غيروا أفكاركم!

جواهر آل ثاني
أكبر عدو وصديق للإنسان موجود في رأسه!،
العقل قد يكون أفضل صديق للإنسان وقد يكون أخطر عدو له، قد يعيشك عقلك في نعيم رغم حياتك الشاقة، وقد يعيشك في جحيم رغم خلو حياتك من المصاعب والمصائب. وكله يعود إلى طريقة تفكيرنا والأفكار التي تغزو رأسنا بالثانية. فالأفكار تولد فينا المشاعر، فإذا كانت أفكارنا إيجابية نشعر بالسعادة والرضا، وإذا كانت أفكارنا سلبية تجتاحنا مشاعر الحزن والقلق واليأس. ولذلك علينا أن نعرف نوع الأفكار التي تسكن رأسنا كي نستطيع أن نغيرها وبالتالي أن نغير معها حياتنا بأكملها.
بشكل عام، هناك مجموعة أنماط تفكير سلبية يجب على الناس تجنبها لئلا تنكد عليهم حياتهم، ومنها (التعميم) كأن تلتف عليك سيارة في الشارع فتغضب وتقول لا أحد يعرف كيف يقود السيارة!،
أو (الشخصنة) كأن تظن بأن المواقف أو أي كلمة تُقال أمامك هي عنك أو أنك السبب وراءها. كأن يرجع الزوج من العمل غاضبا، فتظن زوجته أنه غاضب عليها لأنها نسيت إيقاظه في الصباح، فتغضب عليه لأنه غاضب قبل أن تعرف السبب الحقيقي وراء غضبه أنه تشاجر مع رئيسه في العمل.
ومن أنماط التفكير السلبية الأخرى العيش ضمن قناعات حديدية لا نغيرها (Shoulds and Shouldnts)، وقد تكون هذه القناعات موجهة لأنفسنا كأن يقول أحدهم يجب أن احصل على جسد مثالي، فيحبط عندما لا يحصل على الجسد الذي يتصوره، أو أن تكون القناعات موجهة إلى شخص أو جماعة أخرى كأن يقول يجب أن يكون الناس حسني الخلق، فينصدم ويبتأس لو تصرف احد بسوء خلق أمامه!.
يستطيع الإنسان أن يغير طريقة تفكيره بالتدريب والممارسة، كأن يترك (التعميم) ويستخدم كلمات أخرى بدل (الجميع) و(كل أحد)، فيقول (البعض) و(ليس الكل).
وأن يترك (الشخصنة) ويحاول أن يضع لكل موقف يواجهه أكثر من سيناريو، فالزوج الغاضب، قد يكون غاضبا بسبب الجوع أو مكالمة تلقاها من صديق قبل دخوله للبيت.
أما بالنسبة (للقناعات الحديدية) فيجب أن نكون أكثر مرونة فيها، فكل شيء قابل للتغيير، وخاصة الأمور المعنوية غير الملموسة.
كي نسعد، علينا أن نفلتر أفكارنا كي نستطيع أن نفلتر مشاعرنا ونغير حياتنا للأفضل، وكي نفلتر أفكارنا علينا أن نعرفها أولاً ونفهمها ومن ثم نغيرها ونغير طريقة تفكيرنا.

**المصدر: جريدة”الشرق”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى