عبقرية قطرية.. عبدالعزيز الناصر

(الجسرة ) -خاص
بقلم: أ ابراهيم الجيدة
– رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة
يشكل الموسيقار القطري الكبير الفنان/ عبدالعزيز ناصر عبيدان، رقماً صعباً في مجال الموسيقى والتلحين، ذلك أن هذا الموهوب القطري قد ساهم بجهد وافر في تعريف الغناء والموسيقى في دولة قطر الى العالم المتحضر.
وقد تفجرت موهبته في مرحلة صباه المبكر، وتفكيره المستقبلي في مجال الموسيقى والغناء قد سبقت عمره، واختزنت ذاكرته كل تلك الأهازيج والأغاني والإيقاعات التي ارتبطت بالذاكرة الجمعية، وصاغ من خلالها أعذب الأغاني والألحان، وكان إلتحاقه بالمعهد العالي للموسيقى العربية في قاهرة المعز مع الفنان حامد نعمه، ومحمد رشيد، خطوة هامة ومؤثرة في حياته، ذلك أن رحلة القاهرة قد خلقت وشائج مع زملاء الرحلة هناك مثل الشاعر مرزوق بشير، المرحوم/ محمد الساعي، الفنان القدير محمد رشيد، الفنان علي عبدالستار، الشاعر عبدالله الجابر، وكوكبة من أبناء قطر يعتبرون النواة الأولى للأغنية القطرية الحديثة.
فإذا كان سالم فرج، إبراهيم فرج، إسماعيل القطري (إسماعيل محمد كاظم الأنصاري)، إدريس خيري، وغيرهم قد شكلوا النواة الأولى في إطار الغناء المرتبط بفن الصوت والبسته وتلك الآلات الإيقاعية البسيطة.
فإن ما أحدثه الموسيقار بوسعود يعتبر نقلة نوعية حقيقية في مسار الغناء وعبر ألحانه غرد كوكبة من نجوم قطر مثل – محمد رشيد، محمد الساعي، ناصر صالح، صقر صالح، علي عبدالستار، سعد حمد، فهد الكبيسي، وغيرهم، كما أن انتشار وتميز ألحانه قد حُملت عبر أصوات محمد قنديل، كارم محمود، لطفي بو شناق، علية التونسية، إبراهيم حبيب، طلال سلامه، عبدالله الرويشد، وعشرات الأصوات عبر الشرق والغرب، وما عبرت عنه الفنانة المغربية نعيمة سميح، شهادة حق عندما قالت”الحان هذا الفنان تمنح الفنان ألقاً آخر، إنه فنان لم يغرف من بئر الآخرين ولكن له معينه الخاص”، إرتباط هذا المبدع القطري الكبير بنادي الجسرة أرتباطٌ وثيق ليس لأنه قد (رأى النور) في منطقة الجسرة. ولكن لأنه يعتبر واحداً من أقدم الأعضاء الذين ساهموا مساهمةً فعالة في إنطلاق وبروز نادي الجسرة بعطائه الذي لم يتوقف ابداً.
عبدالعزيز ناصر. مبدع، مثقف، مهموم مع هذا بقضايا الإنسان وقضايا الوطن الكبير من الماء الى الماء. وحياته لاتخرج عن البحث الدؤوب عن الإبداع بدءاً كما أسلفت باستحضار وتجديد وتطوير الفلكلور المحلي مثل العيدود، أم الحنايا،وكرانكعوه، والنافلة، وعشرات الأعمال الذي كان لهذا الفنان السبق في نفض الغبار عنها، مروراً بطرح إبداعات كبار الشعراء مثل( نزار قباني، هارون هاشم رشيد، معروف رفيق، الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، الدكتور حسن النعمه، وغيرهم)، كما أن هذا الفنان لايتوقف عند إطار غنائي محدد، فهو ينتقل من الغناء العاطفي إلى الأغنية الوطنية، إلى الأغاني الوصفية، ذلك أن الكلمة تؤطره دائماً بإطار خاص من الإبداع.
الموسيقار الكبير بو سعود، تاريخ من الإبداع، ومع العديد من هواة الغناء وقد كسبوا الكثير من ألحانه عبر أغنية ( واقف على بابكم) أو حتى (سوق واقف) فإن هذا الإنسان الفنان لا يبحث عن المكتسبات الآنية ولم تشغله قشور الحياة من وظيفة أو تكريم ، مع أنه قد حصل على جائزة الدولة التقديرية، والأوسمة من الدول العربية مثل وسام من سلطنة عمان، وقد حصد العديد من جوائز التقدير، كما حصد الجوائز المختلفة في المسابقات المختلفة، يكفي أن أغنية (تصدق ، من كلمات رفيق دربه الشاعر عبدالله الجابر وغناء القدير لطفي بوشناق) قد حصلت على أكثر من جائزة في أكبر حفل إعلامي- مهرجان الإذاعة والتلفزيون في مصر- أما ترنيمته في حب الوطن، فترنيمة أزلية، منذ أن صدح ذات يوم المرحوم/ محمد الساعي بأغنية الله ياعمري قطر… مروراً بآخر الترنيمات بصوت الفنان سعد حمد من كلمات الدكتور حسن رشيد(احبك موت) وضمت مجموعة من أبرز الأسماء القطرية بدءاً من يوسف الحميد، حسن المهندي، عبدالرحمن المناعي، محمد عبدالوهاب الفيحاني وأحمد بن يوسف الجابر.
الغريب في أمر هذا المبدع القطري الكبير ، أن هناك من يتناول سيرة بعض فناني الملاهي الليلية وتستحضر سيرة اصحاب من لايملكون المواهب ولم يشمر احد عن ساعد الجد، كي يتناول سيرة هذا الموسيقار في رحلة تمتد الى مايقارب النصف قرن. يكفيه شرفاً أنه ملحن النشيد الوطني القطري (قسماً بمن رفع السماء)
مع هذا فهو فنان ساهم في بلورة وحضور اسماء عديدة في مسار الغناء، وساهم في إبراز الطاقات الشعريةالمحلية والعربية.
فنان لايعرف الأنا همّه الأول الإيثار، وأن يحلق بالأغنية القطرية إلى كل الفضاءات.
سؤال أخيراً : القدير بوسعود متى تسهم في إثراء المسرح القطري عبر مسرحية غنائية يسهم بها معك النواخذة بو إبراهيم تأليفاً وإخراجاً؟ مجرد سؤال، ومتى تطرح سيمفونية قطرية الملامح بعيداً عن سيمفونيات الآخر التي لاتخرج عن نغمات ( دياية الصفرة كلوها!!) – وخليلوه كلب نبح جاتة الرصاصة وإنسدح.
عبدالعزيز ناصر إننا في نادي الجسرة نفتخر بعطائك المتجدد كما تفتخر الحراك الإبداعي بمبدعٍ قطري حمل مشعل العطاء وغذى الذاكرة الغنائية بكل ماهو جديد وجدير بالإحترام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالعزيز ناصر …….. في سطور
عبدالعزيز ناصر أحمد العبيدان
1 – مؤسس فرقة الأضواء – أول فرقة فنية تكونت من قسمين- قسم للمسرح وآخر للموسيقى، والتي أنشأها مع مجموعة من شباب مدينة الدوحة الموهوب في فبراير 1966.
كان لهذه الفرقة الفضل في بروز العديد من المواهب في مجال الغناء والمسرح على الساحة الفنية القطرية.
كما كان لفرقة الأضواء دوراً في تكوين وتأسيس مراقبة الموسيقى والغناء بإذاعة قطر عام 1968 حيث انضم عدد من أعضائها الى المراقبة كموظفين رسميين وكنواة لتكوين أساس المراقبة.
2 – التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة وحصلمنه على شهادة البكالوريوس بتقدير امتياز عام 1977.
3 – اهتم بالتراث الشعبي القطري وقدم أعمالاً غنائية استوحاها من ذلك التراث مثل : أم الحنايا – العايدو – الكريكعان “الكرنكعوه”.
4 – اهتم بالأعمال الغنائية الإنسانية وقدم أعمالاً غنائية تناولت قضايا قومية وانسانية وعاطفية مثل : المجاعة – احبك ياقدس – محمد رسول الله – آه يابيروت – أصدر للورق همي – تصدّق – ولهان ومسير – حسايف – عندي أمل – آه لو تدري وتعلم – ياقدس ياحبيبتي – سمعتك لو يتروالي.
5 – قدم أعمالاً غنائية وطنية مثل : الله ياعمري قطر – عيشي ياقطر – الهدف واحد – عروس الأرض – فديت ترابك.
6 – لحن العديد من الأناشيد الوطنية مثل : نشيد الشباب – ياقطر أنت الحياة – نشيد القسم والذي اعتمد كأول نشيد وطني رسمي لدولة قطر عام 1996.
7 – يشغل منصب المراقب العام للموسيقى والغناء بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ عام 1980، ورئاسة لجنة مراقبة النصوص والألحان.
8 – حصل على العديد من شهادات التقدير وأوسمة التكريم منها : وسام التكريم من قادة وملوك دول مجلس التعاون في مسقط – سلطنة عمان عام 1989 .
9 – وسام التكريم من مهرجان الخليج السابع للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بمملكة البحرين عام 2001.
10 – وسام التكريم من معهد حلب للموسيقى بسوريا عام 2002.
11 – وسام التكريم من المهرجان العاشر للإنتاج الإذاعي والتلفزيون بجمهورية مصر العربية عام 2004 + وسام التكريم من المجمع العربي للموسيقى العربية عام 2013.
12 – حصلت مجموعة من أعماله الجوائز الذهبية وشهادات التقدير مثل : أغنية (تصدق) من أداء لطفي بوشناق التي حصلت على جائزتين ذهبيتين عن أفضل لحن وأفضل اداء في المهرجان نفسه من العام نفسه.
وأغنية ياقدس ياحبيبتي التي حصلت على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون عام 2001.
وأغنية (الطفل والعصفور) التي حصلت شهادة تقدير من المهرجان نفسه.
13 – حصوله على جائزة الدولة التقديرية في مجال الموسيقى عام 2006.
14 – عضو مجلس أمناء أكاديمية الموسيقى في قطر + عضو المجمع العربي للموسيقى العربية “ممثل دولة قطر”.
15 – سجلت وطبعت مجموعة من أعماله الغنائية والموسيقية في البومات غنائية :
1 – ألبوم من وحي التراث القطري.
2 – البوم الله ياعمري قطر.
3 – ألبوم الإنسان والأرض.
4 – ألبوم ولهان ومسيّر.
5 – ألبوم وطن الإحساس.
6 – ألبوم عيشي ياقطر.
7 – ألبوم أصدر للورق همي.
8 – ألبوم ياقدس ياحبيبتي.
9 – ألبوم من وحي التراث العربي.
10 – لأجلك يافلسطين.
11 – قمعستان.
12 – أحبك موت.
13 – سفينة الأحزان.
والتي شارك في ادائها عدداً من كبار مطربي الوطن العربي أمثال :
(سعاد محمد – كارم محمود – لطفي بوشناق – علي الحجار – عبدالله الرويشد – عبدالمجيد عبدالله – لطيفة – أحلام – إبراهيم حبيب – نعيمة سميح – مدحت صالح – أصالة – هاني شاكر – ماجد المهندس – طلال سلامة – ريهام عبدالحكيم – صابر الرباعي – غادة رجب).