علي لعيبي وأنطوانيت ديراني يشتركان في مجموعة شعرية واحدة

( الجسرة )

*قاسم محمد مجيد

قد يكون وصف تولستوي أكثر قربا في الوصف لهذه المجموعة المشتركة حين قال: “الشيء الأزلي الوحيد هو السماء المرصعة بالنجوم وقانون الحب في قلوبنا”.

من الملائم القول عن هذه المجموعة الشعرية المشتركة “كيـف آتيك .. وأنا لم أبرحك” متفاعلة مع إرهاصات تمور داخل النفس لتتفاعل مع خلجات القلب المثقل أيضا بتراكماته الضخمة من خيبات وقسوة الحياة.

ورغم إن البعض لا يميل الى المجاميع الشعرية المشتركة كونها لا تمثل صوتا واحدا بل عدة أصوات تتباين قدراتهم ورؤاهم وتجربتهم, وكذلك اختلاف المشاعر في صياغة النص بين شاعر وآخر، لكن كعلاقة تشترك فيها فرائض المحبة وتفيض بالإلهام وتقترب إن تكون اعترافا بالآخر بتطابق الرؤى يكشفان علي وأنطوانيت ديراني, عن رعبهما من هذا المصير الذي آلت إليه الإنسانية وهي تمسك بأذيال خيبتها، وتترنح على ضربات مميتة سددها أعداء المشاعر الإنسانية الصافية.

لذا حاولا بكل إصرار, أن يتجنبا سهولة النصوص وان يغوصا في أعماق المفردات كي يستخرجا لؤلؤا يقدمانه للقارئ بترحاب وحب وينقشان على جدار الشعر رغبتهما العميقة لعالم جديد, أوراقه بيضاء, لم تمسها ريح. وينتقلان من محطة لأخرى وهما يمسكان غصن زيتون آخر.

المجموعة الشعرية المشتركة هذه مثل طرقات خفيفة على زجاج نافذة الحياة, بل يشبه الهمس حين غردت بلابلهما فوق شجرة أو قرب ضفة نهر أو يمزحان مع القمر ويكتبان على سبورة الشعر بطباشير ملونة, وهي تدشين لبساطة ملامحهما وهي تتجول في محراب الكلمة، وتوضح الصورة الشعرية وكلما قراءنا يزداد شعورنا إننا في حدائق الشعر الغناء أو هما يعلنان عودة الحب في زمن تعس ورغبة عارمة لاقتناص لحظة فرح ورؤية طير يعلن أن سفن الحب لن تغرق مادام الشاطئ قريبا.

وكذلك تحتشد النصوص تحت جسر الوله وعيونهما معلقة على لوحة تحت ظلال الشقوق وهنا يكتشف العمل الحقيقي للمبدع وهو يصل للنبع كي تروينا من مياه مفرداته.

إن هذه المجموعة خلاصة تجربة للشاعر د. علي لعيبي الذي له تجربته الشعرية لأكثر من عقدين مع شاعرة أرادت إن تكتب بطريقة تثير انتباه القارئ كشاعرة واعدة مستقبلا.

ديوان “كيـف آتيـك .. وأنا لم أبرحك” شفاف وأنيق في حرفه وصوره الشعرية التي تضج بالحياة والأمل والمستقبل رغم العراقيل.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى