في رثاء الموسيقار عبد العزيز ناصر

بقلم : أ إبراهيم خليل الجيدة

رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي

 

توقف قلب الموسيقى مرة واحدة، وأعلن غياب موسيقار الخليج عبد العزيز ناصر ، الوتر الذي دشن للريح نغمة البدء ، لتنمو الأرض غناء وسنابلا عربية تتغنى بالقومية والمجد والبحر.

انه الموت مرة أخرى وإنه الغياب الذي يؤلمنا ويطعن أحلامنا الكثيرة، الفاجعة كبيرة هذه المرة والفقد لا يمكن احتماله ولا يمكن تجاوزه، فالفقيد عبد العزيز ناصر لحن خالد تربينا على ألحانه ووقفنا شامخين على النشيد الوطني الذي ألفه بحب.، كيف لنا أن نصرخ بملء قلوبنا المكلومة ، التي عبأت تراب الوطن بأخضرك لتعلن لنا رحيلك دفعة واحدة ، تركت رائحة الفقد تتخطفنا واحدا واحدا ، وتسقطنا في ظلال الفجيعة المرة، أين ستبتعد بكل هذا البهاء وبرائحة اللحن الشجي الذي شاركته في نبرات الطيور وأسست رائحة الحب له وبشرت بنا أصدقاء نكبر بالحلم ، ونصمت حين يقف قلب الكون الصغير، نصمت حد التلاشي مدركين رائحة غيابك الذي حوطنا كالشجر الغادر، حوطنا بريحه الصفراء التي تنهش ذكرياتنا التي كتبناها معا على أرصفة الطرقات في الدوحة، الدوحة التي وقفت مفجوعة يعصرها الحنين وهي ترتل النشيد الوطني الذي مر من تحت يديك ونزيف أعصابك التي جبلت للوطن وللعروبة.
أستعيدك الآن وأنا اكتب عنك ، استعيد جلساتنا في بيتك الرحب أستعيد نقاشاتنا الحادة واتفاقنا واختلافنا وعودتنا لفكرة وحيدة هي الحق، أستعيد مواقفك الإنسانية النبيلة وشجاعتك التي تشبه الموسيقى، أستعيد قلبك الذي لا يعرف الكره قلبك الكريم بالحب الذي قرر أن يتوقف ليذهب إلى عالم آخر وكأنه ضاق بهذا الكون ليفتح بالحب أقانيم أخرى وألحان تشبه آلاتك الموسيقية التي تيتمت، استعيد عينيك أيها الصديق الطيب، لأختار الانصياع للسكينة والصمت المقدس الذي يهز دواخلي كنخلة زرعتها بيديك المعروقتين فتمطر على أرواحنا حبا وموسيقى يشبهك ويتمثل بك، عليك السلام أيها اللحن الخالد ويا وترا للذين حملوا أحلامها على متن أرواحهم وكانوا السباقين في الوطن.
وعليك السلام يا صاحبي إذ تركت لنا الطريق وغبت كغيمة شفيفة من بيننا، غبت ونحن لا نزال لا نصدق هذا الرحيل المفاجئ، لعلك تخرج علينا بجديد قلبك مازجا كل هذا الفقد لتعود لنا برائحة الموسيقى من خلف ظهورنا ، الطريق الطويل يتعب أرواحنا وأنا ما زلت أتلفت خلفي لتأتي إلينا أو علك تأتي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى