الأسماء المعروفة. وهنا ألفت إلى أنّ التعامل مع الممثلين المحترفين لم يكن أسهل من العمل على ممثلين لديهم تجربة أقل، فبرأيي أنّ الثقة التي تُبنى بين المخرج والممثل هي التي تبقي دينامية العلاقة مهما كانت خبرة الممثل طويلة أو متواضعة. لأنّ احتراف الممثّل يؤدي الدور الرئيس في هذه العلاقة أكثر من سنوات الخبرة. هذا تماماً ما حصل مع بطلة العمل جوليا قصّار التي تؤدي دور تيريز، حيث عملنا معاً على الشخصيّة، وجمعتنا الثقة العالية التي جعلت العمل يسير بسهولة وسلاسة.
خطوة إيجابية

كيف تقيّمين مستوى السينما اللبنانية اليوم في ظل الأعمال العديدة التي نشاهدها في الصالات؟ وعلى أي صعيد تعاني النقص؟
ـ حتماً، أنا لست في موقع تقييمي أو نقدي للسينما اللبنانية، ولكن ما يمكنني قوله إنّ تعدد التجارب هو بحد ذاته خطوة إيجابية، لأنّه يعمل على تعزيز الخبرة، بغض النظر على المستوى المتفاوت للأعمال التي نشاهدها أو الخطوات الناقصة، فالعمل سيجعل القيمين عليه يتعلمون من الأخطاء المرتكبة ليبنوا التجربة على أساسه. لذا أجد أنّ هناك نوعاً ما أملاً، خصوصاً أنّ المشاهد اللبناني بدأ يعتاد وجود الفيلم اللبناني في صالات السينما. شخصياً أثق بأي إنتاج وأشاهده بغض النظر على تفاوت المستويات. ولكنني أظن أنّ الشحّ في النصوص أو في حرفية كتابة بالنص هو المشكلة الأساس، والأمر لا يمكن حلّه إلا إذا تمّ التركيز في الجامعات على كيفية كتابة النص الروائي للسينما أو التلفزيون، وتطور هذه الخطوة سيغيّر الكثير، لأنّ نجاح العمل لا بدّ أن يرتكز على النص الجيد.

هل من الممكن أن نرى أي فيديو كليب جديد بتوقيع صوفي بطرس قريباً؟
ـ أستبعد العودة إلى إخراج الفيديو كليبات، وإكمال مسيرتي على هذا الأساس، الأمر ليس مستحيلاً، ولكن قد أفعله على سبيل الصدفة أو الاستثناء.

وماذا عن احتراف الغناء خصوصاً بعدما شاركت شقيقتك الفنانة جوليا بطرس في إحدى أغنيات حفلها الأخير؟
ـ التجربة كانت آنيّة وظرفيّة وممتعة بالفعل، وكانت بمثابة ترسيخ للعلاقة العميقة التي تجمعنا، فجوليا أحبّت مشاركة الجمهور هذه العلاقة. إلى جانب ذلك أديت أغنية جينيريك نهاية فيلم «محبس»، لكن الأمر فعلاً يتوقّف عند هذا الحدّ، ولا أفكر مطلقا باحتراف الغناء.

هل تتابعين الأعمال المسرحية والدرامية اللبنانية؟
ـ بحكم إقامتي في دبي منذ نحو خمسة عشر عاماً، يصعب علي متابعة المسرح اللبناني، إلا إذا صودف وجودي في بيروت. أما على صعيد الدراما، فلا أتابع مسلسلات متكاملة، بل حلقات لأرى العمل. أتمنى أن يكون لي نصيب يوماً ما أن أضيف بصمتي إلى الدراما اللبنانية، وهو أحد الطموحات التي أحب تحقيقها. ولكني حتماً سأبحث عن النص الجيّد، المكتوب بطريقة متكاملة مترابطة، وشخصيات حقيقية عميقة يمكن تصديقها، وعلاقات واضحة.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى