قراءة نقدية لومضة{طاغية} . الكاتبة: إيمان السيد

الجسرة الثقافية الالكترونية

*ايمن السردي

العنوان طاغية: جمع طُغاة ــ والطاغية هو شديدُ الظلمِ، المتكّبر، الجبار، ذلك المتسلّط الذي يأكلُ حقوقَ النّاسِ ويقهرهم.
طغى الشخص : تجبّر واستبدّ وأسرف في الظلم.
العنوان مناسب كعتَبَةٍ للنّص.
الشطر الأوّل بدأتْ القاصّة المبدعة برفعوه ــ يُقال رُفعَ فلان أي ارتفع قدره ومقامه وشُرّف، أعلى شأنه وشرّفه، والأكتاف جمع كَتِف وهو عظمٌ عظيمٌ خلفَ المِنْكَبِ.
رفعوهُ على الأكتاف شطرٌ قويٌ بلغة عميقة ومعبرّة، فهذا الظالم المتكبّر أنزله أتباعه أعلى المراتب والأماكن، وشرّفوهُ، واعتلى أعظم مراتب السلطة وترّبع على هرم النفوذ ، والأكتاف هنا تشبيهٌ جميلٌ ومَوْضع عالٍ لا يرتقي بسهولةٍ ويُسر. فمَن رُفِعَ على الأكتافِ فقد حاز منزلةٍ عظيمةٍ وشرفٍ رفيعٍ وثقةٍ مطلقةٍ، فهو في أعينهم المخلّص والأمل بغدٍ مشرقٍ والرّجاء بمستقبلٍ زاهرٍ.
كانوا له اليدَ التي تُمسك زمامَ الأمور، العين التي يرى بها، الظّلال الوارفة، السّيف المسلول في وجه الأعداء،
ولكنْ عندّما يخلع هذا الكاذب رداء الحَمَلِ الوديعِ وتتكشّفُ الحقائق فإنّ النتيجةَ أنّه سيهدّ مناكبهم ، والهدّ هنا بمعنى التحطيم بشدّةٍ وعنف.
هدّ مناكبهم بمعنى أكل خيراتِ البلاد والعباد، أرجعهم عشرات السنين للوراء، وربّما كانوا في أفضل حالاتهم قبل أن يشرّفوهُ ويرفعوه لأكبر منزلةٍ وسلطانٍ.
أرى أنّ المشهدَ القَصَصي اتضحَ بشكلٍ جميلٍ جداً وسريع وبصورةٍ بليغةٍ وعميقةٍ، فالنّص إبتداءً من العنوان حتى النهاية غاية في الرّوعة وجمال اللّغة والصياغة ،مدهش وبمفارقة متْقنة، وله بعدٌ سياسيًٌ جليٌ ومٌحْكَمٌ.
أُسجّل إعجابي بالنّص وتقديري العميق للقاصّة المبدعة إيمان السيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى