كتاب عن العمارة والفنون الإسلامية بالجزائر

يضم كتاب “لمحات حول العمارة والفنون الإسلامية بالجزائر”، للكاتب والباحث الجزائري محمد الطيب عقاب، مجموعة من البحوث المتنوعة في موضوعات الآثار الإسلامية في الجزائر، وهو يبحث عن دور الجزائر في الحضارة العربية الإسلامية، ومدى تفاعلها في إثراء هذه الحضارة.

ويوضح المؤلف، في كتابه، الصادر عن “منشورات آرك”، أنّ الغرض من تقديم هذه البحوث هو مساعدة الطلبة المتخصّصين في الآثار بوجه عام، وفي الآثار الإسلامية بوجه خاص، وتوسيع دائرة القارئ الثقافية ليُلمّ بأصالة حضارته، فضلا عن سدّ الفراغ الملحوظ في هذا الاختصاص.

ويُؤكد عقاب أنّ إعادة نشر هذه البحوث في كتاب، جاءت لتيسير وصول الباحثين التوّاقين إلى معرفة الجزائر إبان حقب من تاريخها المزدهر على مدى القرون الممتدة بين الرابع والثالث عشر للهجرة، وهي القرون التي ميّزتها ابتكارات الجزائريين في مجالات شتى وفي جميع مظاهر الحضارة المتّصلة بالمجتمع من فنون وعمران، ومنها العمارة التي اتّسمت بطغيان الطابع المحلي في الإنجاز، وحتى في المواد المستخدمة، مع الاحتفاظ باللّمسات الإسلامية في هذا المجال. وتظهر جليا من خلال هذا الكتاب شخصيةُ الفنان الصانع الجزائري الذي لم يلجأ في تحقيق خصوصية العمارة الجزائرية إلى التقليد الأعمى، وإنّما راهن على عناصر الإتقان والإبداع في ما كان يُنجزه من أعمال معمارية، وهو الأمر الذي برز في الكثير من المنشآت والعمائر والمساجد التي مازالت ماثلة إلى اليوم في الحواضر الجزائرية كتلمسان ووهران والجزائر العاصمة وبجاية والمسيلة، وغيرها من المدن التي تزخر بالشواهد العمرانية الفريدة هندسة وتصميما وإنجازا.

ويُلاحظُ المؤلف أنّ من الأسباب الحاسمة في دعم أصالة العمارة الجزائرية كون الجزائر شهدت خلال فترات متلاحقة من التاريخ الإسلامي الكثير من الدول التي أدّت دورها الريادي في مجال العمارة والفنون الإسلامية على الوجه الأكمل، وقدّمت روائع أثرية اتّسمت بأنماط مبتكرة وأساليب مميّزة عن تلك المنتشرة في دول الإسلام المختلفة، وهو ما يدلُّ على أنّ هناك من أسهم في تكوين ذلك الإرث الحضاري وترقيته بأساليب متنوعة بدعم من الولاة الذين استخدموا نفوذهم السياسي وتقديم الأموال للصنّاع المهرة والفنانين الذين استُقدم بعضهم من بلدان أخرى.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى