عروض لأبرز ما في السينما والجوائز للشباب

بشار ابراهيم
أقفلت الدورة الـ13 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، بانفتاحها الواسع على مستقبل السينما المُنتظر، سواء من خلال احتضانها برنامجاً خاصاً في إطار «سينما الواقع الافتراضي»، أو بالنظر إلى فيلم الختام «روج وان: قصة حرب النجوم» (ثلاثي الأبعاد)، بتوقيع غاريث إدواردز، في عرضه العالمي الأول، لتنطلق عروضه في صالات العالم بعد يومين من ذلك. الانفتاح على مستقبل السينما، والتحرّك صوبه عربياً، كانا وراء القصد من جوائز «المهرجان»، و «الملتقى»، و «آي دبليو سي»، و «الداخلية»، و «الجمهور»، التي تصبّ كلها في طاحونة العجلة الإنتاجية العربية، لعلها تدفعها خطوة نحو الأمام.
تطوير الإنتاج أيضاً
لا يكتفي «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بالاحتفاء بما استطاع الحصول عليه من عروض عالمية ودولية أولى، لأفلام عربية وعالمية كبيرة ومتميزة، وإن كانت هذه من أهمّ مقاييسه لنفسه، ورصده تطور أدائه، سنة بعد سنة، ودورة تلو أخرى. إنه يضيف إلى ذلك قدرته على تطوير الشقّ الصناعي لديه، من رصد أداء «سوق دبي السينمائي»، على مستوى الصفقات التي انعقدت، والمشاريع التي انطلقت، والمشاهدات التي تمّت، والوعود التي حيكت، لتتكامل دائرة الدورات والمهمات التي وضعها المهرجان، وألزم بها نفسه، وبالنظر إلى التطوّر الذي تشهده «منصات العرض»، و «المكتبة الرقمية»، وتعزيز الشراكات، و «نادي دبي للمستثمرين».
ستكشف وقائع العام المقبل (2017) أن عدداً وافراً من الأفلام العالمية، التي احتلت المراتب الأولى، على الصعيدين النقدي والجماهيري، وعلى صعيد الجوائز، ترشيحات وفوزاً، مرّ على شاشات «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، في برامجه المختلفة، بدءاً من حفلي الافتتاح والاختتام، مروراً ببرنامج «سينما العالم»، و «سينما الأطفال»، والعروض الخاصة. وسننتبه إلى أن أهمّ الأفلام العربية التي ستكون أبرز عناوين مهرجانات السينما العربية، للعامين المُقبلين، ستكون من ضمن ما عرضته شاشات الدورة الـ13، التي قطفت العروض الأولى لنخبة من أهمّ وأبرز الأفلام العربية، الطويلة منها والقصيرة، الروائية وغير الروائية.
طوى «مهرجان دبي السينمائي الدولي» دورته الـ13 إذاً، في حضور الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي قام بتوزيع الجوائز على الفائزين. ففي مسابقة «المهر الإماراتي»، فاز ياسر النيادي بجائزة أفضل مخرج، عن فيلمه القصير «روبيان»، وفاز عبدالله الكعبي بجائزة أفضل فيلم إماراتي طويل، عن فيلمه «الرجال فقط عند الدفن»، وفازت شذى مسعود بجائزة أفضل فيلم إماراتي قصير، عن فيلمها «مَمْسوسْ». وفي مسابقة «المهر الخليجي القصير»، فاز السعودي محمد الهليل بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، عن فيلم «300 كم»، وفاز السعودي بدر الحمود، بجائزة أفضل فيلم خليجي قصير، عن فيلمه «فضيلة أن تكون لا أحد». وفي مسابقة «المهر القصير» العربي، فازت اللبنانية مونيا عقل بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، عن فيلمها القصير «صبمارين»، وفاز التونسي مهدي البرصاوي بجائزة أفضل فيلم قصير، عن فيلمه «خلينا هكا خير».
في مسابقة «المهر الطويل»، فازت المخرجة إليان الراهب بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، عن فيلمها غير الروائي «ميّل يا غزيّل»، وفاز اللبناني ماهر أبي سمرا بجائزة أفضل فيلم غير روائي، عن فيلم «مخدومين»، وفاز العراقي حسين حسن بجائزة أفضل فيلم روائي، عن فيلم «العاصفة السوداء»، وفاز المصري محمد حمّاد بجائزة أفضل مخرج، عن فيلمه «أخضر يابس»، وفاز المصري علي صبحي بجائزة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم «علي معزة وإبراهيم»، وفازت اللبنانية جوليا قصّار بجائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم «ربيع».
وكانت فازت المخرجة دارين سلام بـ «جائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو مجتمعي»، بقيمة 100 ألف دولار، بينما فاز ميشيل بوجناح بجائزة الجمهور من «بنك الإمارات دبي الوطني»، عن فيلم «أعمق المشاعر».
وفي جوائز سامسونغ للأفلام القصيرة فازت المخرجة إيلينا كوفالينكو بجائزة المركز الأول، عن فيلم «في قوقعتك»، وفاز نبيل شودري بجائزة المركز الثاني، عن فيلم «تذكرني»، وفاز المخرج كيريل كريباك بجائزة المركز الثالث، عن فيلم «إنفينيتوم»، وفازت المخرجة إيمان السيد بجائزة «استوديو الفيلم العربي لكتابة السيناريو» عن فيلم «بطانية»، وفاز خالد المحمود وإيمان العمراني وسعيد الظاهري وصابرينا البناي بجائزة وجوه مميزة من المهرجان.
النظرة العامة إلى الجوائز نلاحظ أنها توجّهت إلى قطاع الشباب، إذ إن الفائزين بغالبيتهم هم من السينمائيين المستقلين الشباب، الذين يُنجز بعضهم تجاربه الأولى، ما يدلل على حُسن توجّه المهرجان، وصحة رهاناته، بأن مستقبل السينما معقود على أيدي الشباب المستقل والمغامر والمبادر، كما في حالة المخرج الشاب محمد حماد، وتجربته مع فيلمه «أخضر يابس»، الذي قدم نموذجاً ناجحاً للسينما المستقلة، الشابة، الإنسانية، القادرة على التعامل مع موضوعها بنباهة وبراعة وإبداع شديد.
قامات من دون جوائز
صحيح أن النتائج تجاوزت عن حضور قامات كبيرة مثل المخرج مجدي أحمد علي، وحكيم بلعباس، ورجاء عماري، وجورج هاشم، فضلاً عن هادي زكاك، ومحمود المساد، وهم جميعاً من الأسماء المشهود لها في عالم صناعة الفيلم… ولكن ما ينبغي قوله إن أفلامهم الجديدة، جاءت قوية عنيدة متمرسة، قادرة على المنافسة، ونيل الاستحقاق بقوة، بل إن فيلماً من طراز «نحبك هادي»، للتونسي محمد بن عطية، جاء إلى المنافسة مسبوقاً بفوزه المتعدد الوجه، من برلين السينمائي، إلى «أيام قرطاج السينمائية»، سواء للفيلم ولبطله مجد مستورة.
ترسيمة جوائز «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، تثير مرة أخرى موضوع تشكيل لجان التحكيم، وحضور العنصر الأجنبي فيها، مما يباغت النقاد والسينمائيين والجمهور، بخيارات نتائج إشكالية، سنة بعد أخرى، فهل ما زال المُحكّم الغربي ينظر إلى الموضوع السينمائي العربي، من باب أنه «غريب» (إكزوتيك)، ما يجعله يفضّل المضمون ويغلّبه على الفني، أم أن المشكلة تكمن في حجم التوقعات، التي ليس لها بالضرورة أن تتوافق مع خيارات لجان التحكيم، التي تُعمل أدواتها ضمن أجواء ضاغطة، من حيث عدد الأفلام ذات السوية المتقاربة، وتنوّعها ما بين روائي وغير روائي في منافسة واحدة؟
من جهة أخرى، كانت الدورة الـ13 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، شهدت قبل يومين من اختتامها، الإعلان عن الفائزين بجوائز «ملتقى دبي السينمائي»، منصة الإنتاج المشترك في المهرجان، التي تقدّر جوائزها الإجمالية بـ50 ألف دولار، توزّعت على كل من المخرجة إليان الراهب والمنتجة لارا أبو سعيفان عن «العائلة الكبرى»، والمخرج عمر هفاف والمنتجة ماري بلدوشي عن «ما زالت الجزائر بعيدة»، والمخرجة دارين ج. سلّام والمنتجة ديمة عازر عن «فرحة»، والمخرج مهند حيال والمنتجة هلا السلمان عن ««شارع حيفا»، والمخرج داود أولاد السيد والمنتجة لمياء الشرايبي عن «تودا»، والمخرجة هيام عباس والمنتجة سابين صيداوي عن «غبار الطفولة». إلى جانب ذلك، اختار «ملتقى دبي السينمائي» خمسة من المشاركين في «الملتقى»، للحصول على اعتماد مجاني في شبكة المنتجين في «مهرجان كان السينمائي»، وهم: المنتجة ديمة عازر عن فيلم «فرحة»، والمنتجة لارا أبو سعيفان عن فيلم «العائلة الكبرى»، والمنتجة هلا السلمان عن فيلم «شارع حيفا»، والمنتجة كارول عبود عن فيلم «الحياة = شوائب سينمائية»، والمنتج خالد المحمود عن فيلم «مطلع الشمس». وكان المخرج الإماراتي عبدالله حسن أحمد فاز بجائزة «آي دبليو سي للمخرجين الخليجيين»، البالغة 100 ألف دولار، عن مشروع فيلمه «مطلع الشمس».
(الحياة)