فاطمة نصير: الكاتبات الجزائريات رسخن وجودهن في عالم الكتابة

قالت الناقدة والأكاديمية الجزائرية فاطمة نصير “إنّ المرأة الجزائرية تأخّرت في الالتحاق بركب الكاتبات عربياً وعالمياً، وذلك بسب الأوضاع السياسية والاستعمارية التي شهدتها الجزائر مدة 132 عاماً من الاستعمار الفرنسي”.
وأضافت نصير، في ندوة نظمتها جمعية النقاد الأردنيين مؤخرا بعمان، “إن المرأة الجزائرية خاضت الكتابة مستندة إلى الذاكرة النضالية والثورية، وإلى تاريخ حافل بالهزائم والتحديات والبطولات والمشاركة مع الثّوار في حفظ الأسرار وإيوائهم وتضميد جراح قلوبهم قبل أجسادهم”.
ورأت أن ما أسهمت به زهور ونيسي، في مجموعاتها القصصية يمثل بوادر الكتابة الإبداعية النسائية الجزائرية، خصوصاً في مجموعتها “الرصيف النائم”. كما أشارت إلى تجربة الكاتبة زليخة السعودي، التي تنوعت قصصها من حيث الموضوع والمنظور، واستلهمت تاريخ النضال والثورة، وانعكاسات الجانب الإنساني اليومي.
واستعرضت الناقدة تجربة الكتابة النسائية الجزائرية في سبعينات القرن الماضي وما بعدها، حيث ظهرت أسماء من أبرزها جميلة زنير صاحبة “أوشام بربرية” و”جنية البحر”.
وأوضحت أن الأسماء النسائية الجزائرية في الكتابة واصلت التكاثر والتراكم، لكن من دون أن تتساوى في الصيغ والرؤى والأساليب.
وتوقفت نصير عند تجربة أحلام مستغانمي التي حققت قدراً من النجومية العالمية، بعد أن كانت انطلاقتها من استلهام التاريخ والموروث الجزائري.
وبينت أن هناك كاتبات انفتحن على الثقافات الغربية والشرقية وكتبن ونشرن داخل الجزائر وخارجها، كفضيلة الفاروق، التي كان همّها في سردياتها إلغاء النظرة الدونية للمرأة، دون أن تنسى تسليط الضوء على فترة “العشرية السوداء” وما حدث فيها من اغتصاب وظلم وقهر للنساء. وختمت فاطمة نصير الندوة بدعوتها إلى ضرورة تهيئة جو صحّي للمرأة، وتوفير مساحة من الحريّة لها، إن أريد منها أن تبدع.
(الحياة)